طبعوا ما اردتم.. ولكن لا تقتلوا القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب  

طبعوا ما اردتم.. ولكن لا تقتلوا القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب  
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

لا يخفى على أحد أن القضية الفلسطينية عاشت في وجدان الشعوب المسلمة والعربية منذ لحظة إطلاق وعد بلفور مرورا بدأ الصهاينة مشروع احتلالهم للأراض الفلسطينية وصولا إلى يومنا هذا.  

العالم نبض السوشيال

وسكنت القضية الفلسطينية في قلوب الشعوب العربية والمسلمة لسنوات طويلة، حيث باتت مناصرة القضية الفلسطينية معيار الشعوب العربية لصلاح أو عدم صلاح حكامهم، ورغم أننا بدأنا نشد بعض حركات التطبيع الحزرة من قبل بعض الحكومات العربية بعد اتفاقية السلام التي وقعها انور السادات مع الكيان الإسرائيلي، إلا ان هذه الحركات كانت تتسم بالسرية التامة وتتصاحب من نفي هذه الحكومات المطلق لهذا الموضوع وهذا تفاديا للردة الفعل الشعبية التي يمكن ان تحدث جراء ذلك.

ولا شك أن الصهاينة وداعميهم فهموا هذه المعادلة جيدا، فقاموا بالتوجه للعمل من خلال القوة الناعمة لإخراج القضية الفلسطينية من أولويات الشعوب المسلمة والعربية من خلال وسائلهم الإعلامية ومن خلال استثمار الضغوط والمشاكل التي تعرضت لها هذه الشعوب خلال السنوات الماضية، ويمكن القول أن مشروع التطبيع الذي اعلن بين الامارات والكيان الإسرائيلي كان بالحقيقة تتويج لعملهم الذي استمر لسنوات.

وما لا يختلف عليه أحد من الشعوب العربية هو ان هذه التطبيع لا يمكن وضعه إلى في إطار الخيانة لقضية الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والمسلمة وان كان الافصاح عن هذه الحقيقة يبدوا صعبا في ظل الجوا الحاكم في بعض البلدان العربية، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي عرضت جزء طفيف من الرفض الشعبي لهذه الخيانة للقضية والشعوب.

وبعيدا عن الحديث عن البحث عن الدولة العربية الثانية التي ستقوم بإعلان التطبع مع الكيان الصهيوني وان كانت هذه الدولة هي السعودية أم البحرين أم غيرها فإننا نشهد حركة خطيرة جدا في حق القضية الفلسطينية ألا وهي محاولة قتل القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية، وذلك من خلال ترويج الكتروني موجه لأن القضية الفلسطينية هي قضية ثانوية للشعوب العربية، وخروج بعض المغردين العرب الموجهين للحديث عن أن هذه القضية لسيت قضيتنا.

وقد برز هذا الموضوع من خلال عدد التغريدات عبر وسائل التواصل الإجتماعي لشخصيات معروفة نوعا ما، ومن ما جاء في هذا الاطار كانت تغريدة الكاتب السعودي تركي الحمد على تويتر قائلا "ببساطة.. فلسطين ليست قضيتي"، وكتب: "ولو كنت مكان السعودية، لطبعت منذ اليوم..سيدي سمو الأمير محمد، طبع،فكل غضب العرب زوبعة في فنجان. تهودت القدس فماذا فعلوا، لا شيء.. هم لا يريدون حل القضية.. هم يريدون استمرار المظلومية والنوح على الهيكل، صدقني، هم وشيعة حزب الله لا يستحقون الاحترام"، ورغم أن الردود التي وردت على هذه التغريدة في معظمها مناهضة ومنتقدة لوجهة النظر هذه، إلا أن من يتابع الوجه الصهيوأميركي الذي يمكن قراءته من الابواق المشتراة لخدمة قضيتهم يدرك ان هناك توجيه للزباب الإلكتروني لمحاولة اقتلاع القضية الفلسطينية من وجدان الشعوب العربية والمسلمة وهذا ما يمكن اعتباره أخطر من خطوة التطبيع بحد ذاتها.