نتنياهو وكورونا وذريعة البقاء 

نتنياهو وكورونا وذريعة البقاء 
الأحد ١٥ مارس ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

لاكثر من ساعتين ظلت القنوات الاسرائيلية مستنفرة بانتظار خروج بنيامين نتنياهو بتصريح صحفي يتعلق بحالة الطوارىء في ظل كورونا واستمر المحللون الاسرائيلييون بقراءة الموقف وخطورته وضرورة توافق الاطراف على حكومة طوارىء وطنية تضم كل الاطراف بمن فيهم العرب لمواجهة خطر الفايروس الذي يصيب العالم بهلع،

العالم - قضية اليوم
خاصة ان المنافس الرئيس لنتنياهو بيني جانتس خرج قبل ساعات برؤية لتشكيل حكومة طوارىء وطنية لمدة عام مهامها تقتصر على مكافحة الفايروس القاتل واقرار ميزانية الحكومة وعدم اقرار قوانين تتعلق بصفقة ترامب ، لكن نتنياهو خرج بعد اربعين دقيقة تأخير ليعلن بشكل تدريجي شل الحياة الاسرائيلية بدعوى مكافحة الوباء طالبا من الاسرائيليين الابتعاد عن بعضهم البعض لمترين كحد ادنى وبالطبع حالة الطوارىء تعني التزام الاسرائيليين في بيوتهم والابتعاد عن المناطق المكتظة مطمئنا الاسرائيليين بان المواد الغذائية والطبية متوفرة ولا داعي للخوف والهلع من نفادها ، نتنياهو انهى مؤتمره الصحفي دون الحديث عن تشكيل حكومة جديدة او حكومة طوارىء ولم يتطرق الى الرؤية التي طرحها بيني جانتس ، ما فهم من مؤتمر نتتياهو انه اعلن استمراره في ادارة حالة الطوارىء بعيدا عن اي طروحات تتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة وعلى ما يبدو فان نتنياهو سيتخذ خلال الايام المقبلة تحت عنوان محاربة وباء كورورنا مجموعة من القرارات من شأنها تعطيل الحياة العامة في كيان الاحتلال الاسرائيلي مثل المواصلات العامة والمدارس والجامعات وحتى المؤسسات الحكومية لاسيما ونحن نتحدث عن اكثر من اربعين الف اسرائيلي حتى اللحظة في الحجر المنزلي واكثر من مئة وتسعين حالة مصابة تخضع للعلاج ، تعطيل الحياة العامة واعلان حالة الطوارىء وقد بدأ بها بحجز الجنود الاسرائيليين في وحداتهم لمدة شهر كامل مع نهاية عطلة السبت كل ذلك يعني بأن نتنياهو يتجه الى حالة الطوارىء وهي ستوفر له الوقت الكافي الذي يريده من اجل ابعاد المحاكمة عنه وايضا البقاء فترة اطول في رئاسة الحكومة ، اذا ما استمر نتنياهو في ادارة حالة الطوارىء ونجح بها فدون شك انه سيذهب بعد ذلك الى انتخابات رابعة وهذه ستوفر له الفرصة الكاملة كيً يحقق الحسم الذي يسعى اليه والذي عطل تشكيل الحكومة لثلاث مرات وهذا الحسم يتمثل بحصول اليمين ككتلة صلبة على واحد وستين عضو حيث يستظيع تشكيل حكومة مستقره قادرة على تمرير قانون الحصانة لرئيس الحكومة خلال فترة توليه المنصب ، الشواهد على قدرة نتنياهو تحقيق نصركاسح في اي انتخابات مقبلة كثيره اولها سقوط اليسار الاسرائيلي في كل معركة وتراجعه لصالح اليمين والدليل على ان الفارق بين مقاعد اليسار في الانتخابات الاولى والثالثه اربعة مقاعد ذهبت لصالح اليمين هذا بالاضافة الى ان الالاف من الذين بات لهم حق التصويت في الانتخابات الثانيه والثالثة اصواتهم انصبت لصالح اليمين برئاسة نتنياهو ، مالم يحدث موقف دراماتيكي يزيح نتنياهو ويفرض عليه الخضوع للمحاكمه فكل المواقف والتغيرات حتى الطبيعية تاتي لمصلحته والتغيير الدراماتيكي الذي يراهن عليه هو قدرة جانتس على تشكيل حكومة اسرائيلية ولو لشهر واحد دون ذلك فان نتنياهو سيبقى مقيما في رئاسة الحكومة الاسرائيلية الى ما شاء الله .

فارس الصرفندي