وزير الخارجية اللبناني المستقيل، رجل العاصفة ام الهدوء؟

وزير الخارجية اللبناني المستقيل، رجل العاصفة ام الهدوء؟
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر: في حين كان يتم خلال الايام الاخيرة تداول انباء عن استقالة وزير خارجية لبنان، تحققت هذه الانباء اليوم ليترجل "ناصيف حتي" من قطار الحكومة .

التحليل:

-هناك تكهنات عديدة حول اسباب استقالة "ناصيف حتي" ، منها ان هذه الاستقالة جاءت بسبب الضغوط الامريكية ، الفرنسية والسعودية ، وفي الواقع انها الحلقة الاخيرة من سلسلة الضغوط التي تمارس على الحكومة اللبنانية خلال الاونة الاخيرة لاخضاعها وارغامها على الاستقالة . وبناء على هذا الرأي فان امريكا وحلقائها واثر فشلهم في تحقيق مآربهم واركاع لبنان حكومة وشعبا عسكريا واقتصاديا ، بداوا مخططا جديدا لاسقاط حكومة دياب تحت يافطة "عدم الكفاءة" .

- لكن هناك من يرى بان التصريحات الاخيرة لناصيف تكشف عن انه كان مستاءا من الاوضاع التي تسود الحكومة لاسيما حقيبته الوزارية ولذلك اقدم على الاستقالة . يشار الى ان ناصيف كان قد ابدى خلال الفترة الاخيرة استياءه حيال عدم وجود ارادة جادة من قبل الحكومة لتطبق الاصلاحات حيث قال بانه كان يامل باجراء اصلاحات وتغييرات واسعة ، ولكن جميع هذه الامور كانت مجرد آمال . هذا فضلا عن ان بعض المصادر اشارت الى احتجاجه حيال اداء "عباس ابراهيم" وما وصفها بالتدخل في شؤون وزارة الخارجية على صعيد التواصل والتعامل مع بعض الدول . واخير البعض اشار الى امتعاض ناصيف من تصريحات رئيس الوزراء اللبناني التي حمله فيها مسؤولية فشل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان للبنان ما جعله يقدم استقالته .

-رغم انه يمكن الحديث عن مجموعة من الاسباب واعتبار كل واحدة منها مكملة للاخرى في هذا الخصوص ، ولكن الحقيقة هي انه في الظروف الراهنة ينبغي القول ان خطوة ناصيف لم تلق ترحيبا من قبل الراي العام اللبناني ، وبالطبع فانها ولاسباب عدة تتعارض مع المصلحة الوطنية اللبنانية خاصة في هذه الظروف الحساسة ، وذلك لعدة اسباب منها ، اولا وبشهادة الكثير من الخبراء اللبنانيين ، فان الحكومة الراهنة تقوم حاليا بادارة الازمة في احلك الظروف التي تمر بها البلاد وانها معروفة بين الجميع بانها اكثر الحكومات "مثابرة " . ثانيا في مثل هذه الظروف القاسية حيث تتعرض البلاد لضغوطات مالية واقتصادية مفروضة من الخارج ، فان تسوية الاوضاع بحاجة الى الصبر والتجلد والاناة لتاتي المشاريع اكلها ، والاصوات التي تتحدث عن عدم الثقة بالاصلاحات وووجود حكومة ظل لا مصداقية لها . ثالثا ان الضغوط الحالية تاتي للتعويض عن الاحباط الذي نجم عن الاضطرابات التي شهدها لبنان خلال الفترة الاخيرة ولكن في هذه المرة بحلة جديدة لاسقاط الحكومة . امريكا تسعى هذه المرة جاهدة الى اقصاء بعض اعضاء الحكومة لاكمال مخطط زعزعة لبنان والنيل من استقراره لاعادة المياه السابقة الى مجاريها . رابعا ، بعد فرض العقوبات على حزب الله لبنان من قبل امريكا وبعض الدول الغربية ، وفشل مخطط الفصل بين حزب الله والشعب من جهة والحكومة من جهة اخرى ، تم طرح مشروع ضرورة "النأي بالنفس" من قبل لبنان ، والذي فشل هو ايضا في ضوء ثقة الشعب بحزب الله من جهة ومواجهته لعدو شرس مدجج بالسلاح وهو الكيان الصهيوني . بناء على السيناريو الجديد تصر امريكا على ايجاد هوة بين اعضاء الحكومة لتقديمها على انها حكومة فاشلة وعاجزة عن ادارة البلاد وبالتالي اسقاطها . وفق هذا المخطط الامريكي هناك اعضاء في حكومة دياب يرعبون بالخروج من السلطة وانهم سيلتحقون بالركب فيما اذا بادر احد الاعضاء الى اخذ زمام المبادرة .

-في مثل هذه الظروف يبدو ان ناصيف ومن خلال استقالته من الحكومة اللبنانية كشف عن انه عدم جاهزيته لمواكبة ركب الحكومة في الظروف العاتية من جهة ، وللاسف قد يكون من خلال اتخاذ خطوته هذه ساعد على اكمال مخطط الحرب النفسية التي تشنها امريكا ضد الحكومة والشعب اللبنانيين من جهة اخرى . لمعرفة نتائج هذا السيناريو الامريكي الجديد الرامي الى زعزعة لبنان وهل سيحقق اهدافه يجب التريث قليلا ، ولكن الامر المفروع منه هو ان الحكومة اللبنانية والسلطة في هذا البلد تصر على الصمود في مقابل الضغوط . ويمكن لمس هذه الارادة الجادة على المقاومة والصمود من خلال سراعة اختيار البديل لناصيف .