في مقال له على صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الاسرائيلية..

'العتيبة'.. وزير اماراتي يجاهر برغبة بلده التطبيع مع الاحتلال

'العتيبة'.. وزير اماراتي يجاهر برغبة بلده التطبيع مع الاحتلال
الجمعة ١٢ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٠ بتوقيت غرينتش

جاهر الوزير الإماراتي وسفير بلاده في واشنطن، يوسف العتيبة، في مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الجمعة، برغبة الإمارات بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال، واضعا عددا من الاعتبارات الواهية لتبرير توجه كهذا، التي يصعب الاقتناع بها، ليصل إلى تلويح ضعيف بأنه "إما الضم أو التطبيع".

العالم-الاحتلال

ولم يأت العتيبة بأي جديد بقوله إن مخطط الضم الإسرائيلي "ليس قانونيا" وأنه مخالف للإجماع العربي والدولي. لكنه اعتبر أن الضم "سيشعل العنف ويحرك المتطرفين"، أي أنه يعتبر أن من يعارض الضم ويقاومه هو "متطرف"، وكأن الإسرائيليين يتخوفون من "العنف" و"المتطرفين".

وادعى العتيبة أيضا، أن الإمارات دعمت التسوية في الشرق الأوسط بقوة، وأنها تدخلت من أجل "تقليص نزاعات، وساعدنا في إنشاء محفزات – الجزر بدلا من العصي – وركزنا اهتمامنا على أمور بإمكانها أن تعود بالفائدة على الجانبين (الاسرائيلي والعربي) وعارضنا بشكل مثابر ونشط العنف من كافة الأطراف: وصفنا حزب الله ’تنظيما إرهابيا’، واستنكرنا تحريض حماس ونددنا بالاستفزازات الإسرائيلية".

لكن الواقع يقول أمورا أخرى ومختلفة عن هذا الكلام. فخلال العقدين الماضيين، وبشكل أشد في السنوات الأخير، شنت "إسرائيل" حروبا ضد الفلسطينيين واللبنانيين، وارتكبت جرائم بشعة، وقتلت الآلاف، وخاصة من المدنيين، في موازاة استفحال الاستيطان والاعتداءات على المقدسات العربية، في القدس خصوصا، واستمرت بنهب الموارد الفلسطينية، حتى الماء، وتنكرت لكافة حقوق الفلسطينيين، ربما باستثناء استنشاقهم للهواء، وانتهكت حرمات البيوت، بحملات الاعتقالات الليلية غير المتوقفة، بينما يصف هذا الوزير/السفير كل هذه العدوانية الوحشية بأنها "استفزازات إسرائيلية".

وتباهى العتيبة بأنه "كنت أحد ثلاثة سفراء عرب في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض عندما كشف الرئيس ترامب عن صفقة القرن في كانون الثاني/يماير الماضي التي تتجاهل حقوق الفلسطينيين وتنسجم مع مخططات اليمين الإسرائيلي. وأضاف أنه "عملت عن كثب مع إدارة أوباما أيضا، بما يشمل خطة الخطوات لبناء الثقة، التي كانت ستمنح أفضليات كبيرة ل"إسرائيل" – على شكل علاقات محسنة مع الدول العربية"، وقال إن ذلك كان "مقابل حكم ذاتي أكبر واستثمار في فلسطين".

وبرز في مقال العتيبي في الصحيفة الإسرائيلية أنه لم يذكر كلمة "دولة" للفلسطينيين، وإنما هو يتحدث عن "حكم ذاتي أكبر". وفي المقابل، شارك الإسرائيليين تطلعاتهم، بأن "إسرائيل والإمارات هما (دولتان) لديهما الجيشان الأكثر كفاءة في المنطقة، وتتشاركان القلق حيال الإرهاب والعدوانية، وعلاقات طويلة وعميقة مع الولايات المتحدة"، ليؤكد بذلك للإسرائيليين أنهما في خندق واحد.

وأضاف العتيبة أن "الضم سيؤدي إلى تشدد وجهات النظر العربية حيال "إسرائيل"، في الوقت الذي فتحت فيه مباردات إماراتية فرصة لتبادل ثقافي وفهم أوسع لإسرائيل"، وكأن "إسرائيل" هي لغز يصعب فك رموزه.

وتابع العتيبة، يستجدي التطبيع مع الاحتلال ، أن الإمارات تقدم "الجزر، المحفزات، وهذه هي الجوانب الإيجابية بالنسبة لاحتلال. آمن أكثر. علاقات مباشرة. تقبل متزايد لها. هذا هو التطبيع.

وما لا يدركه العتيبة، إن لم يكن يتجاهله، هو أن "إسرائيل" تريد علاقات مع الإمارات وغيرها من الدول العربية من أجل تحقيق مصالحها، الاقتصادية والأمنية، لكنها ترفض التراجع عن سياساتها بما يتعلق بالاحتلال والاستيطان والعدوان المتواصل ضد الفلسطينيين خصوصا. والأهم من ذلك، أنه طوال السنوات الماضية، لم نشهد مواقف إماراتية، من أي نوع، ضد الممارسات العدوانية الإسرائيلية.

المصدر:الرسالة