أميركا لن تتراجع حتى مع حكومة وحدة وطنية في لبنان

الخميس ١٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

دعا النائب في البرلمان اللبناني محمد خواجة إلى تكوين حكومة جامعة في لبنان بآليات ومفاهيم وطرق جديدة تماما خلافا لما تعاقبت عليه "حكومات الوحدة الوطنية" منذ عام 1992 وحتى الآن، خلافا لما طرحه الرئيس الفرنسي إيمانوئل ماكرون والذي أكد خواجة أنه لم يأت بشيء جديد ضمن الحراك الفرنسي تجاه لبنان.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" أشار محمد خواجة إلى أن أغلب القوى الممثلة في البرلمان والتي تتمتع بحيثية شعبية ممكن القول إنها تتقاطع في المواقف بأن تكون هناك حكومة جامعة في هذه الفترة، حيث الظروف صعبة وانفجار المرفأ زاد من الصعوبة، إذ أحدث زلزالا لم تقتصر تأثيراته على الساحة اللبنانية بل امتدت إلى الساحة الإقليمية والدولية.
وفيما لفت إلى أن بالتشاور يتم الحديث عن حكومة جامعة، لكنه أشار إلى أنه ولحد الآن لم تنفك عقدة "من هو رئيس الحكومة؟" موضحا أن الحريري اسم مطروح بقوة، فيما أن هناك ميول لدى القوى بأن يكون الحريري هو الرئيس حتى تكون الحكومة فعلا جامعة.
وصرح النائب محمد خواجة قائلا: لا أتمنى أن تتكرر تجربة ما تسمى "حكومات الوحدة الوطنية" التي قامت على المحاصصة وغيرها.. وإذا كان لابد من حكومة جامعة في هذه اللحظة الصعبة فلتكن حكومة بآليات ومفاهيم وطرق جديدة تماما، لأن القديم الذي كانت عليه حكومة دياب لم يكن شيئا مشجعا، والدليل على ذلك هو ما أوصلتنا إليه اليوم هذا النوع من الحكومات من عام 1992 حتى الآن.
ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي إمانوئل ماكرون طرح في لقاءه مع رؤساء الكتل الممثلة في البرلمان قضية "حكومة وحدة وطنية"، وقال إن بعض القوى لهذا القول تحمست وبدأت تبني عليه.
وفي جانب آخر من اللقاء نوه النائب محمد خواجة إلى أن حزب الله بات اليوم مكونا أساسيا في البلد وأنه حاضر في البرلمان وبعدد وافر من النواب ولدية حيثية شعبية كبيرة ولديه حلفاء كثيرين في البلد، وأضاف: الفرنسي ليس لديه إشكال أن يكون حزب الله في داخل هذه الحكومة، ولكن السؤال هو هل تتحمل إدارة ترامب أو تقبل بأن يكون حزب الله ممثلا بحكومة وحدة وطنية؟
وأشار إلى أن: الأميركي لو كان واصل إلى هذه المرحلة بأن يتغاضى عن ذلك، فهذا يكون بداية تبدل شكلي في الموقف الأميركي يبنى عليه.. فلننتظر لنرى المبعوث الأميركي ديفيد هيل ما الذي حمله معه.
وقال خواجة موضحاك قد يكون هناك أكثر من رأي داخل الإدارة الأميركية ومنها من يقول إننا إذا استمرينا بمعلية الخنق الشديد للوضع اللبناني خاصة بعد انفجار المرفأ فمن الممكن أن يذهب اللبنانيين إلى الشرق.. خاصة أن دولا في الشرق مادة يدين اثنين إلى لبنان وليست يدا واحدة، فيما اليوم اللبنانيين محتاجين لكي يمد أحد يده إليهم.
وشدد على أن من الدوافع الأساسية لمجيء ماكرون إلى لبنان أنه آخر موطىء قدم لفرنسا بما يسمى بالعالم الفرنكوفوني على حوض المتوسط، وأضاف: فإذا توجه لبنان إلى الشرق وعزز علاقاته بسوريا والعراق وإيران والصين وروسيا، سيحتل ذلك مساحة على حساب الغرب، وأول هذا الغرب هو فرنسا.
وفي جانب آخر من اللقلاء لفت محمد خواجة إلى أن: كلمة "مبادرة" كبيرة لفرنسا بل يجب القول إن هناك "حراك"ـا فرنسيا، مبينا: فهم طرحوا عنوانين أساسيين الأول هو الإصلاح وهو ليس كلاما فرنسيا خاصا بل هناك إجماع عالمي وإجماع لدى اللبنانيين بذلك، والعنوان الثاني هو الحكومة ومنها طرح تكوين حكومة تكنوقراط، وهي كذلك ليست فكرة جديدة.
من جانبه قال الباحث والصحفي غسان سعود إن لبنان متوجه إلى مرحلة جديدة من الهجوم السياسي، مشددا على أن الأميركان لن يتراجعوا خطوة إلى الوراء حتى لو كانت هناك حكومة وحدة وطنية، مقللا من أهمية ما تصفه فرنسا بالمبادرة للبنان بسبب عدم وجود تفاصيل.
ولفت غسان سعود إلى أن باريس بصدد إيجاد موطىء قدم لها في دول البحر المتوسط، حيث تقاتل في ليبيا ولبنان ولايمكن فصل الملفين عن الآخر، وأضاف أنها أمام أزمة اقتصادية كبيرة جراء ضرب كورونا لقطاعها السياحي، مبينا أنها تبحث لشركاتها عن مجالات توسع جديدة، وبدأت ذلك ببيروت لأن مشاريع "سيدر" الكبيرة جدا أجمعها لشركات فرنسية، كما تسعى للمشاركة في إعادة إعمار سوريا وعودة شركاتها إلى إيران.
كما وأكد قائلا: لا ننسى أن فرنسا هي اليوم شريك وحاضنة للسعودية والإمارات في الصراع مع التركي في ليبيا وغير ليبيا، فهي تتنبى وتدافع عن السياسات السعودية والإماراتية، وفي الكثير من المواقع ينسقون سوية.
ونوه أنه ومع إدارة يرأسها دونالد ترامب لا يمكن القول إن أميركا موافقة على الدور الفرنسي بالنسبة للبنان حيث أن إدارة ترامب توافق الصبح وتغير العصر رأيها، مضيفا: كما لا نستطيع بالقول بتفويض أميركي مطلق لفرنسا، كما اللافت أن المبعوث الأميركي ديفيد هيل الذي وصل بيروت ليس صداميا بل هو أكثر دبلوماسية بين زملائه، فعلى سبيل المثال لو كان شينكر قد جاء مكانه لنظرنا إلى زيارة المبعوث الأميركي بشكل آخر.
وفيما أكد أن "هناك نفس جيد" شدد في الوقت ذاته على أن ذلك: لا يعني أبدا أن هناك راية بيضاء، لا بل بالعكس نحن متوجهون إلى مرحلة جديدة من الهجوم السياسي، وأكيد أن الأميركي لن يتراجع خطوة إلى الوراء، حتى لو كانت هناك حكومة وحدة وطنية.
وفي إشارة إلى اللقاء الذي جمع وزراء خارجية مصر والاردن وفرنسا وتأكيده على أن الثلاث كانوا يتحدثون عن مضمون رسالة واحد، أكد غسان مسعود: ليست هناك مبادرة واضحة المعالم، ولكن خلاصة ما يتحدث به الفرنسي والمصري والأردني هي مبادرة من 4 نقاط.
وأضاف أن أول النقاط هو لم البلد اقتصاديا ومنع الانهيار الاقتصادي ومجموعة إصلاحات، مؤكدا أنه وفي هذه النقطة بالذات قدمت 8 آذار عبر حكومة الرئيس حسان دياب ورقتها الإصلاحية والتي اعتبرها صندوق النقد الورقة المقبولة والمطلوبة، متسائلا: ولكن هل ستنفذ 14 آذار هذه الورقة؟ أم أننا سوف نرجع ونضيع شهرين أو ستة أشهر للبحث عن خطة اقتصادية جديدة واختراع ورقة جديدة؟
وقال إن: الفرنسي ولحد اليوم لم يقدم جوابا بأن هذه الورقة سوف تكون على الطاولة أم لا.. وهذه من نقاط ضعف المبادرة، كما في شأن الإصلاح هناك خطة كهرباء موضوعة منذ 5 سنين.. أم أنهم سيضعون خطة جديدة؟
وخلص إلى القول: تاريخيا إن الذي منع تقدم البلد هي التفاصيل، فنحن دائما متفقين على الخطوط العريضة، فإذا الفرنسي ليست لديه تفاصيل متفق عليها، فهو ليس لديه مبادرة فعليا.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5099716