من طهران..

حقوق الانسان..نظرة إيرانية حول جذور الخلاف مع الغرب

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

نستضيف في هذه الحلقة من برنامج "من طهران" مساعد الشؤون الدولية وحقوق الانسان في السلطة القضائية الايرانية الدكتور علي باقري للحديث عن مسألة حقوق الانسان وطبيعة خلاف الرؤي مع الغرب في هذا الملف،إضافة لقضية تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ،وإيضا الاتفاق النووي.

العالم _ برامج

إليكم نص اللقاء كاملا:

س- أخبرنا قليلا عن جائزة حقوق الانسان السادسة التي تم تقديمها هنا في طهران ؟

ج- كما تعلمون ،قبل 30 عاما كان هناك بيان لحقوق الانسان في اجتماع جرى في القاهرة جمع مفكري العالم الاسلامي على اساس الثوابت والمبادئ الدينية وقاموا بنشر ميثاق لحقوق الانسان ومنظمة التعاون الاسلامي خصصت جائزة لمن يقدمون نشاطات في مجال حقوق الانسان الاسلامي وفي الحقيقة ايران كعضو ناشط هي كل عام تحيي المناسبة وتكرم من قدموا خدمات في هذا المجال داخل ايران وخارجها .

ويوم أمس شارك في الملتقى رئيس السلطة القضائية وتم تكريم الناشطين وكان هناك قسم خاص حول التكريمات وتم تخصيص وسام الشهيد قاسم سليماني واعطاء الجوائز للسيد عبد الملك الحوثي والسيد أبو مهدي المهندس والامين العام السابق للجهاد الاسلامي عبد الله رمضان شلح.

س- ملف حقوق الانسان هو من اهم الملفات والمشاكل بين الغرب واإيران بسبب الاختلاف في الرؤى ،ما هي جذور هذا الاختلاف وما رأيكم ؟

ج- أصل الاختلاف يعود الى نوعين من التفكر ،التفكر الديني الاسلامي والتفكر الغربي المادي وكل منهما لديه ميزات وثوابت وكلاهما يحددان للإنسان القيم والاسسس الحياتية وهنا تتكون الاختلافات بين المكتبين ،وميزة الفكر الديني هي رفض الخنوع وضرورة الحفاظ على استقلال البلاد وهنا نرى ان الغرب لا يقبل هذا الفكر وهم يستخدمون حقوق الانسان كرأس حربة لمواجهة ايران التي تريد الحفاظ على استقلالها .

حقوق الانسان هي احدى اوجه المواجهة بين الغرب والدول المستقلة وإن تخلت تلك البلاد عن استقلالها فهي لن تواجه هذا المشكلة مع الغرب لاحقا ،يمكننا أن نرى السعودية التي لا تملك مشاكل مع الغرب لأنها تنازلت عن العديد من الأشياء وعن استقلالها وهذا لم ولن يحصل لدينا .

س- كيف تنظرون لموضوع التعاون بين ايران والغرب في مجال حقوق الانسان ؟

ج- ليست لدينا مشكلة في هذا الاتجاه ولدينا نقاشات مع ايطاليا في هذا الصدد ،لكن نرى ان الغرب يريد من ايران أن يخضع للإملاءات والمعايير التي يؤمن بها الغرب ،ونحن لدينا تعاملاتنا الخاصة في ما يخص حقوق الانسان ولسنا مستعدين لقبول ما يتم إملاؤه علينا لهدف النيل من استقلالنا وهذا مرفوض لدينا.

س- اغتيال الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في مطار بغداد بنظر طهران هو من المصاديق البارزة لنقض حقوق الانسان من قبل الغرب ،كيف ترون ذلك؟

ج- حقوق الانسان تبدأ من حق الحياة وعندما نسلب شخصا ما حقه بالحياة فنحن نتعدى على اهم حقوقه ،وهذا ما فعلته اميركا عبر نقض حقوق الانسان وقيامها بجريمة واعتداء رسمي دون النظر الى المواثيق الدولية الخاصة بهذا الأمر ،وقد اتهمت الممثلة الاممية اغنيس كالامار أميركا بأنها ارتكبت جريمة لا يمكن السكوت عنها .

س- ماذا حول الشكاوى التي قدمتها ايران بشأن اغتيال الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس؟

ج- ايران والعراق لديهما الصلاحيات لمتابعة الملف ،العراق لديها شهداء كانوا يحملون الجنسية العراقية ،وهناك البعض لديه الجنسية الايرانية والسلطة القضائية هنا وفي العراق اتخذت الاجراءات المناسبة لمتابعة الملف ،وقد حصل اتصال بين رئيسي السلطة القضائية في البلدين للتأكيد على ضرورة متابعة الملف قضائيا بشكل مستقل ،وقد اصدرت ايران قرارا بمتابعة 36 اميركا من المتورطين بهذه الجريمة وقد قمنا بخطوات في هذا المجال على المستوى الدولي .

س- ألا يعتبر التطبيع الاماراتي الاسرائيلي نقضا لحقوق الانسان وتجاهلا كاملا لحق الشعب الفلسطيني برأيكم؟

ج- ما حصل بين الامارات والاحتلال هو مشروع مستمر وليس بالجديد والمؤشرات كثيرة على ذلك وهذا لن يعطي المشروعية للكيان الصهيوني وهو ما لم تحققه منذ 70 عاما ،ونحن نأسف للشعب الاماراتي الذي يتحمل هذا المهانة فهذه الخطوة لن تجلب الفائدة للصهاينة بل تشوه سمعة الامارات وهذا مؤسف .

س- اين هي قضية الاتفاق النووي من هذا الأمر وهل يحق للطرف المقابل ان يعترض على الاتفاق كما فعلت اميركا؟

ج- بالتأكيد لا ،ايران في المجال النووي تعمل ضمن القوانين الدولية وما يزعج الغرب هو ان ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية استطاعوا مواصلة المسيرة النووية دون الاستعانة بالغرب الذين قاموا بفرض العقوبات على ايران بعد ذلك للقول ان من يتكئ على نفسه سيواجه المشاكل لكن رغم هذا واصلنا طريقنا وسجلنا انجازات كبيرة في هذا المجال وعنجما رأوا بأنهم غير قادرين على الوقوف امام ايران فرضوا العقوبات في ميادين عديدة لا علاقة لها بالمسألة النووية .

س- هل يمكن ان يرى العام توحيدا لفكرة حقوق الانسان أم هذا من المحالات؟

ج- الميزة الرئيسية التي نواجهها اليوم هي ان مصالح جماعات صغيرة تحكم البلدان المختلفة تمنع توحيد المعايير الحقوقية ،فمثلا خلاف ايران مع بعض الدول الغربية ناشئ من هذه النقطة ،ونرى اميركا التي تستخدم حقوق الانسان كأداة لمهاجمة البقية كما يحدث في فلسطين حيث تدعم اميركا الصهاينة ضد شعب اعزل ،وايضا ما يحصل في اليمن وعدوان السعودية واعوانها عليها دون ان ينتقد الغرب ذلك وما الى ذلك ،ونحن نؤمن ان جبهة الحق ستنتصر في النهاية