العقوبات الامريكية على شخصيات سورية منهج قطاع الطرق في الادارة الامريكية 

العقوبات الامريكية على شخصيات سورية منهج قطاع الطرق في الادارة الامريكية 
الخميس ٠١ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

لا يخفى على أي متابع للسياسات الامريكية في العالم، ان من يحكم هذه الدولة هو منطق وعقلية اللصوصية وقاطع الطرق، نعم يا سادة الولايات المتحدة الامريكية تحكم من خلال قاعدة ثابتة تؤكدها كل قراراتها وتصريحاتها وعلاقاتها، وبناء الخطاب السياسي الأمريكي، وحتى الثقافي، وتملئ جهات الأرض الأربع بحماقات مضحكة، تخجل اقل دول الأرض نفوذا الاقدام عليها.

العالم - كشكول

وتأكيدا على كل ذلك، خرجت الخزانة الأمريكية بقرار فرضت فيه عقوبات جديدة على سوريا ضمن اهداف قانون قيصر، وأصدرت واشنطن عمليات ادراج استهدفت ثلاث شخصيات جديدة، في اجراء شكلي، لا يتجاوز ان أصحاب القرار في البيت الأبيض، لم يعجبهم ان يمر شهر أيلول دون الخروج بقرار عقوبات، حتى لو استهدف شخصيات لا علاقة لها بالفعل الاقتصادي، او عسكريين، او حتى شخصيات مجهولة، وكل ذلك يصب في اتجاه اخر، وهو بورصة الانتخابات الامريكية، والتسويق لادارة ترامب، كي لا تظهر انه نزل عن الشجرة، واستمرار خنق سوريا.
لا يبعد كثيرا عن قرارات العقوبات ما جرى في ليلة المناظرة الاخيرة، التي وصفت انها اكثر مناظرة انتخابية إهانة للولايات المتحدة الامريكية، والتي كانت عبارة عن حفل سباب وشتائم، وابتعدت عن البرتوكول المتبع، كونها المشهد السياسي الاضخم في أمريكا، ليأتي التصعيد الأمريكي، تارة حول ملف ادلب وشرق الفرات، واستمرار الحديث عن الدعم المقدم للمجموعات المسلحة، وتارة أخرى في سياق البحث عن ممرات جانبية، ترتبط بنفوذ الولايات المتحدة، واثبات ان إدارة الرئيس الأمريكي مازالت تتمتع بالهيمنة على قرارات الشعوب سياسيا واقتصاديا، وتفرض إيقاع الحرب بكافة اشكالها، بطقوس مختلفة، والاعتماد على نقاط ارتكاز قائمة على الكذب، وتثير السخرية، بفرض عقوبات على شخصيات يعلم الجميع انه لا علاقة لها بالقرار السياسي او الاقتصادي، وانما تنشط في مجالات أخرى منها السياسية والإعلامية وحتى التنموية، نقاط الارتكاز هذه تتحرك بشكل عشوائي، لإيهام الجميع ان الكل تحت سياط العقوبات الامريكية، مع العلم ان معظم من تقع عليهم العقوبات لا يملك أصول مالية، او نشاط تجاري، في الولايات المتحدة الامريكية او غيرها من الدول، وما جرى بالفعل هو تسجيل نقطة سياسية لصالح ترامب، عبر هذه القرارات، والاضاءة على قدرة واشنطن، استخدام نعمة العقوبات في كل عرس ان كان انتخابي او سواه.
إن المتاريس وخطوط الاشتباك الاقتصادية التي نزرعها أمريكا ضمن الخارطة السورية، ما هي الا محاولة رخيصة، وترويج مفضوح للكذب، ضمن تكتيك الخداع المفهوم للرأي العام الدولي وللتأثير على المشهد الداخلي فيها، الا ان الممرات الضيقة للسياسة الدولية باتت تعي ان ما تقوم به واشنطن ما هو الا نفخ بهواء ملوث على نار التصعيد في المنطقة، وايقاظ الحرب من جديد، والسعي للتأثير سلبا على حلفاء سوريا، في إيران او روسيا، من هنا اعتقد ان اصل قانون قيصر، هو أداة واضحة لإرهاب الشعوب، وانتزاع استقرار الدول، وأسلوب متبع للضغط السياسي، وما ادراج شخصيات بالآصل لا علاقة لها بالقرار الاقتصادي او الحراك الاقتصادي المباشر، ما هو الا انعكاس واضح لهزيمة المشروع الأمريكي في سوريا، وتوضيح حقيقي لكل القلق الذي يلف أصحاب القرار في أمريكا، التي باتت تحاول إطالة امد الحرب في هذه المنطقة، لمنع نضوج أي رؤية سياسية، او تعديل في المزاج الإقليمي، او تعديل سياسة المجتمع الدولي، حيث اصبح في منطقتنا شعار اخراج الولايات المتحدة منها امر حتمي، وليس شعار يردد فقط، وهذا هو الفرق بين عمل محور المقاومة الهادئ والمزون نحو هدفه، وبلطجة الولايات المتحدة التي تتخبط في قراراتها.
كل ذلك يدفعنا، الى قراءة المشهد بشكل واضح، ووضعه في اطاره الصحيح، وهو الحملة الانتخابية المسعورة لترامب، والبحث عن موطئ قدم من جديد في البيت الأبيض، من هنا يبرز الدور الهادئ للدولة السورية والحلفاء، في التعاطي مع كل تلك العقوبات، وسد الطريق اما الإجراءات الجانبية، ومنع أي هامش سياسي تحاول الولايات المتحدة الامريكية استغلاله، والوقوف امام محاولات إدارة البيت الأبيض، جر المنطقة الى المواجهة على الطريقة الامريكية، بل فرض شروط وقواعد وأساليب المواجهة، من وجهة نظر الدولة السورية وحلفائها، وبالطبع افقاد المناورات الامريكية، والتي تعتمد الاستهلاك الإعلامي، أي قيمة، ما يجعلها تخسر الفعالية التي تحاول واشنطن فرضها، وجعل كل الزوايا الامريكية، لا تحقق متغيرات على الأرض، ما يكسب محور المقاومة نقاط جديدة في حلبة الصراع في المنقطة.

ان القاسم المشترك الان بين ما تقوم بها إدارة ترامب، والحرب العسكرية المفروضة على سوريا، انها استهدفت بشكل مباشر الانسان ولقمة عيشه وحبة دوائه، الا ان امام صمود الشعب السوري أصبحت هذه الخيارات خارج الزمن وتجاوزها الشعب السوري، هذا الشعب الذي اصبح هو الصوت الذي يصل جميع جهات الأرض، ومصمم ان لا يكون صدى لاصوات في الإقليم والعالم، تحاول فرض تمنياتها عليه، ان كان بالحرب او بالاقتصاد، او عبر الحلول السياسية، وليس قليل على من هزم الإرهاب التكفيري العالمي، ان يدمر ما تبقى من المشروع الأمريكي الصهيوني، فأنا ادعوكم لمراقبة أحوال ترامب وحليفه نتنياهو، لتبدو الصورة أوضح.

حسام زيدان