37 عاما على معاهدة 17 أيار

37 عاما على معاهدة 17 أيار
الأحد ١٧ مايو ٢٠٢٠ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

تصادف اليوم الاحد الذكرى السنوية الـ37 ما يسمى باتفاق 17 أيار بين لبنان و الكيان الصهيوني .

العالم_لبنان

وجرى توقيع معاهدة او اتفاق17 أيار في 17 آيار 1983 بين الحكومة اللبنانية أنذاك والكيان الصهيوني الذي احتل مناطق كبيرة للبنان.

جاء الاتفاق في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبلاد وحصار بيروت في عام 1982 إلا أنه ألغي قبل المصادقة عليه بعد أقل من عام أمام الرفض الشعبي والاعتراض السوري. سياسيا تسببت المعاهدة.

الغاء المعاهدة المشؤوم ادت الى اهتزاز حكم أمين الجميّل وبروز دور حركات المقاومة منها حركة أمل و حزب الله واضعاف الزعامات التي أيدت الاتفاق. أما على المستوى الخارجي فقد نتج عن الغاء الاتفاق دعم موقف سوريا وهزيمة دبلوماسية لإسرائيل وفشل للدور الأمريكي في لبنان.

سعت "إسرائيل منذ قيامها إلى غزو لبنان والسيطرة عليها وذلك لعدة أهداف فرض هذه المعاهدة على لبنان مهنا القضاء على النموذج اللبناني القائم على التعايش السلمي بين الطوائف مما يضر سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية بين اليهود وغيرهم من المسلمين و المسيحيين وبين الاشكنازيم الغربيين والسفرديم الشرقيين.

وسعى الكيان الصهيوني ايضا إلى تدمير منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في لبنان. و الى إجبار لبنان على توقيع اتفاق سلام معها بشكل يضمن لإسرائيل تأمين حدودها الشمالية و ايصال رئيس جمهورية غير معاد لها.

في عام 1982 قامت "إسرائيل" بتنفيذ ما عرف بالاجتياح الإسرائيلى للبنان حيث دمرت القوات الإسرائيلية عشرات المدن ومئات القرى اللبنانية ونجحت لأول مرة في اجتياح ودخول عاصمة عربية خارج حدود الأراضى المحتلة وهي بيروت. كما نجحت في إخراج منظمة التحرير الفلسطينية خارج لبنان.

في 28 ديسمبر 1982 بدأت المفاوضات بين كيان الاحتلال ولبنان برعاية أمريكية في منطقة خلدة جنوبي بيروت. بعد تلك المفاوضات جرت جولات مفاوضية عديدة في مستعمرة كريات شمونة شمالي فلسطين واستمرت المفاوضات حتى 17 مايو 1983 حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام عرف بمعاهدة 17 ايار.

بنود المعاهدة كانت تشمل إلغاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل والانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان في فترة 12-8 أسبوع.

إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.

تكوين لجنة أمريكية - إسرائيلية - لبنانية تقوم بالإشراف على تنفيذ بنود الإتفاقية وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.

تكوين مكاتب الإتصال والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.

امتناع أي من "إسرائيل" ولبنان عن أي شكل من أشكال الدعاية المعادية.

إلغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الإتفاقية.

لاقى اللبنانيون ذلك الاتفاق بالرفض الشديد معتبرين أن اتفاق 17 مايو هي اتفاق العار. وزادت العمليات العسكرية من قبل منظمات المسلحة داخل لبنان حتى كادت أن تطول إحدى جولات التفاوض. وانطلقت أشد الحملات ضد هذا الإتفاق من مسجد الرضا في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقد كان لتوقيع الاتفاقية تداعيات على مستوى الداخل اللبناني أبرزها نشوب الاقتتال الداخلي وانقسام المشهد السياسي بين الحكومة و أمين الجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة وجبهة الإنقاذ الوطني ومن ورائها سوريا الرافضين له من جهة ثانية. فمنذ ذلك التاريخ، بدأت المتاعب الفعلية في لبنان. ففي 19 أيار/مايو اندلعت حرب الجبل التي انتهت في 19 أيلول/سبتمبر 1983 بسيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي على كل القرى الجبلية، تلتها انتفاضة 6 شباط/فبراير 1984 في بيروت وسيطرة القوى الرافضة لاتفاق 17 أيار على القسم الغربي من العاصمة.

وفي الفترة التي شهدت تصاعدا لوتيرة استهداف القوات الأسرائيلية والأجنبية داخل لبنان، خاصة بعد حادث مقتل عدد كبير من قوات المارينز والمظليين الفرنسيين، اتجه أمين الجميل إلى إعلان إلغاء اتفاق 17 أيار مع إسرائيل، وتحت ضغط الرفض الشعبي قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب اللبنانى باعتبار هذا الاتفاق باطلا وقاموا بإلغائه بعد أقل من عام على اعتماده وبالتحديد في 5 مارس 1984.