تحرير الجوف والإطباق على مأرب

الخميس ١٩ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

يكتسب الإنجاز الأخير الذي حققه الجيش اليمني واللجان الشعبية بتحرير الجوف أهمية كبيرة، حيث تعد أهم جبهة عسكرية للتحالف لقربها من صنعاء واتصالها بالسعودية، حيث ومن خلال الانتصارات التي تحققت بسقوط جبهة الجوف فقد أصبح موضوع السيطرة على مأرب موضوعا محسوما عسكريا بانتظار القرار السياسي.

أكد الإعلامي اليمني طالب الحسني أن الانتصار في معركة تحرير الجوف إنما يعد سحقا كاملا لحزب الإصلاح الذي كان يعد الركيزة الأساسية لما يطلقون عليها الشرعية في تلك المنطقة.
وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت إلى أن تحرير الجوف معركة بأبعاد مختلفة وهي مهمة لكل طرف، وهي معقدة من حيث جهات التركيب والجغرافيا، كما أشار إلى أنها أهم جبهة عسكرية للتحالف لقربها من صنعاء واتصالها بالسعودية.
ولفت إلى أن الجهات الأكثر نشاطاً في هذه الجبهة هم الإخوان المسلمين والإصلاح، وبالتالي تعد الركيزة الأساسية لما يطلقون عليها الشرعية، وخلص إلى أن الانتصار في هذه المنطقة هو سحق كامل لحزب الإصلاح.
ونوه الحسني إلى أن من يقود هذه الجبهة ليست ما تسمى الشرعية إنما هو فهد بن تركي بن عبدالعزيز السعودي، وكقيادة عليا ليس المحسوبين على هادي والإصلاح وإنما السعودية وفهد بن تركي تحديدا.
ولفت إلى أن تلك الجبهة طرحت لأن هناك عوامل أخرى: فهاتين المحافظتين فيها مجموعة من القبائل والمشايخ يلعبون دورا كبيرا جدا في أن تحمي المحافظات وأن تطرح المبادرات بواقع حقيقي، وبالتالي تجنب المحافظتين أي عمليات عسكرية، وكان هناك عامل رئيسي استفادت منه العاصمة صنعاء بأن هناك قبائل غيروا مواقفهم وساعدوا وانضموا إلى الجيش.
كما لفت إلى أن الاحتلال والسعودية قاموا بتعسف كبير جدا في الجوف، وقال: هناك حرمان لأبناء المحافظة من مواردها، فإجمالي سكان محافظة مأرب قبل العدوان كان تقريبا 200 ألف ولكن يتم الحديث اليوم عن مليونين، وهي إضافة هائلة معظمهم جاؤوا بهم من خارج المحافظة ويحاولون استثمارهم هناك، حتى أصبح سكان محافظتي مأرب والجوف غرباء في محافظاتهم،
وقال الحسني: وهناك اشتباكات مع القبائل، كما أن حزب الإصلاح قام بإذلال لبعض القبائل الأشراف على أساس طائفي ومناطقي.

هذا وأكد الخبير العسكري اليمني اللواء عبدالله الجفري أن الانتصارات التي تحققت بسقوط جبهة الجوف فقد أصبحت موضوع السيطرة على مأرب موضوعا محسوما عسكريا بانتظار القرار السياسي، مبينا أنه بات بإمكان قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية التسلل لتنفيذ أي عملية عسكرية من خلال سيطرتهم على الشريط الجغرافي الممتد من محافظة صعدة إلى نهاية محافظة الجوف.
ولفت اللواء الجفري أن كل رهانات السعودية قد سقطت ليس فحسب بسقوط محافظة الجوف بل بسقوط فرضة نهم لما تحمله من دلالات استراتيجية سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية.
وقال إن سقوط فرضة نهم هو سقوط محافظة الجوف ومأرب، والتي تمهد أيضا لسقوط المحافظات الشرقية الأخرى، والتي كان يراهن عليها تحالف العدوان وكذلك أميركا وبريطانيا الذين كانوا يريدون تمرير ما يسمى بمشروع مخرجات الحوار الوطني لتقسيم الدولة إلى كانتونات وفق تقسيم طائفي ومذهبي، كما سقط ما يسمى بمشروع الجنوب العربي.
وأوضح أن محافظة الجوف لديها المنطقة السادسة العسكرية، وأن هناك 14 لواء إلى جانب محور القيادة ومحور العمليات، مبينا أن: القيادة كانت موجودة في عمران، لكن مع بداية العدوان اضطر ما يسمى بالشرعية المتكون من حزب الإصلاح والقاعدة وداعش وسائر التنظيمات الإرهابية، إلى أن يتقوقعوا اليوم في محافظة مأرب.
وقال الجفري إن: العدوان على اليمن يتابع أطماعا اقتصادية واستعمارية يراد من خلالها أولا السيطرة على القرار السياسي، حتى يتحكم بكل مقدرات الوطن والمخزون الاستراتيجي العالمي من الثروات النفطية.
وبين أن: الشريط الجغرافي الذي يمتد من محافظة صعدة إلى نهاية محافظة الجوف سيكون بتحرير الجوف تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، حيث يستطيعون أن يتسللوا وينفذوا أي عمليات عسكرية عبره.
وأضاف: لكن الهدف الرئيسي هو قطع خطوط الإمداد ومنع تسلل مرتزقة السعودية الذين كانوا يدخلون عبر منفذ الخضراء والوديعة للتموين وللدعم اللوجستي للمرتزقة في محافظة مأرب، التي كانت تعتبر رأس القيادة السياسية والعسكرية.
وخلص إلى القول إنه ومن خلال الانتصارات التي تحققت بسقوط هذه الجبهة فقد أصبحت مأرب في خبر كان وأصبح موضوع السيطرة عليها موضوعا محسوما مئة بالمئة عسكريا بانتظار القرار السياسي.

من جانبه أكد المفوض في الخارجية اليمنية السفير عبدالله سلام الحكيمي على أهمية تحرير محافظة الجوف على يد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية مشددا على أن ذلك يؤمن عمقا استراتيجيا يمتد إلى ذمار ومابعد ذمار وإلى تعز والحديدة أيضا، داعيا إلى الاصطفاف الوطني لكسر وهزيمة تحالف العدوان مروراً بعد ذلك إلى المشاركة الوطنية.
وحول أهمية الإنجاز الأخير الذي حققه الجيش اليمني واللجان الشعبية لفت السفير الحكيمي إلى أن محافظة الجوف من كبريات المحافظات مساحة، ومن حيث الأهمية الاستراتيجي والبعد الاقتصادي، إذ أن السيطرة عليها يكمل سيطرة الجيش واللجان الشعبية على شريط كنانة الشمالي، بحيث أصبحت الآن محافظات حجة وصعدة والجوف تحت السيطرة الكاملة للجيش واللجان، مع عمق استراتيجي يمتد إلى ذمار ومابعد ذمار وإلى تعز والحديدة أيضا.
وأشار إلى أن العدوان كان يهدف منذ البداية الوصول إلى صنعاء لإسقاطها، إذ أن من يحكم السيطرة عليها يحكم السيطرة على اليمن، لافتاً إلى أن السيطرة على الجوف سوف يليها بشكل أتوماتيكي مأرب، كما هي قاعدة تاريخية أن مأرب تتأثر بما يحدث بالجوف.
وحول مبادرة المصالحة الوطنية قال السفير الحكيمي أنها لم تنتهي ولكنها أخذت ابعاداً أخرى، حيث دخلت فيها وساطات عربية لتجنيب محافظة مأرب سكب الدماء والدمار.
لكنه أوضح أن المحاولات للمصالحة الوطنية مع حزب الإصلاح -على سبيل المثال- تعثرت، والسبب هو المطالب التعجيزية لحزب الإصلاح حيث أنه: "يريد أن يكون شريكا في سلطة لانزال نحن ندافع عنها لتثبيتها."
وخلص إلى القول: نريد من حزب الإصلاح أن يكون شريكا أولا في مواجهة تحالف العدوان لتثبيت دولة، ثم تكون الشراكة بعد ذلك.
كما نوه إلى أنه: لا تزال أبواب المصالحة مفتوحة، وفي ظل أنها ستبقى مفتوحة فعلى الجميع أن تكون لديه أولويات واضحة جدا، بأن مهمتنا الآن هي كسر وهزيمة تحالف العدوان من خلال الاصطفاف الوطني ثم نأتي بعد ذلك إلى المشاركة الوطنية.
وأضاف أن هذا: هو مبدأ دعت إليه أنصارالله تحديدا منذ بداية الأمر، وهم كانوا دائما لا يريدون الانفراد بالسلطة ولكنهم كانوا يدعون إلى المصالحة، حتى أنه في اتفاق السلم والشراكة لم يشارك أنصارالله إلا بشخص واحد ليس معهم علميا ولكنهم اختاروه.
وبشأن المبعوث الأممي إلى اليمن قال الحكيمي: إن الذي كان وارء إخفاق مهمة غريفيث هي أميركا وحلفاءها الغربيين، الذين أرادوا منه أن يحرق الوقت وأن يكسبه لتمكين تحالف العدوان من تحقيق مكسب ما، لكي يطيل أمد المواجهة حتى يثبط الجيش واللجان عن مواصلة ضغوطهم في السيطرة على محافظة مأرب، كما حاولوا في الحديدة نفس الشيء تقريبا.