بانوراما.. كورونا يُسكت العالم وبن سلمان يسكت السعودية

الأربعاء ٠١ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:١٤ بتوقيت غرينتش

في حين يستمر فيروس كورونا بإسكات الاصوات في أنحاء العالم، استمر الولي عهد السعودي محمد بن سلمان باسكات أصوات منتقديه في السعودية.

وتطرق برنامج بانوراما الذي يبث علی شاشة قناة العالم الی هذين الموضوعين.
في الملف الاول، سلط برنامج بانوراما الضوءَ على تزايد اعداد الضحايا لفيروس كورونا خاصة في اوروبا واميركا. بينما بدات تتضح ملامح تغيرات سياسية ما بعد كورونا، لاسيما على الساحة الاوروبية حيث تتزايد الانتقادات اللاذعة لتعاطي مؤسسات الاتحاد مع الازمة وتحديدا في ايطاليا وصربيا واسبانيا. فيما يقول مراقبون ان اوروبا بعد الفيروس ستكون مختلفة عما قبله.
وباتت الارقام تتحكم بحياة الناس المترقبين لتغير هذه الارقام الخاصة بفيروس كورونا من حيث ضحاياه سواء الاصابات او الوفيات ومن حيث المتعافين من الفيروس الذي يلقي بثقله على مساحة العالم.
تصاعد مستمر في اعداد الاصابات في العالم تخطت الثمانمئة الف، فيما تخطت الوفيات الاربعين الف حالة، اما المتعافين فبلغوا حوالي مئة وسبعة وسبعين الفا.
المراكز الاكبر لانتشار الفيروس عالميا باتت الولايات المتحدة، اضافة الى ايطاليا وكذلك اسبانيا التي تشهد زيادات عالية ومعها المانيا
هذه الاعداد تمثل تاثير فيروس كورونا على البشر. اما على السياسة فالتبعات لا تختلف من حيث التغييرات التي سيشهدها العالم بعد طي صفحة كورونا.
يتفق الكثيرون على ان ابرز واعمق نتائج كورونا السياسية ستكون على الساحة الاوروبية. حيث بدات تطرح مصطلحات جديدة ويعاد النظر بمصطلحات قديمة مثل التضامن الاوروبي والراسمالية الاوروبية.
قد تكون قبلة الرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش للعلم الصيني قبلة الموت بالنسبة للتضامن الاوروبي. فوتيشتش وجه انتقادا صاخبا ولاذعا لتخاذل المؤسسات الاوروبية تجاه بلاده في ظل ازمة كورونا.
صربيا ليست الوحيدة. فبينما كان فوتشيتش يقبل علم الصين كان الايطاليون يحرقون علم الاتحاد الاوروبي في رسالة واضحة بان التقاعس الاوروبي في وقت كانت بلادهم تواجه نفقا مظلما بعد انتشار كورونا سيغير امورا كثيرة في المستقبل. فيما بدأت الانتقادات اللاذعة تخرج من داخل المؤسسات الاوروبية حيث بدات تلوح فكرة ان ما بعد كورونا بالنسبة لاوروبا لن يكون كما قبله.
المراقبون يؤكدون انه مع الخروج من تبعات كورونا، سيكون على الاتحاد الاوروبي التحضر لمسارات تختلف عن قبل، والاستعداد لتوديع شركاء جدد بعد بريطانيا. اي انه وباختصار بعد كورونا لا يمكن لاوروبا العودة الى حيث كانت.

في الملف الثاني، تابع برنامج بانورما الشأن السعودي واسكات الاصوات التي تنتقد او تعترض ولو تلميحا على السياسات التي تتبعها السلطات سيما فيما يتعلق بحقوق الانسان، فقد امر اقالت السلطات الشيخ صالح المغامسي من منصب إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة بعد مطالبته ، بالإفراج عن المعتقلين بالمملكة ،على خلفية انتشار وباء كورونا. كما اعتقلت السلطات شيخين اخرين بسبب آرائهما.
حملة جديدة من الاضطهاد الديني والانساني في السعودية تطال ثلة من رجال الدين وفي مقدمتهم اقالة السلطات الداعية الشيخ صالح المغامسي من وظيفة إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة.
قرار الإعفاء جاء على خليفة مطالبة المغامسي في تغريدة له، بالإفراج عن المعتقلين في سجون بالمملكة، على خلفية انتشار وباء كورونا. قبل أن يسارع إلى حذفها والاعتذار في أخرى عن تغريدته الأولى ووصفها بغير الموفقة.
الاعفاء تزامن مع اعتقال شيخين آخرين، هما خالد الشهري وإبراهيم الدويش، بسبب آرائهما؛ وهو ما يعيد إلى الأذهان وضع حرية التعبير في السعودية، والتي قال تقرير منظمة العفو الدولية لعام الفين وتسعة عشر عنها إنها تحولت الى سجن لكل المدافعين عن حقوق الإنسان.
كما أوردت وسائل إعلام سعودية نبأ إعفاء وكيل إمارة منطقة جازان، عبد الله المديميغ، من منصبه على خلفية إعادة نشر تغريدات انتقد خلالها ما اسماه استقواء السلطة على المشايخ وتساهلها مع الفساد وغيره، اضافة الى تشكيكه في حب الشعب للملك في ظل مايتعرض له من تحطيم ونهب للثروات حسب وصفه.
هذه الانتهاكات جاءت بالتزامن مع سيناريو جديد يعمد اليه ولي العهد محمد بن سلمان بعد حملة الاعتقالات ضد خصومه من افراد العائلة الحاكمة والتي ادت الى اعتقال ولي العهد السابق محمد بن نايف وعمه الامير احمد بن عبد العزيز اضافة الى الامير محمد بن سعد ال سعود نجل عمه غير الشقيق للملك سلمان والأمير محمد بن سعد آل سعود، نجل الأمير الراحل سعد بن عبدالعزيز الأخ غير الشقيق لملك وهو من اعضاء هيئة البيعة.
وخلال الأعوام الاخيرة شهدت السعودية حملة اعتقالات بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان استهدفت شخصيات أكاديمية ودينية بارزة، إضافة إلى اعتقال ناشطين سياسيين وشعراء ومفكّرين، لانتقادهم للتغييرات التي فرضها ولي العهد محمد بن سلمان.