نتنياهو بطل ملفات فساد ومجتمع عنصري

نتنياهو بطل ملفات فساد ومجتمع عنصري
الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

انتهت الانتخابات الاسرائيلية الثالثة بمفاجأة مدوية بحصاد بنيامين نتنياهو ومعسكر اليمين لستين مقعدا من مقاعد الكنيست بعد ان استطاع الرجل ان يستنفر اعضاء اليمين في الاراضي الفلسطينية وتحديدا المستوطنين للتصويت له ولحزبه اليميني تحت شعار (تنفيذ صفقة ترامب ) والحقيقة ان ايا من المختصين بالشان الاسرائيلي وحتى اعضاء الكنيست العرب وحتى المراقبين الاسرائيليين لم يتوقعوا هذه النتيجة الصادمة.

العالم - قضية اليوم

نتنياهو الان سيذهب الى المحاكمة وهو رئيس حكومة مكلف وهذا ما اراده في المرحلة الاولى وفي المرحلة الثانية يريد تمرير قانون الحصانة في الكنيست بحيث يضمن ان لا يحاكم وهو على راس الحكومة المقبلة، وبعيدا عن السيناريوهات القادمة بعد هذه النتائج والتي قد يكون اكثرها منطقية بانضمام احد اعضاء الوسط او اليسار الى حكومة ضيقة برئاسة نتنياهو او بعودة الابن الضال افيغدور ليبرمان الى احضان اليمين فان قراءة المشهد الجديد تحتاج الى غوص اكثر في تغيير المجتمع الاسرائيلي من ناحية بنيوية واعتقد لا بل اجزم ان الساعات المقبلة سينبري فيها الكتاب الاسرائيليون لقراءة هذا التغير وخطورته على المجتمع الديمقراطي الذي كانوا يفاخرون به وسط ديكتاتوريات الفساد العربية المحيطة.

هذا المجتمع الذي انحدر بعنصريته الى الحضيض وقبل برئيس حكومة تلاحقه ملفات الفساد مقابل ان يستمر بعدوانيته تجاه الفلسطينيين.. رئيس استطاع اثارة اليمين الاسرائيلي والمستوطنين منه نحو احلامهم الفاشية التي تراوده بالتوسع والقضم والتمدد على حساب الفلسطينين والعرب، الرجل اوحى لهم بان بقاءه في رئاسة الحكومة الاسرائيلية يعني تنفيذ صفقة ترامب بكافة عناصرها سواء باستبعاد الفلسطينين في قطاع غزة نحو مصر وطرد الفلسطينيين في المثلث الى اراضي السلطة الفلسطينية والسيطرة على الاغوار والحفاظ على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وبعد كل ذلك فتح ابواب الدول العربية واسواق العرب لهم دون ان يقدموا ادنى تنازل.

هذه الاحلام داعب بها نتنياهو مخيلة اليمين الاسرائيلي فما كان من هذا اليمين الا ان تناسى قضايا الفساد التي تحيط بالرجل احاطة السوار بالمعصم وتوجه بكل ثقله للتصويت له، اليوم وامام المشهد الجديد يجب على العرب والمسلمين ان يثقوا بان المجتمع الاسرائيلي لا يوجد به من يبحث عن تسوية حقيقية معهم وانما هذا المجتمع لا يفكر الا بالتوسع والتمدد وبالسيطرة وبانه يعشق لون الدماء لا بل يتعطش لها.

الغريب ان في داخل المجتمع الاسرائيلي من يرى بفوز نتنياهو كارثة حضارية وبان هذا الفوز يدلل على ان المجتمع الاسرائيلي لم يعد يبحث عن ايادي بيضاء وانما يبحث عمن يقدم له مزيدا من الضحايا الفلسطينيين والعرب، وبالمقابل من العرب من يبدو سعيدا بفوز الرجل بعد ان اصبح ضيفا دائما على قصورهم.

في السابق غادر اسحق رابين مقعده كرئيس للحكومة بسبب حساب بنكي باسم زوجته لم يبلغ عنه بعد عودته من الولايات المتحدة حيث كان سفيرا وتناسى المجتمع الاسرائيلي للرجل ما قدمه في تاريخه العسكري الذي بدأ في الهاجاناه وانتهى باحتلال القدس في العام 1967 وحتى ما قدمه من خدمات وهو سفير للكيان في الولايات المتحدة، لكن مع حالة الانحدار نحو العنصرية قبل هذا المجتمع بنتنياهو الذي تلاحقه ملفات الفساد.

على الفلسطينيين ان يستعدوا لمعركة طويلة ومعقدة مع نتنياهو الذي سيقدم لليمين اطباقا مليئة بالضحايا الفلسطينيين وعلى اصحاب الاحلام الوردية من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون تغيرا في المجتمع الاسرائيلي ان يدركوا ان هذا المجتمع اصبح فاشيا بشهادة صناديق الاقتراع.

فارس الصرفندي