هل تمثل مصر، السعودية والامارات في ليبيا؟

هل تمثل مصر، السعودية والامارات في ليبيا؟
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - الخبر واعرابه

الخبر:

بعد أن زار الرئيس المصري الأسبوع الماضي حدود بلاده الغربية ووجه انذارا لحكومة الوفاق الليبية وقال أن مدينة سرت خطه الأحمر تعززت التكهنات بأن المهمة التي يقوم بها هي مهمة سعودية اماراتية.

التحليل:

على الرغم من أن حساسية الرئيس المصري تجاه اتساع دائرة سيطرة حكومة الوفاق ذات التوجهات الاخوانية قرب الحدود المصرية؛ تبدو طبيعية ومقنعة، وفي نفس الوقت فان القاهرة لا يمكنها أن تتطيق الدعم الذي تقدمه تركيا لحكومة الوفاق الليبية؛ غير أنه ومع الأخذ بنظر الاعتبار الأوضاع الاقتصادية المزرية في مصر وكذلك الصراع مع المعارضين لسلطة السيسي الذين يتمتعون بنفوذ واسع، وأيضا الأزمة المتفاقمة مع اثيوبيا بشأن سد النهصة؛ فانه من المستبعد جدا أن تكون الحكومة المصرية قادرة على القتال في جبهة رابعة.

السيسي يدرك جيدا أن الانذار الذي اطلقه كان موجها لتركيا واردوغان قبل أن يكون موجها لحكومة الوفاق الليبية، لذلك لا ينبغي أن تكون رؤيته للمستقبل لا تحمل في طياتها استبعاد اندلاع الحرب مع تركيا، من هنا ومع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف والأوضاع التي تمر بها مصر فيبدو أن السيسي يسعى الى تنفيذ المهمة التي ألقتها السعودية والامارات على عاتقه أكثر من انه يسعى الى ابعاد الاخطار المحدقة ببلاده.

السعودية هي الخاسر الرئيسي في الجبهة السورية، كما أن الامارات هي الخاسر الرئيسي في ليبيا، وبما أن كليهما يقاتلان في اليمن فانهما فشلا في الحاق الهزيمة بحركة أنصار الله في هذا البلد، ولكن الحقيقة هي انه وعلى الرغم من التنسيق والمصالح المشتركة بين السعودية والامارات ومصر والبحرين في سياساتهم الخارجية؛ فان مصر لم تتحمل أي عبئ لتحقيق الاهداف المشتركة للدول الأربعة، لذلك تبدو ان التصريحات التي أدلى بها السيسي الأسبوع الماضي قرب الحدود الغربية لمصر تصب في اطار المشاركة في الائتلاف الرباعي من جهة وكذلك القيام بالمهمة التي كلفته بها هذه الدول من جهة أخرى.

وفي هذا الخضم وبما أن تركيا عالقة في الكثير من القضايا والتحديات نتيجة تواجدها العسكري ووجود قواعدها في العديد من المناطق كجمهورية اذربيجان والعراق ومنطقة كردستان العراق وقطر والصومال وأخيرا في سوريا فان السؤال المطروح هو، هل أن تركيا لديها القدرة على فتح جبهة عسكرية جديدة أم لا؟ ولا يبدو أن الأتراك لم يلتفتوا الى المخطط الذي يرمي الى تشتيت قدراتهم العسكرية عبر توريطهم بالنزاعات في العديد من مناطق العالم، مما يستدعي التقصي عن هذا المخطط الذي وضعته غرف الفكر الأميركية لتنفيذه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال التحولات القادمة.

كلمات دليلية :