سوريا..جريمتان تهزّان الرأي العام ودعوات لـ"إعدام" مرتكبيها في المرجة!

سوريا..جريمتان تهزّان الرأي العام ودعوات لـ
الأحد ٠٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

سادت أجواء من الغضب والصدمة الشارع السوري بعد وقوع جريمتين منفصلتين الأسبوع الفائت في ناحية ببيلا، قرب دمشق، وسط دعوات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لإعدام المرتكبين.

العالم - حوادث

وأقدم شاب، أول أمس الجمعة، على نحر شقيقته بالسكين، ليحاول الهرب خارج دمشق قبل أن يتم إلقاء القبض عليه .

وتلقت شرطة بلدة الحسينية بريف دمشق، بلاغاً بوجود جثة فتاة في أحد المنازل بالبلدة، في بداية العقد الثالث من عمرها ملقاة على الأرض والدماء تنزف من عنقها بعد قتلها ذبحاً بالسكين، بحسب ما أورده بيان لوزارة الداخلية في الحكومة السورية.

وذكر والد الضحية، في إفادته، أن ابنه المدعو "محمود" قد اصطحب شقيقته الضحية إلى الغرفة، وبعد سماع صوت صراخ واستغاثة دخل إلى الغرفة فوجد ابنته مضرجة بالدماء وقد أعلمه ولده بأنه قام بقتلها ثم لاذ بالفرار.

لكن اللافت في القضية أن الجاني اعترف بعد إلقاء القبض عليه، أنه قام بقتل شقيقته بالاتفاق مع الوالد؛ بداعي أن الفتاة "ذات سمعة سيئة" في الحي الذي يقيمون فيه.

فيما لا تزال التحقيقات جارية، وفقاً للجهات الرسمية في الحكومة.

وفي حادثة منفصلة، أقدم شخصان على قتل امرأة وثلاثة أطفال ومحاولة قتل الأب في بلدة بيت سحم التابعة لناحية ببيلا بريف دمشق.

وفي التفاصيل، قام كل من محمد عمر مصطفى ومحمد مرزوق، الثلاثاء الفائت، بزيارة منزل الضحية ياسر الصعب بحجة إجراء بعض الإصلاحات في التمديدات الصحية فيه، ثم قاما بمغافلته وطعنه في الظهر، بواسطة سكين، بغرض السرقة.

ياسر الذي نجا من الحادثة، قال في تصريح مصور لصحيفة الوطن من مشفى المجتهد:" بعد طعني عدة مرات، قام أحد المجرمَين بتثبيتي حتى أفقد كل دمي وهما يشربان القهوة التي قمنا بإعدادها لهما، ثم توجه أحدهما إلى غرفة زوجتي وقام بتمزيق ملابسها بالقوة بغرض اغتصابها ثم قام بقتلها".

وعندما استيقظ أطفال ياسر الثلاثة، وهم عبد الرحمن (4 سنوات) وهيفاء (9 سنوات) وبشار (11 عاماً)، على وقع صراخ الأم، قام المجرمان بقتلهم .

ويتذكر الوالد المفجوع، أن المجرمين قاما بكسر آنية سكر الشاي بعد طعنه، ورفعوا أصواتهم بعبارة "فداك يا ياسر" لكي يبعدوا الشكوك عن زوجته، فيما إذا كانت قد سمعت صوتاً، ويقول الأب أيضا أنهما شنقا أحد أطفاله أمامه.

وأثارت القضية غضباً شعبياً عارماً، وسرعان ما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات تطالب بتنفيذ حكم الإعدام للجناة، بعض النشطاء دعا لتنفيذها وسط دمشق.

وقالت أسماء الشامي :" إعدامهم بساحة المرجة، مطلب شعبي، إنها قضية رأي عام، لقد ذُبِح لهذا الأب ثلاثة أطفال مع أمهم ونُكِل بهم أشد تنكيل ونُكِل بهذا الأب لكنه نجا منهم لحكمة يريدها الله".

وشكك البعض بمصداقية القضاء في سوريا، واعتبروه "غارقاً في الفساد والمحسوبيات"، معتبرين أن الجناة سيفلتون من العدالة إن قاموا بدفع "رشاوى" للقضاة.

وتقول ملك قشلان المقيمة في تركيا:" حسب واسطتن و حسب شو بيدفعو بيتحاكمو... ليش يعني ليتنفذ الإعدام بساحة السجن؟.. ع أساس في مصداقية بالسيرة؟... و ليش ما يتنفذ الإعدام بساحة عامة ليكونوا عبرة لكل معتبر؟.. بس دولة متل دولتنا ارتكبت جرائم أفظع وصور قيصر المسربة خير دليل".

وقال مرهف عجلاني، وهو عسكري في صفوف الجيش السوري، في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي:" برسم الإنسانية التي ذبحت اليوم والتي تذبح والتي سنشهد مثيلاتها إن لم يكن العقاب علنا أمام الناس وعلى التلفاز.. وإلا فالجريمة ستتكرر في مواضع أخرى".

ويمر تنفيذ حكم الإعدام، بحسب القانون السوري، بعدة مراحل تسمى تسلسل أصول قضائية، يبدأ بالتوقيف الأولي للمتهمين وإحالتهم إلى القضاء والنطق بالحكم ثم العرض على لجنة العفو، التي من الممكن أن تُسقط الحكم وتستبدله بعقوبة أخرى مخفّفة، ثم موافقة رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع إن كان الجاني عسكرياً، وتنتهي بتنفيذ الإعدام.

تقول المحامية سلاف الناجي لـ" نورث برس": " في حالة جريمتي بيت سحم والحسينية، أصبحتا قضيتَي رأي عام، ومن الوارد جداً الحكم على الجناة بالإعدام، ويحتاج هذا الأمر إلى موافقة رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بالنسبة لقضية بيت سحم لوجود عسكري بين الجناة".

واستبعدت "الناجي" تنفيذ الحكم في مكان عام لاختلاف آليات تنفيذ الحكم بين القضاء المدني والعسكري" إضافة إلى أن القضاء السوري لا يتبع هكذا أساليب في تنفيذ أحكام الإعدام إلا ما ندر".

ويرجع خبراء "تزايد" معدلات الجرائم في مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى سواء الأوضاع المعيشية وانتشار المخدرات، بالإضافة إلى "ضعف" وسائل المحاسبة في ظل ما يعتبرونه انتشار الفساد في السلك القضائي السوري.