المحادثات العراقية الأميركية، أولى اختبارات الكاظمي

المحادثات العراقية الأميركية، أولى اختبارات الكاظمي
الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

تعقد يوم غد الأربعاء المحادثات التي وصفت بالاستراتيجية بين مندوبي العراق والولايات المتحدة وذلك عبر دائرة الفيديو المغلقة.

التحليل:

- فيما لم يتم الإفصاح حتى اللحظة عن حيثيات جلسة الغد، ويبدو أنها سوف تدور حول تعيين الشؤون المتباحث عليها في الجلسات اللاحقة، لكن ما يطغى وقبل كل شيء على الأوساط الإعلامية والسياسية داخل العراق هي الهواجس التي أثارتها تركيبة الوفد العراقي، لذلك نرى أن شخصيات عراقية ومنها على سبيل المثال هوشيار زيباري، أعلنوا رسميا أنه لم تتم مراعاة الحساسية والدقة اللازمة لتكافؤ الوفد العراقي بالنسبة لنظيره الأميركي، هذا في حين أن وجوها قريبة من الحكومة العراقية تصف التركبية بالمناسبة جدا وتقوم بالدفاع عنها.

- رغم انشغال أميركا التام هذه الأيام بالاحتجاجات الداخلية العارمة والمشاكل الاقتصادية إلى جانب أزمة الكورونا المتفاقمة، لكن المتابعين للشؤون العراقية يعبرون عن قلقهم من أن العراق والذي بات يعاني من تفشي الكورونا والظروف الاقتصادية الصعبة إضافة إلى تزايد نشاط داعش مجددا، قد ينزلق في هذه المحادثات إلى التركيز على الشؤون الاقتصادية لوحدها، على حساب قضية إخراج المحتل الأميركي من البلاد. هذا في حين أن مبادرة الجانب الأميركي إلى بدء هذه المباحثات عقب تزايد نشاط داعش في العراق، تقوي من هذه التكهنات.

- على أن قضايا كاقتراح واشنطن إعفاء العراق من إجراءات الحظر المفروضة على إيران وبالتزامن مع الفترة التي سبقت التصويت على الحكومة العراقية، إلى جانب تسليم إدارة القواعد العسكرية المشتركة إلى القوات العراقية، والاكتفاء بتكديس القوات والمعدات الأميركية في بضعة قواعد، وأخيرا مزاعم ترامب الكاذبة بشأن هجوم بوش على العراق، كل هذه الأمور تزيد من الهواجس التي ترافق المباحثات العراقية الأميركية وما سيتمخص عنها، حيث أن المتابعين للشأن العراقي يرون أن هذه الإجراءات وهذه التصريحات لن تأتي إلا بهدف تطبيق استراتيجية الخداع.

- ويأتي التأكيد على الفطنة في مواجهة الاستراتيجية الأميركية تجاه العراق في هذه المحادثات، في حين أن من المتوقع أن تماطل واشنطن بهذه المحادثات حتى موعد الانتخابات الأميركية في 3 من نوفمبر، حيث يتوقع أن يصب البيت الأبيض جل اهتمامه على هذه المباحثات لتوضيفها في الانتخابات المقبلة في سبيل فوز ترامب.

- كما لا شك في أن حضور ونجاح الحكومة العراقية الفتية في هذه المحادثات سوف تشكل حسن اختبار لقابليات الكاظمي، وسوف تشكل إمكانية ليختبر الشعب العراقي ويحكم من خلالها الأداء الذي سوف تخرج به حكومة الكاظمي.