ما سر تبخر صندوق الاستثمارات الخارجية التي راهن عليها بن سلمان؟

الأحد ٢١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مناف كيلاني، ان رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعام 2020 و2030 فشلت بشكل ذريع لانها لم تستطع ان تستقطب الاستثمارات الاجنبية ولا ان تبقي حتى على رؤوس الاموال في السعودية، رغم الضجيج الاعلامي الذي اثير من حولها.

وقال كيلاني في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هناك فشلاً تاماً وذريعاً سواء في السياسيات الاقتصادية او ما يسمى بالانفتاح السياسي والثقافي للسعودية، مشيراً الى ان صدى رؤية بن سلمان مازال سلبياً وينذر الغرب بما فيها الدول التي تدعم عسكرياً السعودية على العمل بالخفاء وألا تعلن كثيراً عن الصداقة مع المملكة لانه ليس من مصلحتها.
واوضح كيلاني، ان البترول السعودي اصبح اليوم مجرد عملية اعلامية وان جميع الخطط التي اتى بها ولي العهد كلها تبخرت، وأخلت الميزانية السعودية التي تعتاش على النفط بشكل رئيسي جراء خفض الاسعار، ولم يستطع رفعها الى النصف على الاقل عما كانت عليه، فيما الاستثمارات الاجنبية لم تأت اليه.
من جانبه، رأى مستشار المجلس السياسي الاعلى محمد طاهر انعم، ان ما يحصل للنظام السعودي حالياً هو لعنة كرسي الملك الذي يريد ان يصله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأي ثمن، عبر الغاء الترتيب السلالي داخل الاسرة الحاكمة للقفز الى الحكم.
وقال انعم: ان محمد بن سلمان قام بعدة اخطاء سياسية كبيرة جداً بعد ان رهن نفسه وسياسته ودولته للرئيس الامريكي دونالد ترامب، لانه يظن ان ترامب هو المعين الاول لجلوسه على كرسي الملك، ودخل في الحرب مع اليمن من اجل ان يشعر الاخرين داخل اسرة آل سعود وفي النخب السعودية بانه الرجل القوي والقادر على حسم القضية خلال اسابيع او اشهر.
واوضح، ان بن سلمان كذلك دخل في ازمات متعددة مع قطر وغيرها، مشيراً الى ان لعنة الكرسي هي التي ادت به الى التورط والاستسلام الى ترامب ولسياساته والعدوان على اليمن وتدمير سوريا والمشاركة في حصار ايران وغيرها.
واشار انعم، الى ان بن سلمان كان يظن ان الطريق الى الحكم سالك له ولكنه بعد ثلاث سنوات تفاجأ بانه دخل في طريق خطير تسبب له مشاكل كبيرة، فحرب اليمن والعدوان عليه لم يستطع الانتصار فيها، بعد ان تمكن الشعب اليمني في تحديه.
بدوره، اكد الباحث السياسي حسان عليان، ان احدى اساسيات نكسة جذب الاستثمارات الاجنبية هو ان السعودية لم تكن تعتبر بيئة حاضنة ومطمئنة للمستثمر الاجنبي، مشيراً الى الشركات الاجنبية كانت تطالب ان تكون هناك حريات داخل المملكة، اضافة الى الاقتصاد الحر لم يكن موجوداً.
وقال عليان: ان مسألة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بصورة شنيعة قد تسببت انعطافاً كبيراً في هذا التحول، ما شكل صدمة لدى الشركات الاجنبية التي كانت تطمح للاستثمار في السعودية لكنها هاجرت، رغم التسهيلات الكبيرة التي قدمها محمد بن سلمان لها.
واوضح عليان، ان انتهاكات حقوق الانسان والاعدامات التي نفذت ابان حكم بن سلمان قد جعل من السعودية مكاناً غير آمناً، مشيراً الى ان الرعاية الترامبية لمحمد بن سلمان ورطته في الكثير من المشاكل والازمات.
ولفت الى انه كان من المفروض ان يصل صندوق الاستثمارات الاجنبية في السعودية الى اثنين تريليون دولار في رؤية بن سلمان، لكنه حتى اللحظة لم يصل الى هذا الصندوق اكثر من 400 مليار دولار، رغم رفع الضرائب والغاء بدل المعيشة للمواطن السعودية، وعده بالامر خطير جداً واكبر ازمة اقتصادية تمر بها السعودية منذ عقود، في ظل عجز غير عادي تعاني منه الموازنة في عام 2020 ما يضطرها الى الاستدانة من اجل آرامكو واجل التوازن في الموازنة.
واكد عليان، ان محمد بن سلمان يطمح ان يعيد هذه المسألة الى وضعها لكن هذا الامر اصبح من الخيال بسبب سياساته الاستعلائية، اضافة الى الملفات المتورط بها كالملف اليمني والسوري والعراقي والقضية الفلسطينية وصفقة ترامب.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5004476