صحيفة بريطانية:

الأمراء المعتقلون أرادوا منع بن سلمان من الوصول للعرش

الأمراء المعتقلون أرادوا منع بن سلمان من الوصول للعرش
الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠ - ٠٢:٤٨ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر لصحيفة “الغارديان” البريطانية أن كبار أفراد العائلة المالكة السعودية كانوا يعتزمون تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز رئيسًا لهيئة البيعة، وهذه الخطوة كانت ستمنحه نفوذاً على المشاورات العائلية التي من شأنها أن تحد من تحول السلطة لولي العهد محمد بن سلمان.

العالم- السعودية

و3 مصادر أكدت لصحيفة “الغارديان” أنَ أمر اعتقال الأمير أحمد بن عبدالعزيز، آخر أشقاء الملك سلمان من نفس الأبوين الباقين على قيد الحياة، وولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، يوم الجمعة 6 مارس/آذار 2020، جاء عقب تسريب تفاصيل محادثات الاثنين إلى الديوان الملكي.

وكان الأمير محمد بن سلمان هو من أمر باعتقال الرجلين، اللذين اتهما بمحاولة تهميشه من خلال هيئة البيعة، التي تأسست في عام 2007، لضمان الانتقال السلس للسلطة بعد وفاة الملك أو ولي العهد.

هيئة البيعة كان لها دورٌ أساسيٌ في تأمين تسمية الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في عام 2017، حين فاز بتأييد 31 صوتا من إجمالي 34 صوتا، مما أقصى الأمير محمد بن نايف من تسلسل الخلافة على العرش، ومكَن الأمير محمد من تعزيز مكانته حاكما فعليا للبلاد، وهو الدور الذي عمل على ترسيخه بلا هوادة منذ ذلك الحين.

فيما يعتقَد أنَ الأمير أحمد كان أحد الأصوات المنشقة في هيئة البيعة وظل معارضا لولي العهد الشاب. ويحتمَل أن يواجه هو والأمير محمد بن نايف اتهامات بالخيانة، ومع ذلك ترددت اقتراحات في الرياض أمس الإثنين، 9 مارس/آذار، تشير إلى أنَ مثل هذه الاتهامات الخطيرة ستخَفَف.

اثنان من المصادر قالا لصحيفة The Guardian إنَ الأميرين اتهما بمحاولة تنصيبه رئيسا لهيئة البيعة، وهو المنصب الشاغر حاليا. وكانت هذه الخطوة لتمنحه نفوذا على جميع المحادثات التي تخص العشيرة والعائلة ورجال الدين، والتي تؤول إلى تعيين قادة سعوديين جدد.

ولا يعتقَد أنَ المناقشات تطورت للتخطيط للانقلاب على ولي العهد مثلما يزعَم. وأرسل هذا الادعاء -والارتباك الذي أعقب الاعتقالات- موجة صدمة في الرياض؛ مما أثار تكهنات بأنَ صحة الملك تدهورت فجأة وأنَ ابنه كان يمهد الطريق ليحل محله.

مع ذلك، التقطَت صور للملك سلمان خلال استقباله دبلوماسيين سعوديين يوم الأحد، 7 مارس/آذار؛ مما بدد شائعات وفاته، وقال أنصاره إنه لا يعتزم ترك منصبه قبل قمة مجموعة العشرين في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني.

من جانبهم، قال المسؤولون الغربيون الذين التقوا في الأسبوع الماضي مع الملك، البالغ من العمر 84 عاما، إنه كان واعيا ومنتبها وبدا أنه تغير قليلا عن العامين السابقين.

أول أمس الأحد، 8 مارس/آذار، أطلق سراح أميرين آخرين؛ هما وزير الداخلية عبدالعزيز بن سعود، وسعود النايف، اللذين شملتهما حملة اعتقالات يوم الجمعة، 8 مارس/آذار، بعد استجوابهما. ولا يزال عدد غير معروف من أفراد العائلة المالكة محتجزين. وسعى محمد بن سلمان، 33 عاما، بلا هوادة للقضاء على المنافسين من جميع مستويات المجتمع السعودي استعدادا لأن يصبح ملكا.

وبالرغم من أنه أشيد بولي العهد لاستحداثه إصلاحات ثقافية واسعة منحت المرأة السعودية مشاركة أكبر في المجتمع، وكلمة في تحديد شؤونها الخاصة، أثارت حملة قمع موازية استهدف بها المعارضة انتقادات في أوروبا وأماكن أخرى ضده.

ولا تزال واقعة مقتل جمال خاشقجي، صحفي The Washington Post، وتقطيع جثمانه أشلاء في أواخر عام 2018، حاضرة بقوة في أذهان منتقدي الأمير محمد بن سلمان، الذين يرى الكثير منهم أنه يفتقر إلى الطبع والرأي اللذين يؤهلانه لقيادة المملكة.

مسؤول مخابرات إقليمي قال: “هذه الواقعة لن تنسى أبدا. لكن يجب أن نتذكر أن تأثيرها في الخارج أسوأ منه في الداخل. ومن غير المرجح أن يكتسب الأمير أحمد، أو أي من كبار العائلة الملكية الآخرين، قوة من هذه القضية. فهناك اعتقاد منتشر على نطاق واسع الآن أن لا أحد يستطيع سلب العرش منه”.

وبموجب النظام السياسي في المملكة، يجب أن يرأس هيئة البيعة الابن الأكبر لمؤسس المملكة، ما عدا لو كان ولي العهد أو الملك. وهي تتألف من 28 عضوا، وليس من الواضح ما إذا كان الأمير أحمد يمكن أن يشغل منصب رئيس الهيئة.

كما يعتقد أنَ الأميرين الاثنين محتجزان في فيلاتين بالرياض. ويقال إنَ الأمير أحمد، الذي عاد من المنفى في لندن بعد اغتيال خاشقجي، اتصل بعائلته يوم السبت، 7 مارس/آذار، وطلب توصيل زيه الرسمي الخاص بالمراسم إليه -وهو شرط أساسي عند مقابلة أفراد العائلة الملكية الآخرين أو الظهور في الأماكن العامة.