بين زيارة خلفان إلى "إسرائيل" وزيارة قاآني إلى العراق

الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

ما زالت الاحتجاجات متواصلة في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد ذوي البشرة السمراء.

لم تقتصر الاحتجاجات على الولايات المتحدة.. كما في العديد الدول خرجت احتجاجات، وتحديدا في بريطانيا خرجت تظاهرات حاشدة ضد العنصرية، وأزيل فيها تماثيل ترمز للعبودية في القرون الماضية.
ولم يكن جورج فلويد الأول الذي يكشف العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.. ولن يكون الأخير.
وانتشر فيديو يكشف أن نهج العنف والعنصرية ما زال متفشيا لدى الشرطة الأميركية وتحديدا في مقاطعة فيرفاكس.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل وشبكات الإنترنت فيديوهات كثيرة تكشف عنف الشرطة الأميركية ضد ذوي البشرة السمراء.. وهي مشاهد من تواريخ مختلفة.

هذا وخرجت قبل أيام تظاهرة احتجاجية في لبنان تحت عنوان المطالب المعيشية.
لكن ما ظهر من التظاهرة وما نتج عنها أمر مختلف تماما.. فالأمور ذهبت في اتجاه آخر، وهو الفتنة الطائفية والمذهبية، التي كادت أن تودي بالبلاد إلى سيناريو خطر جدا، لاسيما وأن قنوات لبنانية لاسيما "إم تي في" اتُهِمَت بالترويج للفتنة والتحريض بين اللبنانيين.
وعقب ذلك كانت هناك هاشتاغات كثيرة وحملة على مواقع التواصل لنبذ الفتنة والتفرقة ورفض ما تقوم به بعض القنوات.
"حسان فاعور" غرد: تربيت ببيت.. وعشت ببيت.. وكرمال هيك بحب العيش المشترك.. خِفُّوها بقى.. الشعب اللبناني طلع كله مع العيش المشترك، بس عند أول خلاف بيهتكوا بعض.
"إلياس خليل" علق على الخلافات التي حصلت في منطقتي عين الرمانة والشياح: يا جماعة عيب والله مين أنت يا ابن عين الرمانة ومين أنت يا ابن الشياح.. كل عمركم جيران وأخوة.. وقفوا عنتريات عبعضكم ورجعوا للجيرة والأخوة والألفة بيناتكم ما إلكم غير بعض وما تخلوا الفتنة تربح عليكم.
تغريدة في نفس السياق من "محمد سبيتي": يعمل فتنة بالبلد عين الرمانة وشياح طول عمرهم مع بعض وعلى قلب بعض ينضبوا أبواق الفتنة.
أما "وليد طراد" فانتقد مساعي قنوات لبنانية لنشر الفتنة: الأمور واضحة متل عين الشمس، التعرض للرموز الدينية مرفوض تماما لكن فبركة مقاطع صوتية ومقاطع فيديو لإشعال الفتنة وخدمة المشروع الصهيوني الأميركي لنزع سلاح أرعب إسرائيل أمر مرفوض و سيحاسب من عمل بها.
واستخدم الناشطون صورا للتعبير عن رفضهم لنشر الفتنة من قبل قناة "إم تي في" منها صورة تظهر القناة وكأنها قناة عبرية تعمل لخدمة كيان الاحتلال الإسرائيلي.
كذلك صورة تعبر عن سقوط مصداقية القناة في نظر الكثير من اللبنانيين الذين يعتبرون أنها تسعى لنشر الفتنة والتفرقة.

برزت حلقة جديدة من مسلسل التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، بطلها هذه المرة نائب قائد شرطة دبي ضاحي خلفان.
وخلفان معروف طبعا بتصريحاته التي تثير فقط الجدل والخلاف، سواء حول القضية الفلسطينية أو غيرها.
ضاحي خلفان نشر هذه التغريدة: أعلنها أنا مع السلام الشامل والدائم مع "إسرائيل"، وإذا حدث السلام مع "إسرائيل" وبعد ذلك المصالحة مع قطر، سأذهب إلى "إسرائيل" ولن أزور قطر ولو قالوا الكعبه فيها.
ردود كثيرة جدا لاقتها تغريدة خلفان منها هذا الرد لـ"لمحمد الشمري": صدقني أن حالتك ميؤوس منها، وصل نفسك لأقرب مصحة أفضل لك.
"محمد الطبيلي" لأيضا رد على خلفان بالقول: هذا هو المنشور المعبر عن الدور الإماراتي الموكل إليها من المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي، وكل ما تعمله الإمارات من تدويخ للشعوب العربية وإرهاقها هو لأجل التسليم والإذعان لهذا التطبيع الشامل والكامل مع الكيان الصهيوني.. لكن نقول (الله غالب).
ضاحي خلفان ليس الوحيد في هذه الفترة.. فمن الإمارات إلى السعودية، حيث كشفت تغريدة قيل إنها غير مقصودة، اتفاقا سعوديا مع شركة إسرائيلية للإشراف على الأمن السيبراني في مشروع نيوم الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
صفحة "العربية الآن" التابعة للسفارة السعودية في الولايات المتحدة نشرت هذه التغريدة التي تقول: تقارير أولية تشير إلى أن مجلس الوزراء السعودي وافق على توظيف الشركة الإسرائيلية "تشِكْ بويْنْتس" في مشروع نيوم.
حساب "مجتهد" السعودي الشهير غرد بدوره: أول اعتراف رسمي سعودي بالتعاون المعلن مع "إسرائيل"، حساب العربية الآن المحسوب على السفارة السعودية في أميركا يعلن موافقة مجلس الوزراء على تعميد شركة (تشيك بوينتس) الإسرائيلة على استلام مهمة نظم المعلومات في مشروع نيوم، الإعلان هذا سيلحقه قريبا إعلانات رسمية من جهات أكثر تمثيلا للسلطة.
"حزام السبيعي" المقرب من السلطات السعودية قال: إن حساب العربية الآن تم اختراقه ونشر التغريدة المثيرة للجدل.. واختراق حساب ثانوي تابع للسفارة السعودية في واشنطن تديره شركة العلاقات العامة "كورفيس" وبث تغريدتين غريبتين. والشركة تؤكد اختراقه وتنفي ماورد في محتوى تغريداته وكذلك مدير المكتب الإعلامي بالسفارة.
في المقابل الإعلامية "وَجْد وقفي" غردت: حساب العربية الآن وهو معرف من تويتر، أنشأته شركة علاقات عامة أميركية وظفتها السفارة السعودية في واشنطن واسمها "كورفيس غروب"، وإحدى وظائفها (حسب العقد) الترويج للسعودية في أميركا.. لكن يبدو أن ترويجهم عن استثمارات السعودية بشركات ترمب وتوظيف شركة إسرائيلية لم يعجب السفارة.

قبل فترة زار قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد إسماعيل قاآني العراق.. والزيارة أعلن عنها بشكل طبيعي، لكن بعض القنوات مثل قناتي "العربية" و"الحدث" السعوديتين روجتا لأفكار مشبوهة من وراء الزيارة.
وتماهيا مع أفكار العربية والحدث، نشر السياسي والنائب السابق في البرلمان العراقي "حيدر الملا" تغريدة قال فيها: "قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني دخل بغداد اليوم بشكل رسمي بعد حصوله على تأشيرة دخول من الخارجية العراقية، إصرار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن يكون دخول جميع الشخصيات السياسية والعسكرية الأجنبية بتأشيرة إجراء يستحق الشكر والاحترام، سيادة العراق أمانة يجب أن تصان".
لكن يبدو أن تغريدة الملا لم تلق الإعجاب المنتظر بل لاقت ردودا مستنكرة لخلفياتها وأهدافها.. "محسن النجم" رد على الملا: "حلو خوش إجراء بس هسة هم نفس هاي الاجراءات راح تطبقوها على ترامب والمسؤولين الأميركان.. العراق ضيعة إميركية يطبون ويطلعون متى ماعجبهم لو ذولاك يشقون حلوقكم".
أيضا "حسام علي" غرد: "مِنْ يدخل بومبيو اتمنى هَمْ تنشر تغريده وتكتب بيها بومبيو لم يدخل للعراق إلا بعد حصولة على تأشيرة من الخارجية العراقية آني معندي مشكلة خلي يدخل الجنرال قاآني بطريقة رسمية، بس أريدك تذكر بومبيو إذا دخل حتى إلا يشرمك شرم لأن راعي نعمتكم هو تحكون بزوده".
أما "احمد جلوي" فكتب: "تصدقون الكذبة لأنها في صالحكم هل تعلم أن الفيزا متوقفة بين العراق وإيران منذ أكثر من شهرين".
ونختم مع "محمد الحمد" الذي علق على تغريدة الملا قائلا: "وتأتي الآن تتحدث عن سيادة البلد؟ هل أنت تحب هذا البلد؟ هل تحترمه؟ هل احترمت القَسَم عندما كنت نائبا؟ لعلمك، يجب ان نشكر الجمهورية الإسلامية التي جعلت بومبيو يدخل لأول مرة بشكل رسمي بعد دكها لقاعدة الشر الأميركية".