العالم – يقال ان
ترامب الذي تعرض لانتقادات وسخرية من قبل الاطباء وخبراء الصحة العامة والشركات المصنعة لمنتجات التنظيف، كتب على تويتر أن مؤتمراته الصحافية اليومية حول فيروس كورونا لا تستحق بأن يُسخر لها وقتا، وانه لا يرى نفعا من عقد مؤتمرات صحافية في البيت الأبيض "عندما لا تطرح وسائل الإعلام السخيفة سوى أسئلة معادية، ثم ترفض الإبلاغ عن الحقيقة أو الحقائق بدقة".
قبل ان يقرر ترامب بنفسه وقف مؤتمراته الصحفية اليومية حول كورونا، كانت الاصوات قد تعالت لوقفها من قبل اصحاب الاختصاص من الاطباء وخبرء الصحة العامة والنخب السياسية والصحفيين ووسائل الاعلام، بسبب خطورتها ، حتى قبل ان يصرح ترامب تصريحه الكارثي حول المعقمات، وذلك عندما فجر في وقت سابق "قنبلة" دواء هيدروكسي كلوروكين وتاثيره "المذهل والعجيب"! في علاج كورونا.
المحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان وفي مقال له في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "نحتاج مناعة القطيع ضد ترامب وفيروس كورونا" اعتبر المؤتمر الصحفي اليومي الذي يقدمه ترامب يمثل خطرا على الصحة العامة ، وتصريحاته التي تقترح استخدام المطهرات لعلاج المصابين بوباء كورونا؛ لا يقوض مناعة المجتمع الأميركي ضد فيروس كورونا فحسب، بل يقوض أيضا مناعته المعرفية، وقدرته على التمييز بين العلم والدجل وبين الحقائق والتلفيق أيضا.
فريدمان يندب حظ الامريكيين لحدوث أسوأ أزمة في تاريخهم خلال فترة رئيس مثل ترامب، الذي يرفض توجيه نقاش يقوم على أسس العلم بعيدا عن الحزبية، فامريكا محكوم عليها بالفشل بوجود هذا الشخص الذي رفض الحديث عن كورونا في الوقت الذي كانت المؤشرات تشير إلى أن كارثة وشيكة تلوح في الأفق.
حسنا فعل ترامب، عندما اكرم الامريكيين وشعوب العالم بسكوته، فكلامه ليس مضرا بسلامة وصحة وانسجام ووحدة المجتمع الامريكي، بل مضرا ايضا بامن واستقرار العالم، ففي في الوقت الذي كان الامريكيون ينتظرون ان يخرج عليهم رئيسهم في مؤتمراته الصحفية بحلول لوباء كورونا الذي قتل اكثر من 54 الف شخص منهم فيما تجاوز عدد المصابين المليون، فاذا بهم يتفاجأون باتهامه الصين وتهجمه على ايران وقطعه تمويل منظمة الصحة العالمية، وتخوينه الديمقراطيين، ونعته للصحفيين الامريكيين بابشع النعوت، ورفضه الانتقادات، وتقديمه وصفات طبية كارثية، وتباهيه بمنجزات لم ينجزها.