مواجهات ضارية تشهدها اميركا.. والغلبة للأكثر تنمرا

مواجهات ضارية تشهدها اميركا.. والغلبة للأكثر تنمرا
الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

تشهد الولايات المتحدة الاميركية حربا ضروسا على مستوى مرشحي الحزبين الرئيسين للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، دونالد ترامب وجو بايدن، حرب كلامية وتبادل اتهامات، وصلت في بعضها الى التعدي والتنمر على الاخر.

العالم - كشكول

الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يصر على تسمية خصمه الرئاسي بايدن "بالنائم"، يصر كذلك الامر على ان بايدن مدمن على المخدرات، وكرر خلال الاسابيع الاخيرة مطالبته باجراء فحوصات تتعلق بتعاطي المخدرات لجو بايدن، وكتب ترامب على "تويتر" الأحد بأنه مصر على "طلب إجراء تحليل مخدرات لجو بايدن "النائم"، قبل أو بعد المناظرة الرئاسية بيني وبينه مساء الثلاثاء".، وقال ترامب بأن "آداء بايدن في المناظرات يكون غير متزن، ولكي يصبح معتدلا فإن السبيل الوحيد لذلك هو تناول جرعة من المخدرات، وأن المخدرات وحدها هي التي يمكن أن تكون سببا في التفاوت الظاهر في الآداء". إلا أنه أكد بموافقته على اجراء اختبار مماثل له ايضا.

اتهامات ترامب لبايدن لم تكن دون رد من الاخير، الذي صر هو الاخر على اعتبار ترامب "زير نساء"، ويكرر انتقاده لعلاقات ترامب المشبوهة مع النساء، وان النساء سوف تخرجه من البيت الأبيض؛ كلام بايدن لا يخفى على أحد، فمنذ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، تم الكشف عن كثير من ممارساته المشبوهة مع النساء وفضائح علاقاته ورزائله، كما خاض محاكم عدة في قضايا رفعتها ضده نساء، قلن أن ترامب احتال عليهن.

المواجهات الكلامية بين المرشحين لم تقتصر على ذلك فحسب، فقد تبادلا منذ اعلان حزبيهما مرشحين للرئاسة اتهامات عدة، فقد ركز ترامب في هجومه على بايدن بسياسة تخويف وارهاب الناخب الاميركي من "خطورة" فوز بايدن، وقال انه سيحول اميركا الى فنزويلا اخرى، وأنه كان جزء من قرارات فاشلة على مدى عقود، وأنه ضعيف ولا يملك ملكة القيادة، وقال انه لم يستطع وقف الحروب، متناسيا الحروب التي شنتها ادارته وتلك التي ورثها عن سلفه باراك اورباما واستثمر فيها.

أما بايدن فقد ساق عدة انتقادات وحملات كلامية ضد ترامب، وأكد أنه أول عنصري وأن اميركا هي من تدفع ثمن بقائه في البيت الابيض وانه يؤصل للعنف والفوضى في البلاد، وأن اخطاءه كارثية، صفات ونعوت عدة اطلقها بايدن على ترامب كالمهرج والاحمق، إلا أنه ذهب أبعد مما ذهب إليه ترامب، حين اعتبر بايدن أن ترامب من خلال ممارساته وقراراته قد يضيّع كوكب الأرض بأسره، في اشارة الى الاتفاقيات الدولية التي خرج منها، لا سيما اتفاقية باريس للمناخ.

معركة سياسية امتياز، وحرب كلامية، هي بالاصل عبارة عن محاولات لتهيئة الأرضية للناخب الاميركي قبل المناظرات الثلاث المرتقبة بين الطرفين، إلا أنها وبلا شك حرب اقل ما يقال عنها أنها اراقت وجه اميركا امام العالم، وضعت اميركا في موضع حرج، داخليا وخارجيا، ودفعت بالبلاد إلى حالة من الاحتقان الحزبي.

ابراهيم شربو