النونو: الرد على التطبيع سيكون من خلال هذا التحالف

الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش

اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو ان تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الاسرائيلي تاتي في ايطار تنفيذ صفقة القرن لتحقيق مصالح الرئيس الاميركي ورئيس وزراء كيان الاحتلال الشخصية، ومن هنا تظهر ضرورة ايجاد تحالف اقليمي دولي اوسع في مواجهة هذا المخطط تكون للمقاومة دورا بارزا فيه . 

العالم- خاص بالعالم

قال النونو في لقاء مع قناة العالم عبر برنامج "ضيف وحوار" من الواضح ان التطبيع ليس خطوة منعزلة عما يجري ترتيبه في المنطقة ككل والمقصود هو جزء من تطبيق صفقة القرن ورؤية ترامب لمنطقة الشرق الاوسط هذا التطبيع يحمل عدة اوجه. الوجه الاول: هو اعادة صياغة العلاقات في هذه المنطقة بحيث احداث شكل من اشكال التحالف او ما كان يطلق عليه بالناتو العربي او الناتو الاقليمي بحيث تكون اسرائيل هي جزء من الناتو في ايطار تغيير مصفوفة الاصدقاء والاعداء في ايطار مصفوفة الاحلاف الجديدة بمعنى دمج الاحتلال في المنطقة".

واضاف: "النقطة الثانية : انهاء كل آمال وتدمير القضية الفلسطينية، صفقة القرن تتعامل مع ابجديات واسس القضية الفلسطينية المتعلقة بالارض فيما يتعلق بالضم وانهاء القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين و القدس. الان التطبيع يضرب المحيط العربي الذي كان من الممكن ان يسجل الحاضنة والعمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية الان تتحول بعض الدول العربية من دعم القضية الفلسطينية الى التحالف مع الكيان الاسرائيلي. ونحن نعتبر هذا الامر كارثة سياسية خطيرة جدا للمنطقة لانه يكرس للاحتلال الهيمنة والسيطرة على هذه الدول".

وحول سرعة تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الاسرائيلي قال النونو: "هذه السرعة تعكس الضغط الاميركي لانه واضح ان الرئيس ترامب يريد ان يستفيد باقصى حالة من فرض التطبيع ورؤيته على المنطقة لاحد الاحتمالين: الاول قد لا يبقى طويلا في داخل البيت الابيض والاحتمال الثاني يريد ان تقوي هذه المشاريع حظوظه في العودة لنيل مدة رئاسية ثانية في الولايات المتحدة. ايضا نتانياهو يضغط في هذا الايطار من اجل تعزيز اوضاعه الداخلية في مواجهة خصومه في ظل الواقع المهترئ داخل الكيان الصهيوني. السبب الثاني: قيام عملية تخويف (الدول العربية) من المحيط وانها بحاجة الى الكيان وهناك عمليات ضغط زيادة على هذه الدول العربية وهذه هو السبب الذي ادى الى ذلك وكان احد عوامل المساعدة ( في استمرار التطبيع) هو عجز الدول العربية في اتخاذ قرار واحد جمعي في ادانة قرار الامارات التطبيعي خلال جامعة الدول العربية وهو امر ساعد دول اخرى كانت مترددة تنتظر موقف رسمي ان تحذو حذو الامارات".

وحول قرار الجامعة العربية الاخير حول فلسطين قال المستشار الاعلامي والسياسي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس : "من الواضح ان الجامعة العربية ليس فقط انقلبت على ذاتها وانما انكفئت على مبرر وجودها بحيث تكون رافعة لقضايا الامة العربية ومساندة لقضايا الامة العربية. اليوم الجامعة العربية بدأت تعطي غطاء وتسويغ مشاريع لمزيد من الهيمنة ومزيد من السيطرة للكيان الاسرائيلي بدلا من مواجهته . هذا يفرض علينا- خلال الرؤية الاستراتيجية التي تحدث عنها رئيس الحركة خلال اجتماع الامناء العموم- عن ضرورة ايجاد تحالف اقليمي دولي اوسع في مواجهة هذا المخطط. والبناء على محور المقاومة ومحور رفض هذه المشاريع الصهيونية في المنطقة وهذا لا يعني ان نكون في حالة عداء مع دول عربية اخرى بل في حالة عداء مع المشروع الصهيوني ومع الهيمنة الصهيونية على مقدرات وسياسات المنطقة ودولها ".

وردا على سؤوال على حول اجتماع الامناء العموم ومداولات وجود حماس وقوى المقاومة في اجتماع بيروت وهذا الرد السريع على التطبيع صرح طاهر النونو: " نحن امام واقع جديد فرضه المشهد السياسي الراهن سواء هذا الواقع هو التطبيع او ضم الاراضي الفلسطينية او صفقة القرن هذا الواقع فرض علينا المزيد في الانطلاق نحو توحيد المواقف. الاجتماع الامناء العموم في ذاته هو نقطة ايجابية وكان متفق عليه في اجتماع القاهرة 2011 وللاسف لم يعقد الا مرة واحدة في ذلك العام وتم تجاوزه في اللقاءات الماضية. النقطة الثانية هو انه كانت هناك 3 نقاط التقاء كانت خلال هذا الاجتماع الموقف من صفقة القرن، الموقف من التطبيع والامور الفرعية التي تتعلق بالقدس، والموقف من قضية الانروا ومحاولة انهاء دورها. وهذا الالتقاء حقق خطط الى الامام، كان هناك اتفاق على آليات وهي تشكيل اللجان الـ3 وقد تم تشكیل اولها وهي لجنة المقاومة الشعبية وتفعيل هذه المقاومة وكانت خطوة في اتجاه الامام. ايضا كان هناك دلالة سياسية لهذا الاجتماع وهي انه عقد في مكانين عقده داخل الوطن في رام الله وعقده في عاصمة الشتات الفلسطيني في منطقة تعتبر ثاني اكبر منطقة تجمع فلسطيني بجوار عاصمة الثورة ومخيمات اللاجئين في جنوب لبنان. وكان الارتباط بين داخل الاراضي المحتلة واللاجئين الفلسطينيين في عاصمة الشتات امرا مميزا، خاصة ان لبنان وبيروت هي عاصمة المقاومة ولاننسى دور المقاومة وحزب الله في الجنوب واجباره الاحتلال على الرحيل على وقع ضربات المقاومة. هذا الربط الثلاثي بين اللجوء والارض المحتلة والمقاومة كان له اشارات مهمة وهي الانطلاق في سبيل تحقيق الرؤية الاستراتيجية التي تحدث عنها رئيس الحركة ".

وحول جولة اسماعيل هنية في لبنان ولقائه بالسيد حسن نصرالله قال النونو: "العلاقة مع حزب الله علاقة استراتيجية ممتدة الى عشرات السنين وليس وليدة اليوم، لكن هذا اللقاء الاول ما بين رئيس المكتب السياسي و حسن نصرالله الامين العام. بالتاكيد هذا اللقاء يفتح المزيد من افق التعاون، العمل المشترك، التوافق في الرؤى، والتفكير الاستراتيجي باتجاه مواجههة الاحتلال ولايمكن مواجهة الاحتلال في اي لحظة من اللحظات الا عن طريق كل مكونات جبهة المقاومة والممناعة. (بالتاكيد في اللقاء الذي جرى) كان هناك توافق على تعزيز العلاقة الثنائية وتطوير العمل المشترك ما بين حركة حماس وحزب الله".

وقال : "على رغم من سوء المشهد الراهن و سواد مشروع التطبيع و مشروع صفقة القرن الا انه حمل في ذاته التاكيد على نقطة مهمة وهي ان الخيار الاول والاخير امام الشعب الفلسطيني وامام الامة العربية والاسلامية ايضا، هي مقاومة هذا الاحتلال وهو لايفهم الا هذه اللغة. فالمقاومة الوحيدة هي التي تستطيع فرض معادلاتها وتحقيق انجازات للشعب الفلسطيني، وجربنا ذلك في غزة ونحن الان في الذكرى الـ15 لرحيل الاحتلال عن قطاع غزة وفي 2006 كان نجاح المقاومة وحزب الله"، مضيفا:" المقاومة اليوم هي الخيار الوحيد للتعامل مع كيان الاحتلال في ايطار مشروع نسميه المقاومة الشاملة بكل مستوياتها على راسها المقاومة المسلحة بما فيها المقاومة الشعبية، السياسية، القانونية والاعلامية بكل مستويات نستطيع الانجاو فقي مواجهة الاحتلال".

وردا على سؤوال حول هل يتوقع التحام بين المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية والقانونية التي تقودها السلطة الفلسطينية على اعتبار انه نفذت كل الاوراق في يد محمود عباس قال المستشار الاعلامي والسياسي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس : "نحن نؤمن ان المقاومة كانت وستبقى هي الخيار الاساس للشعب الفلسطيني. نقول اليوم- حتى لو لم نصل الى هذه المرحلة قريبا -نقول ان الاتفاق على المقاومة الشعبية والقانونية والسياسية في هذه المرحلة هو مهم ويمكن ان يؤدي شرارة المقاومة المسلحة وفق الآليات التي يتفق عليها ووفق الازمنة المتفق عليها ايطارالتوافق القيادي للشعب الفلسطيني".

وتابع: "الانقسام سيزيدنا خسارة والاختلاف في الآليات ستضعفنا لابد من توزيع الادوار فيما بيننا وتكامل في ايطار المشروع لنحقق محاولات تصفية القضية الفلسطينية".

وحول تصريحات وزير خارجية البحرين ان التطبيع يعزز التعايش السلمي رد طاهر النونو: " ان هذا الخطاب السياسي مثير للشفقة والسخرية وهو يوحي وكأن المعارك كانت محتدمة بين البحرين والاحتلال الاسرائيلي والان يجب ان اصوات البنادق ان تهدأ حتى يعلو صوت السلام. هذه محاولة لخداع الراي العام وبالمناسبة الشعب البحريني رايناه في مظاهرات وهو يتظاهر ضد هذا الاتفاق لاننا ندرك ان الشعب البحريني في واد والاتفاق في واد أخر. واضح ان هذه الجمل اُتُفِق عليها في البيت الابيض في ايطار سياسي معينة وهي في ايطار بعيد عن الشعب الفلسطيني وليس له علاقة بالمشروع الوطني العربي او المشروع القومي العربي بل انه مشروع للاسف سيؤدي الى مزيد من التوتر في المنطقة ومن قام بالتوقيع على هذه الاتفاقات سواء الامارات او البحرين نحن على ثقة انه في المستقبل سيكونوا اول الخاسرين".

وفي نهاية الحديث اكد المستشار الاعلامي والسياسي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس:"ان المقاومة الفلسطينية في غزة دائمة ستكون يدها على الزناد مستيقظة ويقظة وانه لا يوجد اي اتفاق يمكن ان توقع عليه المقاومة وتتفق عليه المقاومة يمس ولو بمليمتر واحد سلاح المقاومة او تطوير المقاومة. المقاومة في تطور مستمر في سلاحها و قوتها وادائها وادواتها وقدرتها على ايذاء الاحتلال ونقول للاحتلال وكل من يفكر ان يمس الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم المقاومة في قطاع غزة مختلفة تماما في كل الجولات السابقة وجاهزيتها واستعدادها وقدرتها على ايلام العدو اكبر بكثير عما يتخيل الاحتلال نفسه وسنبقى نطور هذه المقاومة وصلا الى لحظة التحرير".