توعدات الارهابيين والحشد التركي.. ما الذي يحضّر بإدلب؟

توعدات الارهابيين والحشد التركي.. ما الذي يحضّر بإدلب؟
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

العالم - يقال أن

تمخض عن اتفاقات الرئيسين الروسي ونظيره التركي، قبل أيام، وقف لإطلاق النار في إدلب، في حين أجبر الميدان الطرف المقابل (أي المسلحين وراعيهم التركي) على القبول بالأمر الواقع وهو تثبيت إنجازات الجيش السوري الذي حرر ما يقارب 2000 كيلومتر مربع من ايادي الارهاب في ارياف حلب وحماه وإدلب وأعاد فتح طريق حلب دمشق الدولي بعد 8 سنوات من إغلاقه.

لكن التحركات التركية العسكرية المستمرة في إدلب لاتبعث على الارتياح وتشكك في أن أنقرة ستلتزم بالهدنة الى أمد طويل، فيوم أمس دخل رتل عسكري تركي إلى محافظة إدلب، عبر معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، يتألّف من أكثر من 100 آلية، ويضم دبابات ومدافع وراجمات صواريخ ومدرعات، بحسب المرصد السوري المعارض. وبذلك يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التركية في إدلب الى أكثر من 3580 شاحنة وآلية عسكرية تركية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب الى الآن أكثر من 8450 جندياً تركياً.

من جهة أخرى نرى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي قال أن "تركيا تحتفظ بحقها في تطهير محيط منطقة عملية درع الربيع في إدلب السورية، بطريقتها الخاصة، حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لها"، وإن كان يقصد عدم عودة العمليات العسكرية من قبل الجيش السوري، فإن الجيش لم يطلق العملية إلا ردا على تجاوز الارهابيين وعدم التزام تركيا باتفاقات سوتشي، وبالطبع سيكون رده مماثلا في حال لم تعمل تركيا بتعهداتها الجديدة في هدنة إدلب.

لكن مايزيد الأمر خطورة هو بيان هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) التي شكرت تركيا صراحة على موقفها مما أسمته "الثورة" في حين شككت في نجاح وقف إطلاق النار في إدلب واعتبرت الاتفاق الروسي – التركي الاخير غامضا، مؤكدة انها قادرة على إعادة فتح الجبهات واخراج الجيش السوري من المناطق التي سيطر عليها مؤخرا.

من جهة أخرى يقول ناشطون ان عناصر مريبة تحاول ايجاد ما يشبه تحركا غير مسلح (ظاهره مدني) في ريف ادلب الجنوبي لعرقلة تنظيم دوريات روسية على طريق حلب – اللاذقية M4، وبالتالي فيبدو ان تركيا قد تستثمر وقف اطلاق النار إما لتعزيز فصل ماتبقى من إدلب عن سوريا الأم "عسكريا ومدنيا" في ظل تواجدها العسكري بالمنگقئ، وإما للتحضير لمعركة جديدة تزج بها بالنصرة والتركستانيين على أكثر من جبهة، وهنا لانتوقع ان الجيش السوري وحلفاؤه غافلون عن هذا ولا نتوقع ان يصبروا على تركيا، وهي صاحبة التاريخ الحافل بخرق التوافقات، كما صبروا عليها في اتفاق سوتشي.