بعد فشله في رشوة قبطان.. ترامب يحاول مع غروسي

بعد فشله في رشوة قبطان.. ترامب يحاول مع غروسي
الأربعاء ١٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

منذ تولي رافائيل ماريانو غروسي مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتزكية امريكية، تغيرت لهجة الوكالة ازاء ايران بعد 17 تقريرا اصدرته الوكالة عن التزام ايران الكامل بالاتفاق النووي، وتعاونها الكبير مع مفتشي الوكالة، وعدم وجود اي انحراف في البرنامج النووي الايراني السلمي.

العالم - يقال ان

بدات تقارير الوكالة، وتحت ضغط امريكي اسرائيلي واضح، بالتشكيك في تعاون ايران، وهو ما اعتبره الثلاثي الاوروبي "المتفرج دائما" هدية من السماء للافلات نهائيا من مسؤولية الاتفاق النووي الذي لم تلتزم به من الاساس.

الجميع بات مدركا بالطريقة التي يتعامل بها ترامب مع المؤسسات الدوليةَ، فهو لا يرى فيها الا ادوات ضغط تستخدمها امريكا في تمرير سياساتها، وهذا حق شرعي لها مقابل من تدفع من اموال لتمويل نشاطاتها، وفي حال تمردت اي مؤسسة دولية على السياسة الامريكية او حتى اتخذت جانب الحياد، فالتمويل الامريكي يُقطع عنها فورا ويُفرض عليها عقوبات ، كما تعمل مع منظمة الصحة العالمية والمحكمة الجنائية الدولية والانروا والعديد من المؤسساات الدولية الاخرى.

اليوم تتجلى هذه البلطجة الامريكية بأبشع صورها عبر استغلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار سياسة الضغوط القصوى التي يمارسها ترامب، فبالرغم من اعتراف الوكالة بانّ واحدا وعشرين بالمئة من عمليات التفتيش التي قامت بها العام الماضي في انحاء العالم، قد تمت في ايران، وانها نفذت العام الماضي 33 عملية تفتيش تكميلية في إيران، وهو ما جعل ايران تتصدر قائمةَ الدول الاكثرِ تعاونا مع الوكالة والاكثر قبولا لمهام التفتيش، إلا ان الوكالة تأتي اليوم وبدلا من الاستناد الى الوثائق التي تؤكد ايجابية التعاون بين ايران والوكالة على مدى سنوات، "تستند" في تعاملها مع ايران الى معلومات مزيفة و واهية من قبل اكبر عدوين لايران هما امريكا والكيان الاسرائيلي، في تماه مطلق مع سياسة التصعيد الاميركي العدائي ضد ايران التي تعتمدها ادارة ترامب بتحريض اسرئيلي واضح.

عندما تعترف وزارة الخارجية الأمريكية، بأنها عرضت "رشوة" بملايين الدولارات على قبطان ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1"، التي احتجزتها بريطانيا في مضيق جبل طارق، ليتوجه بها إلى ميناء يمكن فيه احتجازها، وعندما تعرض رشوة لقباطنة ناقلات النفط الايرانية المتجهة الى فنزويلا، ترى هل ستقف مكتوفة الايدي امام امر اخطر بكثير من بيع النفط الايراني، وهو توالي التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تؤكد شفافية التعاون الايراني الامر الذي يحبط كل محاولات ترامب ومعلمه نتنياهو لشيطنة ايران؟.

اخيرا، المؤسف هو موقف الثلاثي الاوروبي ، فرنسا وبريطانيا والمانيا، والذي طالما اذله ترامب، واخر صور هذا الاذلال سحب ترامب لجنوده من المانيا لانها لا تدفع مقابل حمايتها، من اكاذيب ترامب ونتنياهو الذي استند اليها غروسي في تقريره الاخير حول منع ايران المفتشين من دخول منشأتين ايرانيتين، حيث شمروا عن سواعدهم و"هددوا" باصدار قرار يدعو ايران الى التعاون "الكامل" مع الوكالة، وهم الذين سكتوا لاكثر من عامين امام بلطجة ترامب وانسحابه من الاتفاق النووي وفرضه عقوبات غير قانونية على ايران في انتهاك صارخ للقرار الاممي 2231، دون ان يحركوا ساكنا.

ايران كانت ومازالت على استعداد تام للتعاون مع الوكالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما في السابق رغم اداركها الكامل بالضغوط التي تتعرض لها الوكالة من الثنائي ترامب ونتنياهو، الا انها ليست على استعداد مطلقا للتعاون مع "امريكا" و"الكيان الاسرائيلي" وتقاريرهما الزائفة، كما يطالب غروسي وبريطانيا وفرنسا والمانيا، وانها وضعت نصب اعينها ما يجب ان تتخذه من قرارات دون تردد للدفاع عن مصالحها وحقوقها، ولن يثينها اي تهديد مهما كبر من اتخاذ هذه القرارات.