"حزب الله" ينزع فتيل تفجير الحكومة..

الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:١٧ بتوقيت غرينتش

رُحّلت التعيينات المالية والمصرفية إلى أجل غير محدد بعد أن كادت جلسة مجلس الوزراء أمس أن تفجر الحكومة، بعدما تغيّبب وزيرا تيار "المردة" عن الجلسة، في خطوة أولى على طريق الخروج النهائي من الحكومة فيما لو أقرت التعيينات دون أعطاء "المردة" مركزين.

العالم_لبنان

رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وقبل أن يصل قصر "بعبدا" كان مُقرِّراً سلفاً سحب بند التعيينات، وهو لم ينتظر الوصول إليها في البند الأخير في جدول الأعمال، وبادر في كلمته المطبوعة إلى طلب سحبها، ناسفاً مفهوم المحاصصة الذي غلفها في صيغتها التي وصلت بها إلى مجلس الوزراء. ودعا دياب إلى وضع آلية شفافة للتعيين عبر إعداد مشروع قانون لتعديل القانون المعمول به حالياً، أو عبر قرار من مجلس الوزراء باعتماد آلية على غرار اليته في التعيينات.

إذاً، استعاد حسّان دياب، أمس، زمام المبادرة في حماية الحكومة، بسحبه بند التعيينات المالية من على جدول أعمال مجلس الوزراء، بعدما بادر داعمو الحكومة المفترضون إلى تهديدها من الداخل بصراع على الحصص بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وتيار المردة برئاسة سليمان فرنجية، وبعد اعتراض مجموعة كبيرة من الوزراء على استمرار المحاصصة الحزبية والطائفية بأبشع صورها".

وبعيداً عن الأسباب المتعدّدة التي دفعت دياب إلى اتخاذ هذا القرار في بداية جلسة أمس، أظهر بيان كتلة الوفاء للمقاومة النيابية موقفاً علنياً متشدّداً من قبل حزب الله في حماية الحكومة أوّلاً، وثانياً في رفض التعيينات التي كانت على وشك أن تمرّ في جلسة الحكومة.

فالأوضاع الحالية والاحتمالات المرتفعة لتطوّر أزمة وباء كورونا نحو الأسوأ، وخطر الانفجار الاجتماعي مع الانهيار الاقتصادي والمالي، تجعل هذه الحكومة بنظر حزب الله حاجة للبنانيين، ووجود سلطة وإدارة تنفيذية هو أمر أساسي لمنع انهيار البلد. وهذا المنطق، هو الذي حاجج به حزب الله حلفاءه، خلال اتصالاته معهم في الأيام الماضية لثنيهم عن مواقفهم المتشدّدة في تناتش المناصب، فهذا النوع من المماحكات يبدو مضحكاً أمام الأهوال التي تحصل والمنتظرة. إلا أن دعوات حزب الله لحلفائه، والتي باءت بالفشل في ثني النائب جبران باسيل عن إسقاط لوائح الأسماء وثني النائب السابق سليمان فرنجية عن غياب وزيريه عن جلسة أمس، أثمرت من خلال نقاش ليلي متأخر مع دياب، إلى قرار سحب بند التعيينات والحفاظ على الحكومة وعدم تكرار سياسات الماضي، وخصوصاً في هذه المواقع.

ودافع بيان كتلة الوفاء للمقاومة عن الحكومة، معتبراً أن "الإنصاف يقتضي الإقرار بأن الحكومة الراهنة، وضمن الصلاحيات التي يمنحها لها الدستور، ووسط تعقيدات النظام الطائفي، تتخذ أفضل الإجراءات الممكنة".

العالم_لبنان