شاهد: ما الإجراءات التي اتخذها الجيش الإيراني لمواجهة تفشي كورونا؟

الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠ - ١٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

قال العميد احمدرضا بوردستان رئيس مركز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الجيش الإيراني بأن حینما تمّ الإعلان عن إنتشار فیروس کورونا في البلاد، کان جیش الجمهوریة الإسلامیة في البلاد من المؤسّسات السبّاقة التي قامت بتنشیط مقر الدفاع البیولوجي، أي بمعنی أنّ هذا المقر قد تمّ إنشائه علی مستوی رئاسة أرکان الجیش ومساعدي رئیس الأرکان والضباط ذوي الرتب العالیة.

العالم - خاص العالم

وقال العميد بوردستان في مقابلة مع قناة العالم خلال برنامج من طهران:

"نتیجة لهذه الخطوة فقد قام العاملون بتنشیط هذا المقر وتفعیله مع المقرّ العام الذي کان قد تشکّل للتوّ في البلاد والتنسیق معه عن قرب وذلك بهدف محاربة فیروس کورونا. تبلور هذا الموضوع من خلال صلاحیات عمل المقر وکما أسلفتُ لکم فأنّ جیش الجمهوریة الإسلامیة في ایران یُعتبر من أوائل الوحدات التي ساهمت في تشکیل المقر المذکور. وعلی الفور، وبالنظر إلی الطاقات الموجودة في الجیش بحمدالله، بدأ تطبیق الإجراءات التنفیذیة".

وأضاف العميد بوردستان:

"في أوّل حرکة لنا تمّ تخصیص ثلاثة مستشفیات تابعة للقوّة البرّیة من أجل إستقبال المرضی المصابین بفیروس کورونا، وهي عبارة عن مستشفی هاجر التابع للقوّة البرّیة في العاصمة طهران، ومستشفی بعثت التابع لسلاح الطیران وأخیراً مستشفی گلستان التابع للقوّة البحریة. علماً أنّه قد تمّ زیادة عدد أسرّة وحدة العنایة المرکّزة، أو آي سي یو، والأسرّة ذات الصلة بهذه الوحدة. کانت هذه خطوتنا الأولی، ومن ثمّ إستعدّت وحدات أخری ونُظّمت بهدف القیام بمسؤولیة التنظیف والتعقیم، وعلی الأخصّ في المحافظات التي کانت قد وصلت إلی النقطة الحمراء، أي الخطر، کمحافظتي جیلان وقم، حیث إرتفعت أعداد المصابین بهذا الفیروس وأصبح الأمر مقلقاً للجمیع".

وتابع العميد قائلاً:"

"قام الجیش علی الفور بإرسال وحداته التنفیذیة إلی هاتین المحافظتین حیث قامت بتعقیم آلاف القری الکبیرة والصغیرة والمدن ومن ثمّ تنظیفها إضافة إلی فحص درجة حرارة الأفراد في منافذ الدخول والخروج للمدن. وکما یعلم أفراد شعبنا العزیز فقد قام جیش الجمهوریة الإسلامیة في ایران بإقامة مرفق للرعایة الممتدّة بسعة ألفي سریر خلال یومین فقط، وهو مزوّد بجمیع المعدات والأجهزة الضروریة. علماً بأنّ مثل هذا المرفق الطبّي قد أُقیم في عدّة مناطق من البلاد، هذا وقد أعلن مقر الدفاع البیولوجي عن إستعداده بایجاد عشرین ألف سریر ولکن من ألطاف الله سبحانه وتعالی علینا أنّنا لم نصل إلی هذه المرحلة. حسناً، کانت هناك إجراءات واسعة سوف أتطرّق إلی أهمّها. کلّ ماسبق ذکره لم یکن لیتحقّق لو لم تکن هذه الطاقات والإمکانیات موجودة ومتوفّرة بکثرة في جیش الجمهوریة الإسلامیة في ایران، ولایزال أعزاؤنا منشغلین بخدمة أفراد الشعب".

وأشار رئيس مركز الأبحاث والدراسات للجيش الإيراني الى القدرات الموجودة في البلاد لمواجهة كورونا وقال:

"لله الحمد توجد طاقات وقدرات ممتازة في جیش الجمهوریة الإسلامیة في ایران، إلی حدّ أنّه یمکنني القول أنّ طاقتنا الرئیسة تتمثّل في الأفراد الشباب الملیئین بالدافع والطاقة والمتقبّلین للمسؤولیة والموجودین حالیاً في الجیش وهم علی إستعداد للقیام بأيّ مهمّة تُسند إلیهم. سبّبت هذه الطاقات والإمکانیات أن تستمرّ خدمات وحدات الجیش بقدر ماتتطلبه الحاجة وطالما کان هذا المرض موجوداً، أي بمعنی أنّنا لن نتقیّد بأيّ فترة زمنیة، ولن نقول بأنّ الجیش لا یمکنه الإستمرار بتقدیم الخدمات بعد هذا التاریخ مثلاً، کلا هذا غیر صحیح.طالما کان هذا الفیروس موجوداً ویتطلّب هذا الوجود مواجهته ومحاربته، سوف تکون وحدات الجیش متواجدة في المیدان، والحمدلله کانت هذه الخدمات مؤثّرة إلی درجة أنّ جمیع المسؤولین رفیعي المستوی في النظام قد أثنوا علی فعالیة هذه الخدمات وقدّروها وشکرونا علیها. قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله ورئیس الجمهوریة ووزیر الصحّة وجمیع المسؤولین ورؤساء السلطات تقدّموا بالشکر علی هذا الحضور الأمین والمخلص للجیش والفعالیة التي تمیّزت بها هذه الخدمات".

وختم العميد بوردستان كلامه بالقول:

"أری لزاماً عليّ أن أضیف هذه النقطة أیضاً وهي إلی جانب حضورنا الفعّال في موضوع مواجهة فیروس کورونا، فانّ الجیش بجمیع وحداته لم یغفل عن مهمّته الأساسیة والرئیسة والمتمثلة في الحفاظ علی ثغور الجمهوریة الإسلامیة في ایران، سواء في البحر أو البر أو الجوّ، ولایزال الجیش والحمدلله یقوم بهذه المهام بکلّ قوّة وإقتدار".