هنية يوضح إجراءات مواجهة كورونا ويحذر من المساس بالأسرى

هنية يوضح إجراءات مواجهة كورونا ويحذر من المساس بالأسرى
الأحد ٢٢ مارس ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

وجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كلمة إلى الشعب الفلسطيني، السبت، في "هذه اللحظات الصعبة التي تمر في مواجهة هذا البلاء العام، هذا المرض القاتل الذي يتفشى في أنحاء العالم، فيروس كوفيد 19 المعروف باسم (كورونا)".

العالم - فلسطين

وقال هنية في بيان صحفي: "إنها ليست المرة الأولى التي يختبر فيها صمود شعبنا وعطاؤه وإيمانه، فهذا هو حالنا منذ عشرات السنين، ولكنها المرة الأولى التي نواجه مع العالم مثل هذا الوباء الخطير الذي هز أركان دول بأكملها، وأعيا بعضها بالعجز في مواجهته والتعامل مع أخطاره، "لكن كلنا ثقة بأن شعبنا الفلسطيني يضرب النموذج مجددًا في التزامه وإيمانه العميق بحتمية الخروج من هذه الحالة بإذن الله، ويعكس حالة التضامن والتكافل بين أبنائه" حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.

وأضاف: "نقف اليوم مع شعبنا في القدس الأسيرة، وبيت لحم المهد، وخليل الرحمن، وسلفيت البطولة، ورام الله الشموخ، ونابلس الإباء، وبيت ساحور وطولكرم وأريحا وجنين وكل الضفة الباسلة".

وتابع هنية: "إننا معكم وبينكم ولن ندخر جهدًا يمكن أن نقوم به من أجلكم، وسنواصل العمل من أجلكم، ونعلن بوضوح استعدادنا لوضع كل إمكانات الحركة في الضفة من أجل المساهمة مع إخواننا في السلطة لمواجهة هذا المرض، وعلى أتم الجاهزية للعمل والتنسيق والقيام بكل دور ممكن في إطار المواجهة المشتركة لهذا الوباء الذي لا يفرق بين البشر بشتى انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية".

وأكد أنه؛ "منذ بدء تفشي هذا الوباء أعلنا حالة الاستنفار العام والطوارئ في مؤسسات الحركة القيادية في أماكن تواجدها كافة بهدف العمل وفق خطة من مراحل متعددة لمواجهة هذا الوباء العالمي، وبتنسيق كامل مع الجهات الصحية الدولية، وخاصة منظمة الصحة العالمية، إيمانًا منا بضرورة التحرك المبكر والشامل وفق رؤية واضحة لحماية شعبنا وتقديم ما يمكن من أجل صحته وحياته وأهله أجمعين".

وتحركت الحركة في مختلف الاتجاهات إدراكًا لتواضع إمكاناتنا بفعل حالة الحصار التي يضربها العدو على شعبنا، فضلًا عن وجود نصف شعبنا في الشتات وفي مخيمات اللجوء؛ ما يتطلب درجة عالية من الجهد والعمل المركب هنا وهناك، وفق هنية.

ولفت هنية إلى أنه أجرى عدة اتصالات مع القادة والمسؤولين في المنطقة، وخاصة مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أبديا مشكورين استعدادًا لمساعدة الشعب الفسلطيني في مواجهة هذا الوباء بالأموال والإمكانات اللازمة، مضيفا "نحن سنواصل هذه الاتصالات والتحركات لتأمين أفضل خدمة ورعاية لشعبنا في كل أماكن تواجده بإذن الله".

كما قدمت الحركة مقترحًا بضرورة إنشاء لجنة على المستوى الفلسطيني المركزي في لبنان من أجل مواجهة هذا الفيروس، وعقد لقاء يضم مدير الأونروا في لبنان، وممثلًا عن وزارة الصحة اللبنانية، وأمين سر حركة فتح والمنظمة، وأمين سر تحالف القوى الفلسطينية والسفير الفلسطيني، وتم تشكيل لجنة طوارئ مركزية من هذه المكونات كي تقوم بكل الخطوات اللازمة لمواجهة الفيروس.

وفي قطاع غزة، سارعت قيادة الحركة بدعوة القوى الوطنية ووزارة الصحة من أجل المساهمة في خطوات المواجهة، وتم تشكيل وتفعيل لجان الطوارئ للحيلولة دون وصول الفيروس بإذن الله، وتوفير ما يمكن من الإمكانات لمواجهته؛ حيث تم فرض الحجر الجبري على كل العائدين، وكذلك إغلاق المعابر أمام حركة المواطنين الفلسطينيين إلا للحالات الطارئة، والمسارعة بإنشاء وتشييد أماكن صحية جديدة، ونشر أوسع حملة توعية، والقيام بعمليات التعقيم الجزئي والشامل، واتخاذ الخطوات الاحترازية بمنع التجمعات والحفاظ على بيئة آمنة مستقرة.

ومع ذلك قال هنية: "إننا ندعو بشكل فوري كل مؤسسات الإغاثة الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، ومحبي الشعب الفلسطيني إلى مساعدة شعبنا في هذه المواجهة القاسية، فإمكاناتنا متواضعة مقارنة بإمكانات دول كبرى تقف عاجزة أمام هذا الوباء، لذلك ندعو إلى إنهاء الحصار بالكلية على شعبنا، وتقديم المساعدة العاجلة له بمستوياتها المختلفة وعلى رأسها المعدات والأدوات والمستلزمات الصحية والغذائية؛ لأن من مترتبات هذا الوباء قلة العمل والدخل ما يتطلب إغاثة المتضررين من حالة الطوارئ".

واضاف ان "اللجان المختصة في الحركة بمتابعة دقيقة لأوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال سواء عبر المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر أو المنظمات الحقوقية، ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أسرانا الأبطال، ونحذر من أي إهمال أو تفشٍ للمرض لا سمح الله في صفوفهم سوف نعده محاولة قتل مقصودة ومتعمدة. وحذر هنية ايضا الاحتلال من أي مساس بالأسرى أو استهتار في التعامل معهم.

كما دعا قادة هذه الأمة ومحبيها إلى تقديم المساعدة العاجلة والطارئة للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات كي لا يقف وحيدًا في مواجهة هذا البلاء العالمي.

وقال إن الحصار المفروض على قطاع غزة لا بد أن ينتهي وإلى الأبد، وإن استمراره يشكل خطرًا على مليوني إنسان، ونحمل الاحتلال مسؤولية أي وضع قد ينشأ.

وجدد: "وقوفنا إلى جانب أهلنا في داخل الأرض المحتلة عام 1948، ونحذر من أي إهمال أو عنصرية في التعامل معهم".

واضاف: نعبر عن تقديرنا لجهود لجان الطوارئ الفصائلية والرسمية، ومبادرة المقاومة في إنشاء وتشييد غرف في وقت استثنائي، كما نثمن ما تقوم به وزارة الصحة والأطقم الطبية الفلسطينية التي تبذل جهودًا مضنية في ظل تواضع الإمكانات وقلة المتوفرات ويتفانون في إيجاد الحلول لمختلف الأزمات".

وتابع: "نعبر ايضا عن إشادتنا بالمبادرات التي يقوم بها القطاع الخاص ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية في قطاع غزة في تقديم النموذج المشرف من التضامن والتكاتف المجتمعي بما يعكس الصورة الأصيلة لشعبنا".