بالفيديو.. ما هو دور منظمة الإعلام الإسلامي؟

الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠١:٥٦ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2020.10.18 - تحدث رئيس منظمة الإعلام الإسلامي في إيران حجة الإسلام الشيخ محمد قمي عن نشاطات هذه المنظمة ودورها في صياغة الإعلام الإسلامي الصحيح، إلى جانب نشاطاتها الثقافية والفنية، والتي لا تقتصر على إيران بل تمتد إلى سائر بلدان العالم الإسلامي.

وإليكم نص اللقاء الذي أجرته قناة العالم الإخبارية مع الشيخ محمد قمي:

السؤال الأول: من أين بدأت منظمة الإعلام الإسلامي؟ وما هو الهدف الأساسي من تأسيس هذه المنظمة وذلك مباشرة بعد انتصار الثورة الإسلامية؟

- بسم الله الرحمن الرحیم. حدثت ثورة في هذه البلاد، ویبدو أن هذه الثورة أتت بأدبیات جدیدة، فقد سعت إلی أن یكون ترتیب هیكلیة الحكم علی أساس شعاراته وأطروحاته الأولیة الذي قدمته. ووفقاً للمشیئة الإلهیة والفكر التوحیدي، إستقر الرأي هنا أن تصبح السیادة الشعبیة الدینیة محور الهیكلیة الحكومیة، لاحقاً وبعد فترة زمنیة قصیرة أصبح نوع الحكومة "الجمهوریة الإسلامیة"، بكلمات أخری كان ذلك برغبة وطلب من أفراد الشعب ومحوریة الشعب الایراني. كان من المفترض علی النظام الجدید أن یوضح كیفیة ترتیب الحكم، كما كان من المفروض أن یكون الإسلام هو المحور الأساس لنظام الحكم، كانت هذه رغبة غالبیة الشعب وشاءت الإرادة الإلهیة أن یكون الإسلام مدار كل شئ في هذه البلاد. نحن شاهدنا ولمسنا في بدایات الثورة الإسلامیة كیف أن امامنا الراحل رضوان الله تعالی علیه أطلق مشروع "جهاد البناء" بمبادرة منه وقال بالفم الملآن علی الجمیع أن ینطلقوا في عملیة البناء علی جمیع أفراد الشعب أن یساهموا في موضوع البناء. ومن هنا حضرت منظمة جهاد البناء لدعم وإسناد الحركة الشعبیة، وحیثما كان ضروریاً حضرت الحكومة أیضاً وقدمت ید المساعدة والدعم الضروري. نتیجة لهذا الزخم قمنا بتشكیل منظمة ثوریة حملت إسم "جهاد البناء" ومن ثم إتخذنا أول خطوة في هذا المجال. أغلب المنظمات أو المؤسسات الثوریة التي تشكلت في ایران بعد نجاح الثورة الإسلامیة تبلورت وفقاً لهذا النوع من الفكر. إحدی الضروریات لأي مجتمع من المجتمعات تتمثل في الحیاة الروحیة لذاك المجتمع، فالمجتمع بحاجة إلی القضایا الثقافیة والإهتمام الذي یجب علی الأفراد أن یبدوه لبعضهم البعض بهدف التمیز والنمو الروحي. مرة أخری لم یكن من المفترض أن یحضر البعض من الأفراد في القطاع الحكومي ویعملون علی هدایة بقیة أفراد المجتمع، أو أن یصبح البعض دعاة الإسلام للبقیة، بل أن جمیع الأفراد كانوا مسؤولین في موضوع الدعوة من حیث الفكر الذي وُضع أساسه هنا. فقد كان موضوع نشر أفكار الإسلام مسؤولیة جماعیة دینیة وإنشانیة، لذا كان علی الجمیع الدخول في هذا الموضوع بقوة. للإمام الراحل رضوان الله تعالی علیه قول هنا یوضح فیه أن نشر الفكر الإسلامي یعني التأكید علی الأمور الجیدة والحسنة، ففي الحكم الذي أصدره رضوان الله تعالی علیه والخاص بتعیین أول مدیر لمنظمة الإعلام الإسلامي، أو بالأحری الثاني، یذكر الإمام الراحل في حكمه أن التبلیغ هو بحد ذاته التأكید علی الأمور الجیدة والحسنة والتشجیع علی ممارستها وتنفیذها. بكلمات أخری، یتوجب علی الناس توضیح الأمور الجیدة والتشجیع علی القیام بها لبعضهم البعض وتحدید القبائح من الأعمال والوسائل الكفیلة بمنع إنتشارها في المجتمع. جمیع الأفراد مسؤولون في موضوع نشر الدین والأفكار الإسلامیة. كان یجب تشكیل منظمة حكومیة تظهر من صلب رغبة وإرادة الشعب بهدف دعم وإسناد الشعب وحمایته. علی سبیل المثال، إذا كان الأفراد یعظمون شعائر الله من خلال المجالس الدینیة ویتواصون بالصبر والحق تماشیاً مع مدرسة سید الشهداء (ع)، كان من المفترض أن تحصل هذه المجالس الدینیة علی الدعم والإسناد اللازمین من الحكومة في حقبة زمنیة محددة. كان یجب تسجیل المواكب والمجالس الدینیة بشكل رسمي، ومن ثم تنظیمها ودعمها وإسنادها وتقدیم الدعم لها. تأسست منظمة الإعلام الإسلامي بهدف دعم الأفراد في مسعاهم لنشر الأفكار الإسلامیة. بكلمات أخری، إذا كان هناك رجل دین یدعو للتبلیغ أو التوعیة من علی منبر المسجد أو الحسینیة فهذا الشخص كان واحداً من أفراد المجتمع أو المنطقة التي یقع فیها المسجد، فقد كان یتلقی الدعوة من أفراد المحلة المسؤولین عن المسجد أو الحسینیة كي ینشر الأفكار الإسلامیة ویعلم الأفراد المعارف الإسلامیة، إلی حد أن القائمین علی المسجد كانوا یصرفون له أتعابه، كان هذا الأمر شائعاً، لهذا فقد كان الأفراد یستعینون برجال الدین في نشر الأفكار الإسلامیة. لهذه الأسباب مجتمعة كانت المساعدة والدعم والإسناد ضرورة ملحة، بدایة كان یجب التعرف علی رجال الدین وماهي تخصصاتهم، ومن ثم تسجیل المواكب الدینیة وإعلان إحتیاجات المساجد في موقع ما، علی هذا الأساس تم إنشاء منظمة الإعلام الإسلامي من قبل الإمام الخمیني (ره) بهدف دعم وإسناد الإعلام الدیني ونشر الأفكار الإسلامیة من خلال الأفراد كالفنانین والشعراء والمداحین والذاكرین والمساجد والمواكب الإسلامیة . أول مدیر للمنظمة المذكورة كان الشهید حقاني والذي أُستشهد بعد مرور ستة أیام فقط من تبوأه المسؤولیة، أي أنه أصبح مدیراً ومسؤولاً عن المنظمة في الحادي والعشرین من حزیران/ یونیو (الأول من تیر) وأُستشهد في السابع والعشرین من حزیران/ یونیو (السابع من تیر) مع كوكبة من شهداء مقر الحزب الجمهوري الإسلامي وعلی رأسهم الشهید بهشتي. وبعد ذلك إستلم مسؤولیة قیادة دفة المنظمة المرحوم آیة الله جنتي، ونتیجة لذا التغییر أخذت أنشطة المنظمة منحی أكثر فعالیة وجدیة.

السؤال الثاني: وما هي رسالة هذه المنظمة؟

- من وجهة نظرنا تقع المسؤولیة الرئیسة للتبلیغ الإسلامي علی الناس، فأي فرد إرتوی من المعارف الإلهیة فهو مسؤول من باب "زكاة العلم نشره" أن یقوم بالتوعیة والتبلیغ. لهذا یجب علی منظمة الإعلام الإسلامي حمایة ودعم وإسناد جمیع الأفراد العاملین في حقل التوعیة والتبلیغ الإسلامیین، ما أقصده هنا هو التبلیغ والتوعیة من خلال وسائل الإتصال لحدیثة. علی سبیل المثال، بإمكان أحدهم إنتاج أفلام الكارتون أو الأنیمیشن حیث یضع إحدی الفضائل أمام الجمهور من خلال فیلم كارتوني ویعمل علی نشرها بواسطة هذا الاسلوب، فهنا تكمن رسالة المنظمة في دعم ومساندة هذا الفرد، أحیاناً تقویة موقفه وأحیاناً أخری تقدیم المساعدة له وتزویده بالتعلیم والتدریب اللازمین، وعند الضرورة تقدم له المساعدات البنیویة والعینیة للحصول علی الترخیص اللازم أو مساعدته في موضوع النشر والتوزیع وبث أفلامه. خلاصة الأمر أن رسالة هذه المنظمة تكمن في دعم وإسناد كل من یخطو خطوة في حقل التبلیغ والدعوة الإسلامیین.

السؤال الثالث: من يتابع الشأن الإيراني يعلم أن هناك مسيرات شعبية حاشدة تنظم في مناسبات عدة، كيوم القدس العالمي أو ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وسائر المسيرات المدافعة عن المظلومين في أنحاء العالم.. تنظيم هذه المسسرات هي من مهام منظمة الإعلام الإسلامي.. كيف يتم التنظيم لهذه المسيرات؟

- حقیقة الأمر من الصعوبة بمكان ألا تحكم المظاهرات والإجتماعات، والسبب أنه یمكن للحكم إصدار الأوامر ونشر البیانات وتوجیه الدعوة للناس للحضور في الشوارع، أي أن یتحمل جمیع الأمور والمواضیع، وبمرور الزمن إذا ما شعر الناس أن الموضوع لایخصهم وأن الهاجس غیر معنیین به، وفي النهایة یشعروا أن هذا العمل هو من اختصاص الحكم، فأن النتیجة لامحالة ستكون التقلیل من حماستهم ونشاطهم، ولكن لو وكلنا تنفیذ الأمور إلی الناس بشكل كامل وطلبنا منهم إدارتها، وأخبرناهم من أن الحكم لایری أي مسؤولیة في تحمل الدعم والإسناد وصنع السیاسات والرقابة، لربما تكون هناك آثار سلبیة لهذا الطلب. النقطة الأفضل أو الأمثل هنا تتمثل في لعب الدور من قبل الناس ومحوریتهم في هذا المجال ومن ثم إیجاد دعم وإسناد الحكم، حقیقة الأمر أن الموضوع طال أمده لسنوات كثیرة في ایران ولربما لانزال نقول هناك أخطاء نقوم بإرتكابها في أماكن معینة. ولكن الواقع هو أنه لو كان الطلب بشكل جماعي من قبل عامة الناس ویعلم الحكم جیداً حدودها وخصوصیاتها، ولایأخذ موقع الشعب، كتنظیم المظاهرات التي أشرتم إلیها والتي تقوم بالعملیة حالیاً منظمة التنسیق الإعلام الإسلامي أو مراسیم العزاء لسید الشهداء (ع)، فأن جل هذه الأنشطة هي من تخطیط وبرمجة وتنفیذ أفراد معتمدین من قبل أمناء الشعب. افترضوا في مجموعات الأفراد توجد مجالس الأمناء ثقة أفراد الشعب، فهذه المجالس تُعتبر محاور للتصامیم المحلیة والمناطقیة، مع وجود مقررات وضوابط تمنع عدم تزعزع الإنضباط وعدم ایجاد إختناق مروري ومضایقة الأفراد الآخرین. حسناً، علی أیة حال، لربما في یوم إقامة مظاهرة ما، یشارك فیها جمع غفیر من الناس، هناك من لدیه إلتزام للقیام بعمل ما أو یرید التوجه إلی المستشفی، إذاً فالإنضباط واجب وضروري ویجب تحدید الطرق والشوارع التي سیدخلها المشاركون في المظاهرة مسبقاً، مع عدم السماح للمشاركین بالتفرق والإبتعاد عن خط سیر المظاهرة، فتجمع الأفراد في صفوف منتظمة یمنحهم الدافع والرغبة وینعكس ذلك علی الصورة التي تُنقل للمشاهدین عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ماسبق ذكره بحاجة إلی إنضباط وإلتزام من قبل الحكم، فأفراد الشرطة یجب أن یكونوا من ضمن الحاضرین وكذلك ممثلو المؤسسات والمنظمات والأجهزة الحكومیة المختلفة. تحدید النقطة المثلی هنا أمر صعب، ولكن توجد قاعدة هنا تسهل الأمر علینا ألا وهي محوریة الأفراد وإرادتهم في تنفیذ الأمر. حینما یرغب الأفراد المتدینون في إقامة مراسیم العزاء لسید الشهداء (ع) نذهب إلیهم للتفاهم في الأمور المتعلقة بالعزاء، نقول لهم إذا ما تم وضع هذه المقررات والضوابط في الحسبان لن یتعرض الإنضباط في المدینة إلی أي خلل محتمل، من الطبیعي أن الإسناد والحمایة سیتوفران من قبلنا نحن، ولأن الأفراد هم المحور نجحنا تدریجیاً في الوصول إلی النقطة الأمثل. والآن لربما یحدث هذا في دول أخری مع وجود زوائد أو نواقص في العملیة. ولو حدث وأن سقط الأفراد عن المحور وإعتبر الحكم نفسه هو المحور، یُحتمل أن یتعرض إلی أضرار وأذی لایمكن حصرهما. یجب أن یكون الحكم حقاً خادم وحامي وداعم أفراد الشعب، ففي المناسبات كیوم القدس العالمي أو ذكری إنتصار الثورة الإسلامیة في العاشر من شباط/ فبرایر من كل عام، كل الأنشطة في هذه المناسبات هي شعبیة، بینما الإسناد والحمایة والتغطیة الإعلامیة والبنی التحتیة والخدمات اللوجستیة تُقدم من قبل الحكم وأجهزته المختلفة. حقیقة الأمر أن إیجاد نقطة دقیقة أمر لیس بالسهل، ولكن لربما نحن نقترب منها رویداً رویدا.

السؤال الرابع: كيف ألقت كورونا بظلالها على هذه الفعاليات؟

- بشكل عام ظهرت ظروف صعبة في اللقاءات الإجتماعیة والتجمعات الشعبیة، ونحن وكما تعلمون نقدر ونهتم بهذه التجمعات. الصلاة هي عمود هذا الدین وقد تم التأكید بشدة علی صلاة الجماعة لما لها من فضل كبیر، كما تم التأكید علی إقامة صلاة الجمعة كما أن اللقاءات والتجمعات الدینیة لربما هي من أهم الشعائر الإلهیة لدینا. ولكن حینما واجهنا بلاء شاملاً أوصی المسؤولون بعدم إقامة التجمعات ومنع الأفراد من الإقتراب من بعضهم البعض، من الطبیعي أن تنظیم المراسیم الدینیة أصبحت عملاً صعباً، لكن حقیقة الأمر هي أنه لدینا شعب مثقف وجمیع المتدینین هم أفراد یلتزمون بالإرشادات ویدققون في النقاط الحساسة إضافة إلی أنهم مثقفون. لكن الحقیقة تكمن في أن ثقافة الأفراد المتدینین قد سهلت المسؤولیة والعمل بالنسبة لنا إلی حد كبیر، والسبب هو أنكم حینما تطلبون من الأفراد مراعاة المسافة الإجتماعیة بینهم فإنك تعكس الإهتمام بسلامة الأفراد وسلامتك أیضاً. لربما لاتتوقع التجاوب بهذه السهولة، لكن الأفراد المتدینین یتحركون وفقاً لواعظ داخلي ولهذا السبب فهم أفراد یراعون الإرشادات ویدققون في كل شئ. بالمناسبة فقد ذهبنا إلی ممثلي المجموعات الشعبیة وطرحنا موضوع كیفیة مراعاة المقررات والضوابط الصحیة التي تُطرح من قبل المسؤولین، والحقیقة أن مهمتنا لم تكن صعبة في هذا المجال. والسبب هو أن الأفراد یهتمون بوجهات نظر مراجع الدین إلی جانب الوضع في الإعتبار حقوق الآخرین من المواطنین. فالفرد المتدین یضع في الحسبان مراعاة حقوق أخیه في الایمان، لهذا حینما نطالب المؤمنین مراعاة المسافة الإجتماعیة في الإجتماعات واللقاءات المختلفة فهم یستجیبون بدون أي إعتراض، حینما نطالبهم بإرتداء الكمامات فلا یترددون في تنفیذ مانطلبه منهم. خلاصة الأمر أننا في التجمعات والمناسبات الدینیة هذا العام، وبالأخص شهر محرم الحرام، لم نواجه أي مشكلة في هذا الصدد.

السؤال الخامس: لو استمرت ظروف الكورونا هذه كيف سوف يستمر الحال؟ هل لديكم خطط وبرامج؟

- نعم، كان هناك طریقان، العدید ذهبوا إلی الإغلاق، لربما لامفر من هذا الاسلوب في فترة ما، ولكن تم تعلیق الكثیر من البرامج في العدید من الأماكن، وقالوا إن الإجتماعات ممنوعة علی الإطلاق. والآن لایزال هذا السؤال مطروحاً، لو إستمرت جائحة كورونا لثلاث سنوات أخری ماالعمل؟ إلی متی یمكن الإستمرار في الإغلاق؟ اسلوب آخر تبلور في أماكن كثیرة لاشعوریاً، وهو الإهمال، والآن لو أصبح هذا السلوك إجتماعیاً ولم توجد هناك مراعاة لیست هناك مشكلة، علی الناس أن یستمروا في حیاتهم المعتادة بوجود هذه الظروف. نحن نری في الطریق الوسط هو طریق المراعاة والإدارة، یمكن عقد الإجتماعات والتجمعات عن طریق تطبیق المسافة الإجتماعیة الموصي بها بین الأفراد. شخصیاً أعتقد بوجود تجارب وخبرات جیدة لدینا یعترف بها المسؤولون الصحیون الایرانیون والعالمیون الصارمون وعلی الأخص من حیث عقد التجمعات ومراعاة الفواصل الإجتماعیة وتطبیق المقررات والضوابط الصحیة المختلفة. نحن نعتقد بعدم إمكانیة إغلاق الحیاة، وفي نفس الوقت غیر مسموح لنا بالإهمال ونقول علینا الذهاب لزیارة الآخرین والإلتقاء بهم وإقامة التجمعات من دون الأخذ في الإعتبار الضوابط والمقررات الصحیة. یجب أن تُعقد اللقاءات والتجمعات وفقاً للضوابط الموصي بها من قبل المسؤولین، فالتجارب الناجحة التي حققناها واعترف بها القاصي والداني من المسؤولین الصحیین أوضحت لنا أننا لم نرتكب أي خطأ، ویمكن الإعتماد علی ثقافة وتدین ومراعاة أفراد الشعب.

السؤال السادس: في مجال الدعوة الدينية هل لديكم تعاون مع بلدان العالم الإسلامي، وفي أي مجال تتعاونون؟

- لن یكون التبلیغ الإسلامي محدوداً أو مقیداً بخطبة من أحد رجال الدین من علی المنبر أو جلسة شعر في إحتفال دیني أو في أحد المساجد أو موكب دیني. أي معلم بإمكانه أن یقوم بالتبلیغ الإسلامي وهو یقوم بتدریس تلامذته أو طلبته، من المؤكد أن فناناً عن طریق القیام بإنتاج عمل فني فاخر أو شاعراً عن طریق شعر قیم بإمكانهما القیام بعملیة التبلیغ الإسلامي. لو قام أحد العاملین في المجال الإعلامي بتنفیذ عمل مؤثر بالإمكان إعتباره مبلغاً. لهذا فأن التبلیغ الإسلامي له عدة أوجه وأبعاد، وفي الحقیقة لایعرف أي حدود. والیوم ومع وجود وسائل التواصل الإجتماعي والفضاء السیبراني أصبح بإمكان الأفراد مخاطبة بني جلدتهم بسهولة ویسر أكثر من ذي قبل متجاوزین الحدود الجغرافیة والسیاسیة. نعم علیهم الدخول في حوارات والتحدث مع بعضهم البعض والتأثیر علی الآخرین، نحن لانری أي حدود للتبلیغ الإسلامي ونشر الأفكار الإسلامیة في الأساس، وفیما یخص واجباتنا فنحن لدینا قسم یحمل إسم "القطاع الفني" الذي یهتم ویتعامل بالآثار الفنیة الدینیة الفاخرة وینتجها وینشرها في نفس الوقت. علی سبیل المثال، الأعمال السینمائیة والأدبیة والأشعار والأعمال الموسیقیة والمسرحیة وغیرها. في الحقیقة ماهو مذكور في النظام الأساسي للقطاع الفني هو ضرورة التواجد في مختلف الدول الإسلامیة بهدف عرض الأعمال المرئیة والأعمال الفنیة الممتازة. نحن في الوقت الراهن لدینا علاقات وصلات مع مختلف الدول الإسلامیة في مجال القطاع الفني، مثلاً في العراق وعدد من الدول الإسلامیة.

السؤال السابع: مع أي دول بالتحديد؟

- علی سبیل المثال، حالیاً ونحن نتحدث سویاً، هناك مسرحیة دینیة ممتازة تُعرض في سوریة، وفي لبنان أیضاً هناك معرض للأعمال المرئیة الفاخرة مقام حالیاً، قسم منها یختص بآیات قرآنیة كریمة بینما البعض الآخر یختص بأهل البیت (ع) وسید الشهداء الإمام الحسین (ع). أما في الهند، لدینا أیضاً عمل أدبي وشعري جید، أنتم تعلمون أن اللغة الفارسیة لها جذور قدیمة في الهند، ویوجد الكثیر من متابعي الأدب الفارسي في هذا البلد، كما توجد أعمال فنیة متعددة في الهند، علی سبیل المثال اذهبوا إلی تاج محل الذي یُعتبر من العجائب السبع في العالم، ستجدون أشعار ممتازة من معارف أهل البیت (ع) مكتوبة بخط النستعلیق الذي یفضله الایرانیون كثیراً. نحن لدینا روابط وصلات فنیة مع دول مختلفة في العالم. من الطبیعي أن تكون محاور عملنا في الكتب مثلاً ونشرها وتوزیعها وعرضها. نحن لدینا مؤسسة نشر تحمل إسم المؤسسة الدولیة للطباعة والنشر، وبالتأكید تكمن مسؤولیتها في نشر المعارف الدینیة للإستفادة منها في مختلف دول العالم الإسلامي، وعلی الأخص القطاع الأدبي. من الطبیعي أن یكون ماذكرته للتو جزء من مسؤولیاتنا، ولكن المسؤولیة الرئیسة لمنظمة الإعلام الإسلامي هي التبلیغ الأصیل والتقلیدي. الفضاء السیبراني والفني والألعاب وأفلام الكارتون وغیرها من الوسائل الحدیثة من المؤكد أنها أدوات فاعلة للتبلیغ، إلا أن السؤال المطروح هو كیف یمكن لرجال الدین والمواكب الدینیة والمشاركین القیام بعملیة التبلیغ ونشر أفكار الإسلام، یبدو أنه یُتوقع منا المزید! فأربعین استشهاد الإمام الحسین (ع) أصبح عذراً جیداً جداً كي نتمكن من إقامة صلات وروابط ثقافیة مع أصحاب المواكب وخادمي المواكب الحسینیة. من الآثار الجیدة لهذه الروابط والصلات والعلاقات الثقافیة ما نشاهده ونلمسه في القطاعین الثقافي والإعلامي. علی سبیل المثال، یمكن للجداریات أن تضفي جمالاً بهیاً علی المدن ونقل المضامین الثقافیة السامیة وعرضها أمام المارة. ولكن الركن الأساسي الذي یكمن في هذا الأمر هو الحفاظ علی طریقة النقل لأنها هي السبب الرئیس في نقل المعلومات من شخص إلی آخر وحینما ینجح المرء في الحفاظ علی هذه المفاهیم القیمة التي تنتقل عن طریق المشاعر والأحاسیس والمفاهیم الشفهیة، من المؤكد سیكون شخصاً ناجحاً في إنجاز هذه المهمة. ونحن نری لزاماً علینا القیام بتوسعة هذه الصلات والروابط أكثر من ذي قبل، بالأخص مع المجموعات والأفراد الذین لایترددون في القیام بعملیة نشر الإسلام الأصیل في دول العالم الإسلامي.

..للمزيد إليكم الفيديو المرفق