كذبة نتنياهو الجديدة.. انا ومن بعدي الطوفان 

كذبة نتنياهو الجديدة.. انا ومن بعدي الطوفان 
الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

قبل ابتداء مرحلة الصمت الانتخابي وقبل ساعات من انطلاق التصويت في الانتخابات الاسرائيلية الثالثة خلال عام صعد بنيامين نتنياهو من حملته ضد خصومه السياسيين وحتى ضد حلفائه وعلى رأسهم نفتالي بينت رئيس حزب يمينا ووزير حربه، بنيامين نتنياهو يحاول في هذه المرحلة الاصعب ان يرفع سقفه كثيرا تجاه الاخرين.

العالم - قضية اليوم

فعلى سبيل المثال الرجل قال انه لن يشكل حكومة مع بيني غانتس رغم ادراكه ان كافة الاستطلاعات في الايام الاخيرة لم تمنحه سوى فرصة واحدة للبقاء رئيسا للحكومة وهي بتشكيل حكومة وحدة مع كحول لفان (ازرق- ابيض) خاصة بعد احراق افيغدور ليبرمان رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" لكافة السفن واعلانه انه سيشكل حكومة بدون بنيامين نتنياهو.

اما ليبرمان فلم ينجو من نتنياهو الذي اطلق عليه رصاصة صائبة بين اليمين حين قال انه سيذهب للقائمة العربية المشتركة ليشكل حكومة مع غانتس في وقت معلوم فيه حجم العداء بين العرب وليبرمان، نتنياهو يكذب كما يتنفس هكذا يصفونه في داخل الكيان الاسرائيلي ولذلك فان ما يتحدث عنه علانية هو تماما ما يخفيه في السر، لكن نتنياهو الذي خرج ليقول اما هو وحكومة يمين واما الانتخابات الرابعة فهو يحاول تخويف الشارع الاسرائيلي واليمين تحديدا ببقاء المراوحة في المكان ان لم يصوتوا له وللاحزاب اليمينة ويمنحوهم نسبة الحسم لتشكيل حكومة دون افيغدور ليبرمان.

وهذا الامر حتى اخر استطلاعات للراي يبدو مستحيلا وتحديدا مع التقدم الذي اظهرته استطلاعات الراي للقائمة العربية الموحدة، السيناريوهات حتى اللحظة تبدو ليست في مصلحة نتنياهو لانها تتراوح بين تشكيل حكومة مداورة بينه بين غانتس وعلى الاغلب فان غانتس سيشترط ان يكون هو في اول عامين او حكومة وسط ويسار بدعم العربية المشتركة وبمشاركة ليبرمان وهذه قد تكون لفترة محدودو الى حين مغادرة نتنياهو العمل السياسي لاسيما وانه في السابع عشر من الشهر المقبل سيخضع لجلسة قضاء بتهمة الفساد، ما تبقى من سيناريوهات غير واقعي كعودة ليبرمان الى كتلة اليمين او كقدرة اليمين على تشكيل حكومة عبر حسم 61 مقعدا في الانتخابات ويبقى السيناريو الذي لا يريده احد والذي يلوح به نتنياهو اي الانتخابات الرابعة.

بالنسبة لنتنياهو هذا هو السيناريو الافضل لاسيما لو فشل الجميع في تشكيل حكومة سيبقى مسماه رئيس حكومة وسيكون موقعه في المحاكمه اقوى من كونه معارضا او رئيس معارضة لكن في داخل الكيان الاسرائيلي وبين الاحزاب حتى اليمينية والحريدية بداوا يتحدثون عن ضرورة عمل اختراقه لعدم الوصول الى انتخابات رابعة لن تخدم الا نتنياهو وفكرة تشكيل حكومة من الوسط واليسار وبدعم العرب وبمشاركة ليبرمان رغم صعوبتها الا انها تبدو الخيار الوحيد للتخلص من الرجل.

لكن نتنياهو كما يبدو وضع خطة هروب حال فشل في الحصول على توصية 61 عضوا لتشكيل حكومة جديدة قبل ال17 من اذار موعد تلاوة لائحة الاتهام، هذه الخطة بدأها بتعيين احد المحامين في طاقمه وهو معروف بادارته للصفقات مع النيابة العامة الاسرائيلية وهذا الخيار قد يكون الاخير والاسلم لنتنياهو بحيث يغادر الحياة السياسية مقابل اسقاط التهم الموجهة اليه ورغم ان الرجل اعلن انه لن يقوم بعمل صفقة للتخلص من التهم الموجهة اليه الا ان هذه التصريحات تفسر ما ذكرناه في السابق من ان ما يتحدث عنه في العلن هو عكس ما يخفيه في السر وعليه فان خيار الصفقة ومغاردة الحياة السياسية هو الاسلم بالنسبة له وعلى الاغلب حال توافقت نتائج الانتخابات مع نتائج الاستطلاعات فانه سيذهب اليه مسرعا.

فارس الصرفندي