شاهد.. الملايين حول العالم يستعدون لاحياء ذكرى عاشوراء

السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

يحيي أتباع أهل البيت عليهم السلام، في شتى أنحاء العالم يوم العاشر من محرم الحرام وذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم الإمام الحسين عليه السلام، بعد 10 أيام من مراسم تكتنفها الحزن والألم، وقد أقيمت مراسم هذا العام، بأجواء مختلفة في ظل تفشي وباء كورونا، ورعاية البرتوكولات الصحية الخاصة بذلك.

العالم - خاص بالعالم

العاشر من محرم الحرام وبعد عشرة أيام من الحزن والألم تبلغ مراسم إحياء ذكرى استشهاد سبط الرسول الأكرم الإمام الحسين عليهما الصلاة والسلام ذروتها في شتى أنحاء العالم، مع استكمال الاستعدادات على اختلافها لاحياء المناسبة خصوصا عند مرقده الطاهر في كربلاء المقدسة جنوبي العراق.

وبالرغم من إن وباء كورونا هذا العام، منع في بعض الدول اقامة المراسم الجماعية، وباعد في بعضها الاخر المسافات بين المعزين، الذين اكتفوا بإحياء الذكرى في المساحات المفتوحة رعاية للبرتوكولات الصحية، إلا أن قلوب هؤلاء الموالين كانت قريبة ومرتبطة بإمامها الشهيد.

ذكرى عاشوراء، وأهمية إحيائها، تتجلى من كونها ثورة حياة وعزة وكرامة واباء وعطاء ووفاء وبناء ثورة إصلاح لتحقيق العدالة والحرية الانسانية.

هي ثورة حية خالدة، ذات أهداف سامية، بفضل مبادئ وقيم ومواقف وتضحيات قائدها الإمام الحسين عليه السلام، الذي مثل الامتداد الطبيعي لفكر جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الاصلاح والتطوير، وبناء الانسان لدرجة استبق الرسول الاعظم الاحدث بعقود ليقول “الحسين مني وأنا من الحسين”.

من هنا فإن احياء مراسم عاشوراء، لا يمكن أن يتم بدون التركيز على ذكر اهداف ومفاهيم الثورة الحسينية التي تتطلبت هكذا بطولات وتضحيات تاريخية تحولت الى مدرسة لكل طلاب الحرية والاصلاح في العالم.

فالإمام الحسين ويوم خروجه من الحجاز متوجهاً إلى العراق في السنة الحادية والستين للهجرة، لم يسع إلى السلطة أو لتحقيق الجاه أو المقام وقد عرضت عليه الكثير من المغيرات في هذا المجال، لأن الهدف أكبر من ذلك وقد أعلن منذ اليوم الأول لخروجه مبدأ ثورته، بالمقولة الشهيرة :" إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي".

واول اساس هذا المبدأ، رفض الحاكم الفساد غير الكفؤ، مهما كلف الثمن، لان الانحراف الذي يمكن ان يحدثه مثل هكذا حاكم سيكون له تحول سلبي وامتداد تاريخي مكلف جدا للامة.

وقد أثبت المؤرخون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية أن يزيدا كان حاكما منحرفا، فاسدا ووجوده ضرب جذور المجتمع ومس بجوهر الاسلام وبالرسالة النبوية الشريفة، وعليه كانت ثورة الحسين عليه السلام التي احدثت تحولا مضادا حاول احداثه يزيد بن معاوية.