تزامنا مع تلميح مصري..

رسالة روسية لتركيا.. ‘الباب’ السورية أم ‘سرت’ الليبية!

رسالة روسية لتركيا.. ‘الباب’ السورية أم ‘سرت’ الليبية!
الخميس ١٦ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٩ بتوقيت غرينتش

مع اقتراب معركة سرت في ليبيا وإصرار حكومة الوفاق وتركيا على استعادة سرت والجفرة رغم التهديد المصري، فيبدو ان الرد الروسي استبق الأمور، حيث اختلف المحللون على تفسير القصف الروسي المفاجئ لمدينة الباب السورية والتي تخضع للنفوذ التركي والجماعات المسلحة المرتبطة بها، فمنهم من رأى انه تحذير روسي حول سرت ومنهم من رآه ردا على استهداف الجماعات المسلحة للدورية الروسية التركية المشتركة على طريق M4.

العالم - يقال ان

تحتل ليبيا اليوم اضافة الى سد النهضة الترندات الأولى في مصر، حيث يتساءل المصريون عن إمكانية دخول بلادهم في حرب إما في ليبيا ضد قوات حكومة الوفاق وأصدقائها الاتراك أو ضد اثيوبيا التي قال وزير ريها بالأمس أنها بدأت بملء سد النهضة، واليوم صعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من لهجته في ليبيا وتغنى بجيشه قائلا بأنه " إذا تدخلت مصر في ليبيا ستغيّر المشهد العسكري بشكل سريع .. لدينا أقوى الجيوش في المنطقة وأفريقيا"، ليوحي بأن قرار التدخل اتخذ، لكنه استدرك قائلا: "نحتاج إلى موافقة البرلمان المصري للتدخل في ليبيا"، وربما عنى بذلك "قد نتمهل قليلاً".

الموقف المصري الذي اكتفى حتى الآن حول سد النهضة وليبيا بالتهديدات ليس بالمفاجئ، فلدى مصر مشاكلها الاقتصادية الجمة ودخولها حربا هذه الايام ليس بالأمر الهين حتى وإن كانت السعودية والإمارات تؤكدان باستمرار بأنهما ستدعمان مصر اذا دخلت الحرب في ليبيا (طبعا ضد غريمهم التركي)، وتنأيان بنفسهما عن قصة سد اثيوبيا، لكن ما كان مفاجئاً وربما رسالة مباشرة الى تركيا هو قصف روسيا لمدينة الباب السورية.

لمن لا يعرف منطقة الباب فهي تقع في ريف حلب الشرقي وتحوي اكبر قاعدة عسكرية تركية وتخضع لتفاهمات روسية تركية سابقة تحيد المدينة عن أي قصف او استهداف سوري او روسي. ولم يحصل اي خرق لهذه التفاهمات خلال السنوات الماضية، اذا ما الذي تغير وما سر هذا القصف؟ هل هو مرتبط بضرب الطموح التركي في إدلب أم في ليبيا (سرت والجفرة)، واذا كان رداً على استهداف الدورية التركية الروسية المشتركة على طريق M4 في ادلب، فما دخل تركيا وميليشياتها لتدفع الثمن، وألم يكن رد الطيران الحربي السوري في قصف المسلحين في ادلب وحماه قبل يومين كافياً؟.

الاجابة على هذا السؤال صعبة لما لها من نتائج مهمة وما يترتب عليها من استنتاجات خطيرة أحدها "تآمر تركيا او ضلوعها في استهداف الدورية الروسية في ادلب" ربما، أو ان روسيا تهدد تركيا بمقايضة إما الباب أوسرت، وبالتأكيد ستكشف الايام القادمة الجواب في حال لم تعد تركيا التفكير في مهاجمة سرت او اتفاقات ادلب.