هل تقترب أمريكا من حرب أهلية مدمرة؟

هل تقترب أمريكا من حرب أهلية مدمرة؟
الأحد ٣١ مايو ٢٠٢٠ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

من غير المستبعد أن تدخل أمريكا في حرب أهلية جديدة، خاصة في ظل توافر مقومات ودلالات تشكل أرضية ساخنة قد تساعد على تفجر حرب أهلية في الداخل الأمريكي.

العالم - كشكول

من المؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يجرؤ على استهداف الناقلات الإيرانية المتجهة نحو فنزويلا لكي لايتعرض لموقف محرج جديد يزيد من تأزم وضعه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وخاصة في ظل التهديد الايراني بالرد بالمثل، وفي ظل فشل ترامب في معالجة تداعيات وباء كورونا على الاقتصاد الأمريكي، والمشاكل الأمنية والاجتماعية الخطيرة التي يواجهها في الداخل بعد تصاعد الاحتجاجات في أكثر من 27 ولاية أمريكية نتيجة قتل شرطي أبيض لمواطن من أصول أفريقية (جورج فلويد).

هذا الفعل العنصري ليس الأول من نوعه، بل هو الخامس خلال أقل من عام في ظل حكم ترامب، وما يزيد الأمر سوءاً هو تعامل المسؤولين الامريكيين البارد مع الأمر واكتفاؤهم بالتعاطف اللفظي مع عائلات ضحايا عنصرية عناصر الشرطة، والاكثر سوءا من هذا وذاك هو اعتبار القضاء أن جريمة مقتل "جورج فلويد" غير متعمدة ووصف المتظاهرين بالمجرمين والمخربين حسب وصف وزير العدل، وبالتالي فالعنصرية مؤسساتية ومنظمة وفق القانون، وهذا الامر يعيد الذاكرة بالأمريكيين إلى الحرب الأهلية وحكم الأسياد البيض على أصحاب البشرة السمراء ووصفهم بالعبيد.

تهديد ترامب باستخدام الجيش وإطلاق النار على المتظاهرين. أبرز الوجه الحقيقي لبلاد العم سام، حقيقة العنصرية التي باتت تشكل أهم سمات فترة حكم ترامب الذي لم يخف منذ 2016 كرهه وعنصريته ضد المهاجرين الافارقة والإسلام ومنعه لمواطني عدة دول مسلمة من دخول أمريكا.

ترامب دعم الكيان الصهيوني واعترف بالقدس المحتلة عاصمة له وهو اليوم يسانده في ضم الضفة، فأضحى الاحتلال يمارس بمساعدة ترامب وتحت غطاء أمريكي أسوأ الإجراءات العنصرية في العالم ضد الفلسطينيين.

يشكل ترامب أهم عوامل نشوب حرب أهلية في امريكا فهو يتهم اليساريين بالإرهاب المحلي ويهدد بتصنيف مجموعة "انتيفا" المناهضة للفاشية والفاشيين (وهو على رأسهم) كمجموعة إرهابية، ولايمكننا ان ننسى تصريح ترامب عام 2019 عندما حاول الديمقراطيون عزله عندما قال: "في حال نجح الديمقراطيين بعزلي سنشهد اندلاع حرب أهلية من شأنها تقسيم البلاد".

تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة وباء كورونا وامتعاض الكثير من المواطنين الأمريكيين من تصريحات الرئيس ترامب وتعاطيه في التصدي للوباء وتحميله المسؤولية الكبرى في انتشاره، وانتشار السلاح بكميات كبيرة داخل الولايات المتحدة وازدياد الإقبال لاقتنائه بنسب تراوحت بين 40 إلى 68 % حسب الولايات، وسوء تعامل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء مع الأوضاع وازدياد استخدام القوة في قمع المتظاهرين، كل هذا قد يكون سبباً في نشوب حربٍ أهليةٍ مدمرة في أمريكا أو ربما تقسيمها من جديد حسب الجغرافيا او العرق أو الاقتصاد.