قناة "الحرة عراق" الأمريكية.. حمالة الحطب

قناة
السبت ٢٠ يونيو ٢٠٢٠ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

تعرضت قناة "الحرة" الامريكية الى هزة عنيفة قبل ايام، عندما عين الرئيس الامريكي دونالد ترامب، شخصا يمينيا متطرفا ملاحقا بسبب قضايا فساد مالي ويدعى مايكل باك، رئيسا للوكالة الاميركية للاعلام العالمي التي تشرف على القناة وقنوات واذاعات اخرى، بعد فشل سلفه البرتو فرنانديز، لتجميل صورة امريكا امام الراي العام العالمي.

العالم - يقال ان

مايكل باك هذا المقرب من مستشار ترامب السابق ستيف بانون الذي يعتبر الاب الروحي للمتطرفين اليمينيين البيض، تصرف على الفور على طريقة استاذه ترامب، فقام بطرد كبار المدراء بالوكالة بشكل مهين، حيث طلب منهم مغادرة مكاتبهم بمرافقة امنية من حرس المبنى. وقد شمل قرار الطرد المهين مدير الوكالة الاعلامية للشرق الاوسط البرتو فرنانديز وهي الوكالة التي تمتلك اذاعات سوا وقناة الحرة وعدة صحف اخرى تتلقى تمويلا مباشرا منها تحت بند التعاون الاعلامي.

تلقى باك اوامر من ترامب ملخصها، ان يترك امريكا وعملية تجميل صورتها الفاشلة، والاهتمام بوجه ترامب نفسه الذي اصبح اكثر قبحا من وجه امريكا ، لاسيما في ظل تصاعد التظاهرات في امريكا والعالم والمنددة بسياسته العنصرية، والتي لم تسفر كل جهود فرنانديز، رغم كل تطرفه ويمينيته، من ان يقلل من قبحها.

المعروف ان امريكا وبعد غزوها للعراق عام 2003 إستشعرت حاجة ماسة لوجود اذرع اعلامية لها لتجميل صورتها القبيحة امام شعوب العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط، فسارعت الى تاسيس مؤسسة "الحرة" في واشنطن تحت اشرف الوكالة الاميركية للاعلام العالمي ، وتضم قناة "الحرة" وراديو "سوا" و قناة "الحرة عراق"، وبدات البث عام 2004، مستعينة بذلك بمجموعة من الصحافيين والكتّاب العراقيين والعرب.

قناة "الحرة عراق" لم تفشل كل الامكانيات التي وفرتها الادارات الامريكية لها خلال 16 عاما، في تجميل صورة امريكا فحسب ، بل كانت سببا من اسباب ازدياد كرهية العراقيين لامريكا، بعد اعتمادها خطابا استفزازيا وقحا لم تسلم منه مقدسات العراقيين ناهيك عن ما كانت تبثه من سموم طائفية لاشعال نيران الفتن بين ابناء الشعب الواحد والدين الواحد.

دور "الحرة عراق" كان ومازال تجسيدا لدور "حمالة الحطب"، فهي مشغولة ليلا نهارا باشعال الفتن بين العراقيين، وقد انكشف دورها الخبيث هذا عندما تعرضت للمرجعية الدينية العليا في العراق واساءت الى الشعائر الحسينية، واتخذت موقفا معاديا من الحشد الشعبي من خلال التحريض عليه وعلى قيادته، كما استهدفت وبشكل مكثف العلاقة التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية التي تربط الشعبين العراقي والايراني.

لا يحتاج القارىء لذكاء خارق ليعرف ان المرجعية والشعائر الحسينية والحشد الشعبي والعلاقة مع ايران، هي من اهم عناصر القوة للعراق والتي حالت ومازالت دون تحقيق امريكا لمخططاتها ومشاريعها في العراق والرامية الى تقسيمه وشرذمة شعبه ونهب ثرواته واغراقه بالفساد والرذيلة والفوضى خدمة للكيان الاسرائيلي والصهيونية العالمية.

العراقيون، حتى من عمل منهم مع قناة "الحرة عراق" ، كان لهم موقف واضح من سياستها الخبيثة، ففي تشرين الثاني نوفمبر من عام 2018 أنهت القناة عقود 34 من الاعلاميين والصحفيين العراقيين العاملين فيها بشكل مفاجىء، وهو ما فسره حينها الصحفي العراقي أحمد عدنان، بانه يأتي في اطار "التوجه الجديد لقناة الحرة في خطابها المقبل خاصة في مجال التحشيد ضد إيران".

وفي ذات السياق، وجد العديد من العاملين في (الحرة عراق) في بداية هذا العام ، استمرارهم بالعمل مع القناة الامريكية في ظل تحول الخطاب الاعلامي لها غير ممكن، بسبب انحياز القناة على حساب المهنية، مع تصاعد العداء الامريكي لايران، مما اضطرهم الى تقديم استقالاتهم، ونقل موقع "المسلة" العراقي عن عدد ، من هؤلاء الموظفين قولهم ، ان اسباب الاستقالة هي بسبب خطاب المحطة غير المهني واللاخلاقي، ورفضهم الانصياع الى اللاحياد الاميركي، وهو ما اعتبره الموقع مبعث فخر للصحافة والاعلام العراقي، وأيضا ادانة لمن باعوا المهنية والاخلاق في وسائل الاعلام العراقية والعربية والاجنبية كافة.