صرف وظيفي تعسفي في لبنان.. وعائلات في المجهول   

صرف وظيفي تعسفي في لبنان.. وعائلات في المجهول   
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٨:٤٩ بتوقيت غرينتش

تفاعلت قضية صرف مئات الموظفين من الجامعة الأميركية في بيروت، والذي وصف بالمجزرة، في وقت يجري فيه الحديث أن إدارة الجامعة بصدد الإعلان عن موجة صرف ثانية.

العالم_لبنان

وفي هذا الإطار كتبت صحيفة "الأخبار": "كثيرون لم يتمكّنوا من حبس دموعهم، في باحة المستشفى نهار الجمعة، عندما وزع رئيس الجامعة فضلو خوري "بيان الإعدام"، كما يصفه رئيس نقابة العمال والمُستخدمين في الجامعة جورج الجردي، لافتاً إلى أن توقيت الصرف في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الراهنة، "يعني رمي مئات العائلات في المجهول.. وهؤلاء من بينهم مرضى سرطان وحوامل ومعيلون لأهاليهم العجزة وموظفون خدموا سنوات طوالاً وفي سنّ لا تسمح لهم بإيجاد بديل في الأيام العادية، فكيف في ظل الظروف الراهنة؟".

قرار الصرف، ورغم أنه يرقى إلى أن يكون "مجزرة" حقيقية، إلا أنه جاء "أقلّ إجراماً" مما كانت الإدارة تنوي الإقدام عليه، إذ إن عدد الضحايا كان مقرّراً أن يصل إلى 2000 موظف، قبل أن تستقرّ المُفاوضات بين الإدارة والنقابة على 623 موظفاً.

وفي وقت يتردّد أن الإدارة في صدد الإعلان عن موجة صرف ثانية، يؤكد الجردي أن "قرار التحكيم لحظ تعهد الجامعة بعدم تكرار موجة الصرف. وهذا قرار مبرم لا يمكن الإخلال به"، مشيراً إلى أن النقابة "انتزعت من الإدارة الحصول على مساعدات مدرسية للمصروفين للعام الدراسي المقبل، كما تمكنت من إقرار حق الموظفين الذين عملوا في الجامعة لأكثر من 15 عاماً بالحصول على خدمات الطبابة لمدى الحياة، كما أن كل مصروف بين الـ59 والـ 65 عاماً، سيبقى أولاده يستفيدون من التقديمات المدرسية. وفي ما يتعلق بالمصروفين من مرضى السرطان والحوامل، فستعمل الإدارة على مراجعة ملفاتهم الطبية وتنوي إعادتهم إلى العمل».

غير أن هذه الإجراءات تبدو أشبه بـ"القتل الرحيم"، ولا تقلل من فظاعة "مذبحة الصرف" تحت إدارة فضلو خوري والتي لم تشهد الجامعة سابقة لها. ولعل الأخطر أن هذا الإجراء قابل للتعميم على مؤسسات أصغر من الجامعة. وعليه، فإنّ طريقة التعامل معه سيُبنى عليها في الحالات المُشابهة المتوقّع حدوثها في ظلّ الظروف الراهنة.

العالم_لبنان