هرولة الأنظمة الخليجية تستدعي توحدا فلسطينيا لإنقاذ القضية 

هرولة الأنظمة الخليجية تستدعي توحدا فلسطينيا لإنقاذ القضية 
الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

شكلت هرولة عدد من الدول العربية إلى تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال دافعا لملف تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، حيث ان تعاون كل الفلسطينيين في تصليب جبهتهم الداخلية وتجاوز الخلافات اضحى ضرورة قطعية لإنقاذ قضيتهم. 

العالم - كشكول

وجاء تشكيل هذه القيادة تنفيذا للقرارات الصادرة عن اجتماع الأمناء العامين الذي عقد في رام الله – بيروت الأسبوع الماضي، حيث يأتي هذا القرار الجريء ضمن إطار مضي المرجعيات الفلسطينية لتحويل حالة الرفض لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية إلى خطوات واقعية، فعلى ما يبدوا ان الفصائل والقوى الفلسطينية كافة متفقة على البدء بتنفيذ كل مخرجات اجتماع الأمناء العامين.

توحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية يعتبر ضرورة ماسة في ظل الوضع الراهن وما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات اغتيال من قبل بعض الأنظمة العربية بمباركة ترامب الباحث عن انجازات للبقاء في البيت الأبيض خلال الانتخابات المقبلة التي تبدوا صعبة أمامه في ظل الإخفاقات الكثيرة التي تلاحقه.

وحمل البيان الأول للقيادة الموحدة عبارات مفتاحية تحدد بشكل كبير الاستراتيجية الفلسطينية لمواجهة حركة التطبيع التي من الممكن أن تنضم لها دول عربية أخرى في الوقت القريب القادم، حيث دعت القيادة لتفعيل المقاومة الشعبية تحت راية فلسطين، ضد الكيان الاسرائيلي مع تشكيل لجنة لقيادتها وأخرى لتقديمِ رؤية لإنهاء الانقسام، وهذا يمكن اعتباره نقطة تحول جديدة في المواجهة مع الكيان الإسرائيل، نقطة من الممكن ان تضع الكيان أمام تحديات وجودية في وقت قريب.

القيادة ايضا أكدت أنّ تلك الخطوة تأتي كتعبير عن رفضِها الحاسم لرفعِ علمِ الاحتلال والقتل والعنصرية على سارية الذل في أبو ظبي والمنامة، وهذا التصريح الفلسطيني الموحد من شأنه ان يفرغ الادعاءات الإماراتية فيما يتعلق انها مهتمة بحلحلة أمورف الفلسطينيين، وأنها لتعلم لصالحهم.

القيادة الموحدة حاولت ايضا استنهاض الأحرار المدافعين عن القضية الفلسطينية حيث دعت لاعتبارِ الجمعة المقبل يوم حداد ترفع فيه الأعلام السوداء في كل الساحات والمباني والبيوت، وتقرع أجراس الحداد في الكنائس، وتلقى خطبةُ الجمعة رثاءً للأنظمة، داعية الجاليات الفلسطينية والعربية للتظاهر أمام سفارات أميركا والامارات والبحرين.

إذا فالموقف الفلسطيني يبدوا اليوم موحدا أكثر من أي وقت مضى، وهذا التوحد من شأنه ان يقف بشكل حاسم أمام حركة التطبيع لبعض الأنظمة العربية كما يقف بوجه الماكينة الإعلامية التي تحاول التسويق لهذا التطبيع وتقديمه للشعوب العربية على انه انجاز يصب في النهاية بمصلحة الفلسطينيين، فهذا التطبيع لا يصب إلا بمصلحة الكيان وترامب.