العالم – يقال ان
كان واضحا للجميع، حتى اولئك الذين لا يفقهون شيئا عن لغة الجسد، ان ابن زايد والزياني كانا يتحركان وفقا لاشارات المدرب الامريكي، كما هو حال اي مدرب للحيوانات في إي سيرك، فالحيونات تقوم بحركات يعتقد المشاهد انها تقوم بها بإرادتها او عن فهم وادراك، بينما الحقيقة ليست كذلك، فالحيوانات تقوم بحركات لا تفهم مغزاها ولا تعرف معناها ولاحتى لماذا تقوم بها.
كان واضحا ايضا ان ما جرى امس في البيت الابيض لم يكن سوى دعاية انتخابية لترامب الذي يعاني بسبب سوء ادارته وكذبه وفساده الاخلاقي والسياسي من "فقر شعبي حاد" جعله يتخلف بفارق كبير عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في استطلاعات الراي، فكان لابد من إستخدام كل ما في جعبته من أدوات، فلم يجد الا ابناء زايد وابناء خليفة، فاستدعاهم، فحضروا، ووقعوا، دون ان يشعروا كما يشعر اي انسان ، بوغزة في ضمير، او نبضة في عرق كرامة، او غيرة على شرف، بينما كان الراعي لا يكف عن هشهم كما تهش الاغنام، فكانوا يرسمون على وجوههم ابتسامات بلهاء علامة على الرضا بما يُفعل بهم.
كان اكثر من واضح، ان ترامب إستخدم ابناء زايد وابناء خليفة كمهرجين في سيركه عسى ولعل ان يرسم الضحكة على وجوه الامريكيين الذين عبسوا في وجهه ، بعد ان خذله فيروس كورونا، واطاح به سوء عمله، وغلب طبعه السيىء على تطبعه، ولكن مهما بلغت خدمات ابناء زايد وابناء خليفة للرعي الامريكي، فأنها لن تغير شيئا من واقع الحال في امريكا التي تعصف بها كورونا والعنصرية والحرائق والبطالة والازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الداخل، بينما باتت منبوذة ومعزولة حتى من اقرب حلفائها في الخارج.
الخاسر الاكبر في حفل الدعاية الانتخابية اذتي اقامه ترامب، هو ابناء زايد وابناء خليفة ومن ورائهم ابناء سعود، فخسارة ترامب لن تكون اكثر من عدم اعادة انتخابه وذبحه بعض أغنامه، وخسارة نتنياهو لن تكون اكثر من سنوات يقضيها في السجن، اما خسارتهم فهي العار الابدي والخزي في الدنيا والاخرة، وستبقى لعنة التاريخ وشعوبهم وشعوب العرب والمسلمين وجمع احرار العالم تطاردهم، بعد ان ذبحهم ترامب ليعالج بهم "فقره الشعبي الحاد".