نبض السوشيال

كلنا لبعض.. شكل التكافل الاجتماعي في أسمى صوره

كلنا لبعض.. شكل التكافل الاجتماعي في أسمى صوره
الأربعاء ٠٥ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

من أولى الامور التي تتبع أي حادث أو كارثة طبيعية كانت أو انسانية، هي قضية التكافل والتعاضد الاجتماعي، ويعكس هذا التكافل روح الوحدة والانسجام في هذا المجتمع.

العالم - نبض السوشيال

لبنان يس بعيدا عن هذه الروح المجتمعية السامية، فقد أثبت هذا الشعب تكافله وتكاتفه في كثير من الحروب الكوارث التي لحقت بهذا البلد. ولعل المثال الأبرز حاليا، الكارثة الانسانية التي لحقت ببيروت، نتيجة الانفجار الذي لحق بمرفئها، وما نتج عنه من دمار وتخريب لعدد كبير من المنازل ونحو 300 ألف اسرة من دون مأوى حسب الاحصائيات الرسمية، فبرزت الروح المجتمعية لدى الشعب اللبناني، عبر فتح بيوتهم ومنازلهم، لاستيعاب الوائل المنكوبة من الانفجار، وامتدت رقعة المساهمات الانسانية على كامل الجغرافيا اللبنانية.

وانطلق وسم #كلنا_لبعض ووسم #كلنا_معك_بيروت لنقل جميع هذه النداءات الانسانية وايصال رسائل المشاركة في الألم والمصاب، ونشر اعلان كل صاحب منزل أو بيت يريد تقديمه للعوائل المنكوبة.

ولعل تطبيق وتسأب كان الاكثر فاعلية في هذا المجال، لسهولة استخدامه، وكثرة مستخدميه، حيث يحتل مرتبة متقدمة في تطبيقات التواصل الاجتماعي في لبنان، فكانت الحالات والرسائل أسهل وسيلة يتم من خلالها الاعلان عن منازل وشقق يعرضها اصحابها لايواء العوائل المنكوبة.

لم تقتصر المساعدات على المنازل والشقق والبيوت فقط، فقد قدم عدد من اصحاب الفنادق والاوتيلات اضافة الى المقاهي فنادقهم وممتلكاتهم للمساعدة، ووضعوها في تصرف العوائل المنكوبة.

كما قام البعض بتقديم المساعدة حسب استطاعته، فالبعض قدم خدماته لاعادة ترميم المنازل القابلة للترميم، كلٌ وفق قدراته ومجال عمله ولو كان بسيطا.

هذا البسيط والقليل من الناحية المادية الذي تم تقديمه من قبل الشعب اللبناني، كان كبيرا جدا من الناحية المعنوية، واثبات كبير لروح الوحدة التي تجمع هذا الشعب، والتي تعتبر المقوم الاساس لاستمرار النبض في جسد ابناء البلد، والدم الذي يجري في عروق كل بلد، ليبقى حيا.