تعاون إيران مع الوكالة سيحول دون عودة العقوبات الأميركية

الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

أكد أستاذ العلوم السياسية د.علي فضل الله أن العودة التلقائية للعقوبات الأميركية ضد إيران على هامش الاتفاق النووي سوف لن تحدث إلا إذا صدر قرار من الوكالة الدولية بانتهاك إيران للاتفاق، بينما هناك توجه إيجابي للتعاون بين إيران والوكالة على خلاف المرحلة السابقة، كما أن كل تقارير الوكالة تؤكد التزام إيران.

وقال على فضل الله إن تجربة إيران مع الأمم الممتحدة وأجهزتها الرئيسية هي تجربة طويلة وجديرة بالدراسة، مشيرا إلى أنه وفيما يتعلق بالعقوبات وبالموضوع النووي فإن لدى إيران تجربة استمرت لسنوات.

وأوضح أن هناك تفاوض استمر ما بين 12 إلى 13 سنة بين إيران و 5+1، كما صدر عن مجلس الأمن 6 قرار عقوبات، بينما ستفرع سلة من هذه العقوبات في 18 تشرين القادم.

ولفت إلى أنه وبعد أكثر من سنتين من انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي تبين لأميركا أن هذا استثمار خاطىء بشكل كامل، وأضاف: واليوم يتحدث بومبيو بشكل غريب عن أنه من 20 أغسطس إلى 20 أيلول يجب أن يكون هناك حل لهذا الموضوع.

وأكد على فضل الله أن هذا النمط من التعاطي الأميركي يشكو منه كل العالم، مبينا أن مفوضية السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تعتبر الاتفاق النووي إنجازا.

وأوضح أن الجهاز الأوروبي كان له دور كبير في الاتفاق النووي، وهو يعتبر إنجازا أوروبيا إلى حد كبير، حيث عملوا من أجله سنوات طويلة.

ولفت إلى أن العودة التلقائية للعقوبات أمر غير ممكن، لأن النصوص واضحة في هذا الأمر، حيث أن إيران لديها الكثير من القانون وربما القليل من القوة من خلال العلاقات، وأميركا بالعكس، وقال: إن العودة التلقائية لن تحدث، إلا إذا صار تأكيد دولي من خلال الوكالة الدولية للطاقة، أي صدر قرار منها بأن إيران انتهكت الاتفاق النووي

وأكد أنه فيما كان رئيس الوكالة الدولية للطاقة غروسي في إيران مؤخرا فهناك توجه إيجابي أيضا للتعاون بين إيران والوكالة على خلاف المرحلة السابقة، كما أن كل تقارير الوكالة تؤكد التزام إيران.

من جانبه الأكاديمي والباحث السياسي روح الأمين سعيدي أكد أن ما يحدث في مجلس الأمن الدولي الآن هو أبعد كثيرا من قضية إيران وأميركا ما يظهر أن القوة الأميركية في النظام الدولي تراجعت كثيرا، مشددا على أن العقوبات القصوى هي الورقة الوحيدة التي بقيت بيد أميركا أمام إيران.

وقال سعيدي إن ما يحدث في مجلس الأمن الدولي الآن هو أبعد كثيرا من قضية إيران وأميركا، وهو يظهر أن القوة الأميركية في النظام الدولي تراجعت كثيرا جدا بالنسبة للعقود السابقة.

وأوضح أن أميركا لا يمكنها الآن استغلال المؤسسات الدولية كما كانت في السابق، فهي باتت لا تستطيع أن تفرض اليوم إرادتها على مجلس الأمن وتفشل، وتعارضها كل الدول، كما أنه وفي قضية الكورونا لم تقف منظمة الصحة العالمية إلى جانب أميركا وهددت واشنطن بالخروج منها.

وأكد أن كل هذه هي رسائل هامة للمؤسسات الدولية تؤكد أنه لا يمكن أن تكون خادمة لأميركا ويجب أن تكون هي من يقول كلمة الفصل.

وفي جانب آخر أشار سعيدي إلى أن ما طرحه بومبيو بأن يعيد في غضون 15 يوما المقاطعات التي يفرضها مجلس الأمن هو خدعة سياسية، وقال إن بومبيو سوف لن يستطيع من تحقيق ذلك، لأن أوضاع مجلس الأمن خاصة في الأيام الأخيرة تؤكد الهزيمة الأميركية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تجمع آراء أعضاء مجلس الأمن، لأن الأوروبيون والصين وروسيا لم يواكبوا أميركا، مشددا على أن العقوبات القصوى هي الورقة الوحيدة التي بقيت بيد أميركا أمام إيران.

وقال الأستاذ في معهد الشرق الأوسط د.حسن منيمنة إن ما جرى في مجلس الأمن بشأن الاتفاق النووي مع إيران إنما يشكل انتكاسة حقيقية للدبلوماسية الأميركية، حيث باتت أهلية الولايات المتحدة مطعون فيها لخروجها من الاتفاق النووي.

وقال حسن منيمنة إن ما جرى في مجلس الأمن هو انتكاسة حقيقية للدبلوماسية الأميركية، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي عجزت في المرحلة الماضية لاعتبارات ذاتية، حيث عجزت عن إقناع الشريك الأوروبي بصواب هذه الرؤية.

وأضاف: لا بل أكثر من ذلك داخليا لم تفلح الإدارة في إقناع الديموقراطيين بشكل كاف بذلك، مايفتح المجال بعد الانتخابات في حال فشل ترامب بالحصول على ولاية ثانية، أمام تداعي السياسة الأميركية إزاء إيران.

وقال إنه وفيما يتعلق بمجلس الأمن هناك التباس مبينا أن الشروع بالإجراءات التي ابتدأ بها بومبيو كان يتطلب أن تكون الولايات المتحدة جزءا من الاتفاق فيما هي قد خرجت عنه، وقال: بالتالي فإن الرفض الذي جاء من مجلس الأمن مبرر، ويعني أنكم ليست لديكم الأهلية للتقدم بهذا الطعن طالما خرجتم من الاتفاق.

وأشار إلى أنه وفي المقابل فإن منضومة العقوبات التي تفرض تلقائيا في حال لم يصوت مجلس الأمن على الاستمرار لا تزال قائمة، وبالتالي فإن تصويت مجلس الأمن على الاستمرار مستحيل طالما أن للولايات المتحدة حق نقض، أي أن باستطاعتها أن تنقض الاستمرار.

وأضاف أنه وفي ظل هذه الحالة: سنكون بالتالي أمام حالة ملتبسة، بينما إيران ملتزمة ومن وجهة نظر دولية بالاتفاق النووي، والولايات المتحدة التي خرجت من الاتفاق تعاقب إيران بسبب ما من خلال التصويت لعدم السماح باستمرار رفع العقوبات.

وبين أن الصراع بذلك سوف يكون قانونيا وعلى النصوص بين الولايات المتحدة وسائر المجموعة الدولية، فيما أن أهلية الولايات المتحدة بأن تباشر بهذه الإجراءات بات مطعون فيها لأنها خرجت عن خطة العمل المشتركة أي الاتفاق النووي.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5138286