هكذا سقط الجنرال وسيطر السياسي على المشهد من جديد

هكذا سقط الجنرال وسيطر السياسي على المشهد من جديد
الأحد ٢٩ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش

حتى ساعات قبل جلسة الكنيست الاسرائيلي التي جاءت بقرار محكمة العدل الاسرائيلية كان الجنرال بني جانتس يشكل املا للكثيرين للتخلص من حقبة بنيامين نتنياهو والذي تلاحقه ملفات الفساد

العالم - قضية اليوم

كان كل شيء يسير وفق المخطط له ، الكنيست ستنتخب رئيسا لها غير ادلشتاين رجل نتنياهو وسيبدا تحالف الوسط واليسار بتمرير القوانين في الكنيست وتحديدا القانون الذي يمنع اي شخص وجهت له تهم فساد بتشكيل حكومة حتى لو حصل على الاغلبية البرلمانية ، لكن فجأة انهار كل شيء وكاننا في فيلم سينمائي من افلام المفاجات الذي تظن فيه بان الرجل الطيب ليس هو القاتل المجهول ليتبين لك في اللحظة الاخيرة ان الطيب هو القاتل، فجاة اتفق جانتس ونتنياهو على تشكيل حكومة طوارئ يتناوب عليها الرجلان ويبدأ نتنياهو برئاستها.

الاتفاق ينص كما يبدو على تسليم وزارة الخارجية ووزارة الجيش ووزارة العدل والاقتصاد لحزب جانتس ، طبعا ما تم بين الجنرال والسياسي المتمرس كان بعيدا عن حلفاء الجنرال في ازرق ابيض وعلى راسهم يائير لبيد الذي صدم من موقف حليفه ولم يحضر جلسة الكنيست التي انتخب فيها جانتس رئيسا لها.

اليوم في "اسرائيل" تطرح الاسئلة عن خفايا الاتفاق بين نتنياهو وجانتس وهل وعد نتنياهو الجنرال ان يكون خليفته في حزب الليكود ام ان الجنرال ضرب اخماسا باسداس واكتشف انه غير قادر على تشكيل حكومة ضيقه فوجد الحل الامثل ليظل في اللعبة السياسية من خلال هذا الاتفاق لاسيما وان استطلاعات الرأي اكدت تراجع ازرق ابيض امام الليكود في اي انتخابات مقبلة وايا تكن الحقيقة فان الجنرال قام باطلاق النيران على نفسه ومنح نتنياهو فرصة جديدة ليظل رئيسا للحكومة دون تهديد بتمرير قانون ضده في الكنيست والاهم انه لم يعد امامه منافسا حقيقيا.

الحكومة الجديدة التي سيترأسها نتنياهو امامها عام ونصف حتى تعود الدفه بيد جانتس وهذه الدفة ستبدو عصية على الرجل في اثر كاريزما وقوة نتنياهو خاصة ان الاخير سيعمل بكل ما اوتي من قوة ليظهر نفسه منقذا لكيان الاحتلال من جائحة "كورونا" وسيعمل خلال العام ونصف على اعادة بناء ما خلفته الجائحة وايضا سيعمل على افشال اي تصرف لحليفه الجديد في اي موقع سيكون به وقبل موعد المداورة واعادة الدفة لجانتس سيخلق نتنياهو انفجارا كي يذهب لانتخابات جديدة واي انفجار سيصنعه نتنياهو لن يكون لدى الجنرال قدرة على تجنبه بعد ان باع حلفاءه وتنازل عن قوته التي كانوا يمدونه بها.

الانتخابات المتوقعة قبل فترة جانتس في رئاسة الحكومة ستكرس نتنياهو كقائد وحيد في كيان الاحتلال لانه سيكون قد انقذه من الوباء وسيقنع الجمهور الاسرائيلي انه سيعمل على اعادة بناء ما خلفه الوباء وعليه سيحصل هو وكتلة اليمين على اغلبية مريحة لتشكيل حكومة مستقرة لسنوات اربع مقبلة وتنهي منافسه الجنرال.

في كل الاحوال، جانتس خان الجميع بمن فيهم العرب الذين اوصوا به ليكون رئيسا للحكومة والحقيقة ان جانتس وقع في فخ نتنياهو واثبت انه لا يصلح ان يكون قائدا كما كان يطرح دوما واثبت ان زمن الجنرالات السياسيين قد انتهى برحيل ارئيل شارون وبان الزمن في دولة الاحتلال للفاسدين وقطاع الطريق كما وصف احد الكتاب الاسرائيليين المرحلة التي يعيشها كيان الاحتلال .

بقلم فارس الصرفندي