لماذا تتراجع الليرة التركية إلى معدلات غير مسبوقة، وما علاقة ليبيا وسوريا؟

السبت ٠٩ مايو ٢٠٢٠
٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش
لماذا تتراجع الليرة التركية إلى معدلات غير مسبوقة، وما علاقة ليبيا وسوريا؟ رغم النّجاح الكبير الذي حقّقته السّلطات التركيّة على صعيد مُكافحة فيروس كورونا بالمُقارنة مع الدول الأخرى، إلا أنّ الانعِكاسات على الاقتصاد التركيّ كانت مُؤلمةً، وخاصّةً على اللّيرة التركيّة التي دخلت أزمة انخِفاض جديدة حيث وصل سعرها إلى حواليّ 7.2 مُقابل الدولار يوم أمس الخميس.

العالم- اوروبا

كانت هُناك توقّعات في أوساط غربيّة بأنْ تتجاوز تركيا إيطاليا على صعيدِ أعداد الوفيّات بالكورونا ولكن ما حدث هو العكس تمامًا، حيث تقلّص عدد الوفيّات إلى 3541 حالةً حتّى الآن، بالمُقارنة مع 30 ألفًا في إيطاليا، و32 ألفًا في بريطانيا، وهُما الدّولتان اللّتان يُعتَبر عدد سكّانهما الأقرب لنَظيرتهما تركيا.

وكالة أنباء الأناضول الرسميّة اتّهمت مؤسّسات ماليّة في لندن بشن حملات لإضعاف اللّيرة من خِلال شرائها العُملات الصّعبة من الأسواق التركيّة، أيّ اللّيرة، الأمر الذي أدّى إلى هذا الانخِفاض المُقلِق.

بيرات البيرق، وزير الماليّة وصِهر الرئيس رجب طيّب أردوغان، سارع إلى طمأنة المُستَثمرين أمس بأنّ الحُكومة لن تفرض قيودًا على الأرصدة في المصارف، رُغم أنّ احتِياط البنك المركزيّ من الاحتِياطات الصّعبة حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ انخَفض حواليّ 15 مِليار دولار في الأيّام والأسابيع الأخيرة ووصل إلى 25 مِليار دولار وهو أدنى مُعدَّلٍ له.

ويعود تراجع الاحتياط من العُملات الصّعبة إلى إقدام المصارف المحليّة على بيع ما مِقداره 10 مِليارات دولار من العُملات الصّعبة في الأسواق المحليّة لدعم اللّيرة.

هُناك حلّان حسب الخُبراء الاقتصاديين لمُواجهة هذه الأزمة، الأوّل رفع سعر الفائدة، والثّاني اللّجوء إلى صندوق النقد الدولي، ولكنّ الرئيس أردوغان يرفض الحلّين، لأنّ الأوّل سيُؤدِّي إلى زيادة مُعدّلات التضخّم، أمّا الثّاني سيجعل الاقتصاد التركيّ أسير ذلك الصندوق المكروه إسلاميًّا وفي العالم الثّالث.

ويعتقد بعض المُراقبين أنّ خوض تركيا حربين الأولى في سورية والثّانية في ليبيا، علاوةً على وجود 5 ملايين لاجِئ سوري، وتصاعد الضّغوط الغربيّة، ووجود خلافات بعضها مُعلنٌ، والآخر مُبطّنٌ مع مُعظم دول الجِوار، وعدم وضوح العُلاقات مع أكبر قوّتين عُظميين هُما أمريكا وروسيا، وتصاعد الأزمة الداخليّة وحُدوث انشِقاقات في حزب العدالة والتنمية الحاكم كلّها عوامل انعكست سلبًا على الاقتصاد التركيّ، أيّ أنّ السّبب ليس فيروس كورونا وانهِيار الموسم السياحيّ فقط.

أثناء أزمة اللّيرة الأولى عام 2018 تدخّلت دولة قطر الحليفة وضخّت 15 مِليار دولار من العُملات الصّعبة كاستِثمارات في الاقتصاد التركيّ، وخفّف الرئيس أردوغان من حدّة الأزمة مع أمريكا بالإفراج عن القِس المُعتقل أندرو برانسون، وما زال من غير المعروف ما إذا كان الحليف القطريّ سيتدخّل مرّةً أُخرى في ظِل الأزمة الاقتصاديّة التي يعيشها حاليًّا بسبب انتِشار الكورونا، وانخِفاض أسعار النّفط والغاز.

الأزمة الاقتصاديّة التركيّة الحاليّة أكثر تعقيدًا من جميع الأزمات السّابقة، ومن غير المُستَبعد أن تُؤدِّي إلى انتخاباتٍ مُبكِّرةٍ برلمانيّةٍ ورئاسيّةٍ.

المصدر: راي اليوم

0% ...

آخرالاخبار

جيش الأحتلال يحذر جنوده في الخارج ويشدد التعليمات الأمنية


الحريديم يلوحون بإسقاط حكومة نتنياهو.. حل الكنيست مطروح هذا الأسبوع


معرض 'صنع في إيران'.. انطلاقة جديدة للابتكار وتعزيز الصادرات


هجوم سيدني.. صلة بداعش وتحركات دولية للمشتبه بهما بين أستراليا والفلبين


تفاهمات وانسجام ملحوظ داخل الإطار التنسيقي في العراق


'رايتس ووتش': إستهداف مرافق إعادة إعمار جنوب لبنان يرقى لجرائم حرب


جدارية جديدة في طهران تخاطب تل أبيب: "هزيمة أخرى تنتظركم"


صحيفة لبنانية تتحدث عن حملة داخلية لافتعال أزمة مع إيران


العراق بين الدستور والتوافق.. سباق حاسم لتحديد الرئاسات الثلاث


ایران ضربت "العقل النووي لإسرائيل" .. فیديوغرافيك