المشهد في اميركا عشية الانتخابات واحتمالات اندلاع العنف

الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

ناقش برنامج "مع الحدث" احتدام مشهد الانتخابات الامريكية قبل بدء الاقتراع وسط شكوك في نزاهة الانتخابات ومخاوف من اعمال عنف ترافق الانتخابات او تعقبها، واصرار ترامب على اعلان النتائج قبل انتهاء فرز الاصوات.

ضيف البرنامج مدير المركز العالمي للتوثيق جهاد سعد قال ان الانتخابات الرئاسية الاميركية اليوم ستكون منعطفا اساسيا في تاريخ الولايات المتحدة، وانها مهددة بأن لا تكون سلمية وان لا تصدر نتائجها بشكل فوري.
وقال سعد انه يجب ان نتوقف طويلا عند هذه الانتخابات التي ستكون بإجماع الباحثين والمهتمين منعطفا اساسيا في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية، لا نتوقع نتائج مبكرة ابدا مع ان ترامب يصر على اعلان فوزه بشكل مبكر.
واضاف: توجد فعلا مخاوف حقيقية من ان استطلاعات الرأي هذه المرة لن تخطئ كما اخطأت ايام كلينتون وان بايدن بالفعل متقدم بعدد كبير من النقاط بحدود العشر نقاط، ولكن ترامب بدأ يستخدم وسائل إبتداء من اليوم (الاثنين)، فاليوم كان هناك باص ذاهب الى تجمع انتخابي لبايدن ووقفت مجموعة من الميليشيات الترامبية ومنعت الباص من استكمال الطريق ونشر ترامب هذا المشهد وقال احب تكساس.
وتابع سعد: ان استخدام الميليشيات للعرق الابيض لمنع وصول مواطنين الى تجمعات انتخابية اليوم تمهيد لمنع وصولهم الى صناديق الاقتراع غدا، يعني ان هناك استخدام وقح للميليشيات، ويجب ان نطالب المجتمع الدولي بمطالبة الولايات المتحدة بنزع سلاح الميليشيات، 370 ميليشيا احصتها الاف بي آي، وتمارس بالفعل نفوذا على الارض وتنشر رعب.
واشار الى انه في المناظرة ما قبل الاخيرة وجه الرئيس ترامب تحية الى ميليشيا اسمها "براود بويز" (الفخورون)، وان هذه الحركة في ادبياتها تعترف انها شوفينية وذكورية بكل وقاحة وتستعرض اسلحتها على الارض، وهذه الميليشيات كلها لها اجندات معروفة، وضرب مثالا بحركة "حفظة القسم" الذين هددوا حاكمة اوريغون بعدم اتخاذ اي اجراء ضد تلوث البيئة.
فيما قال ضيف البرنامج الكاتب والمحلل السياسي محمد جعفر ان هناك تنافس محتدم وتاريخي لم يحدث سابقا في الولايات المتحدة الاميركية، والتحرك الديمقراطي قوي جدا يحاول ان يظهر قوته حتى في الولايات الجمهورية والتي هي محسومة للجمهوريين، وهي بالحقيقة اعادة تنظيم او ترتيب لنفوذ هذه الاحزاب في جميع الولايات المتحدة الاميركية.
لكنه رأى ان ردود فعل من الاميركيين البيض قد تحصل اذا خسر ترامب، لكن هي ليست كما نتوقعها في الشرق الاوسط بأن الناس ستخرج في الشوارع وتقاتل بعضها لانه يبقى القانون في الولايات المتحدة متحكم وله نفوذ ويمكن ايقاف مثل هكذا احداث او اشكالات، وربما ما حدث في ميشيغان من الاستعداد لاختطاف رئيسة الولاية يعكس سلطة القانون في هذا البلد انهم سيطروا على هذه المسألة قبل حصولها.
وتابع: الديمقراطيون في عام 2016 كانوا يعتقدون انهم سينتصرون ولذلك فهم تماهلوا كثيرا، نسبة كبيرة من الجمهور الديمقراطي لم يذهب الى الانتخابات ولهذا كانت النتيجة لترامب، والآن الديمقراطيون يحاولون ان يسخروا كل ما يملكون من اجل الوقوف امام ترامب، لان ترامب في الحقيقة لحد هذه الساعة برغم كل الدراسات التي تقول ان بايدن متقدم عليه، ما زال منافسا قويا جدا وربما يفاجئ الجميع بإنتصاره في هذه الانتخابات.
واعتبر جعفر أن المسألة محتدمة ولا يمكننا القول ان بايدن اقوى او ترامب اقوى، المسألة قريبة جدا.
وقال: في كل انتخابات في الولايات المتحدة الاميركية هناك تشكيك في الانتخابات من قبل المرشحين، وهناك ردود افعال من اتباع هؤلاء المرشحين، تحدث احيانا عمليات حمل سلاح وغيرها.
من جهته اعتبر ضيف البرنامج الخبير في الشؤون الاميركية علي رزق موضوع تشكيك ترامب بنتائج الانتخابات بأنه يعني الاستعداد للخسارة، قائلا ان ترامب خلال الاسابيع الماضية كان يتوقع الخسارة ووضع احتمالا لها، فبالتالي يتحدث عن موضوع التزوير تحسبا في حال خسارته امام بايدن وهي استراتيجية لتجييش الشارع.
واضاف رزق: اغلب استطلاعات الرأي تشير الى ان بايدن متقدم، ومتقدم في ولايات تعتبر حاسمة ويسمونها بالولايات المتأرجحة، مثل بنسلفانيا وويسكونسون وميشيغان التي كانت حاسمة في نتائج الانتخابات الماضية بين ترامب وكلينتون، وترامب يشكك لأنه ببساطة لا يريد الاعتراف بأنه قد يخسر امام منافسه جو بايدن.
وتابع: بالنسبة الى موضوع احتمال حدوث اعمال العنف فاعتقد ان هذا الاحتمال قائم بالفعل لأن موضوع الميليشيات البيض اصبح خطرا حقيقيا، وحتى وزارة الامن الداخلي الاميركية اصدرت تقريرا منذ اسبوعين قالت فيه ان هذا التهديد اصبح تهديدا حقيقيا وغير مسبوق في الولايات المتحدة.
وقال رزق: لم نصل الى مستوى الحرب الاهلية ولكن امكانية حدوث اعمال العنف هو موجود وسيناريو حقيقي، على سبيل المثال ما حصل في مينيابوليس على خلفية مقتل جورج فلويد، قد تنتشر هذه الاحداث في اماكن كثيرة.
واردف: هناك نقطة في غاية الاهمية وهي موضوع ارتفاع مبيعات السلاح في الولايات المتحدة، وبحسب الاف بي آي عدد الفحوصات الامنية للذين يريدون الحصول على السلاح ارتفعت بنسبة 80%، يعني نتحدث عن انتشار كبير او تزايد الطلب بشكل دراماتيكي للسلاح.
واوضح ان الولايات المتحدة هي اصلا بلد ينتشر فيه السلاح فكيف الآن؟ اميركا باجماع كل الكتاب تمر بأخطر فترة منذ الحرب الأهلية الاميركية بسبب كل هذه المعطيات، انتشار السلاح موضوع العنصرية وازدياد غضب السود والاقليات وصعود الميليشيات البيض بالاضافة الى ما تسبب به فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وهذه تأتي بما يسمى العاصفة النموذجية التي قد تفتح الباب على الكثير من السيناريوهات الخطيرة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5255546