الحزب الجمهوري يواسي الرئيس..

هل تكفي صلوات الجمهوريين ودعاؤهم لفوز ترامب مجددا بالرئاسة؟

هل تكفي صلوات الجمهوريين ودعاؤهم لفوز ترامب مجددا بالرئاسة؟
الخميس ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

يقال ان صفحة الحزب الجمهوري على "انستغرام" دعت للصلاة من أجل المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في وقت غرد فيه الاخير في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن النظام الانتخابي والانتخابات الرئاسية في بلاده قد تعرضا لضرر.

العالم - يقال ان

اوضح ترامب في تغريدته قائلا: "لقد تم إلحاق الضرر بنزاهة نظامنا وبالانتخابات الرئاسية وهذا ما يجب مناقشته!، محامونا طلبوا السماح لهم بالدخول إلى مراكز الفرز لأسباب هادفة لكن ما الفائدة من ذلك الآن؟".

ان ما غرد به ترامب منطق سياسي صحيح لا شائبة فيه ولا غبار عليه، غير انه لم يحدد سبب هذا الضرر الذي ليس فقط سيؤثر على نزاهة النظام الراسمالي الامبريالي الذي يتقاسم كعكة السطة فيه حزبان ديكتاتوريان لا ثالث لهما، بل ربما يجر الولايات المتحدة الى حرب داخلية تتصاعد احتمالات اشتعالها في كل ثانية تمر مع ترقب العالم باجمعه وليس الشعب الاميركي فقط، للاعلان الرسمي النهائي لنتائج هذه الدورة من الانتخابات الاميركية.

الحزب الجمهوري اصبح كـ"بيت دعارة سياسي"..

خلال مقابلة له مع شبكة CNN قال توماس فريدمان "كاتب العمود الشهير في صحيفة نيويورك تايمز"، حول رفض الرئيس الامريكي دونالد ترامب الالتزام بالتداول السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2020، "لقد بدأت مسيرتي المهنية كصحفي وأنا اغطي الحرب الاهلية الثانية في تأريخ لبنان، وانا الان مرعوب لأن اجد نفسي انهي مسيرتي المهنية كصحفي واغطي الحرب الاهلية الثانية المحتملة لأميركا في تاريخها.. نعم اعتقد ان ما حدث في الايام القليلة الماضية هو حريق من الدرجة السادسة وانه "ديفكون 5" اي انه (إنذار تهديد للامن القومي من الدرجة 5)..

أضاف فريدمان، لقد اخبرنا رئيس الولايات المتحدة (ترامب) اما انني افوز في الانتخابات أو أنزع شرعية الانتخابات، ووجه الصحفي الاميركي خطابه للشعب الاميركي قائلا: تلك هي خياراتكم يا رفاق، وهو (ترامب) يحاول بشكل اساس كسر إرادة الناس، ليجعلهم يتساءلون ماذا يريد الرئيس؟ انه يريد الرئاسة بقوة، فلنمنحها اياه. وذلك ما يخيفني انها اكثر لحظة مخيفة في كل حياتي لانهى مدعوم بشبكة مملوكة للدولة انه امر مرعب.. وختم قائلا ان الحزب الجمهوري لأن الحزب الجمهوري اصبح كـ"بيت دعارة سياسي" اذا لم يفز ترامب فانني ارتجف من الان كيف ستكون مرعبة هذه السنوات الاربع القادمة.

تأجيج قانوني واتهامات تسقيطية لتقويض الثقة بالمنافس

تشن حملة ترامب حاليا هجوما قانونيا متعدد الجوانب في عدة ولايات حاسمة في أعقاب السباق المتقارب في انتخابات الثلاثاء الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، فقد زعم محامي الرئيس الأمريكي، رودي جولياني في كلمة له بمدينة فيلاديلفيا، أن الانتخابات الرئاسية الحالية تتعرض للتزوير، مشددا وان الجمهوريين لن يسمحوا بحدوث ذلك، مدعيا ان التلاعب قد يكون شمل مئة ألف صوت في عملية فرز الأصوات بالولاية.

وأوضح جولياني أن الشخص نفسه قد يصوت عدة مرات عن طريق البريد، فيما تشير بعض الادعاءات إلى التصويت بأسماء أشخاص توفوا "لابد أن ننظر في ذلك"، وقال إن الديمقراطيين ينوون الفوز بهذه الطريقة الملتوية، مشيرا إلى تقارير عن وضع مماثل في ولايات مثل أريزونا ونيفادا.

الادعات بالتزوير لم تقتصر على جولياني انما تبناها ترامب بنفسه بقوله أثناء حفل نظمه في البيت الأبيض بحضور 150 مدعوا قائلا:"سنلجأ للمحكمة العليا.. نريد وقف عملية التصويت بالكامل"، مدعيا حدوث "خداع" للشعب الأمريكي.

بالمقابل رد عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، عموم الادعاءات بالتزوير ومنها التي أطلقها ترامب زاعما انه فاز بهذه الولاية، قائلا بأنها "مزاعم غير مشروعة ولا عادلة"، و"إذا ألمح أي شخص، بما في ذلك الرئيس، إلى حدوث تزوير، فهذا غير مشروع ولا عادل".

أضاف عمدة نيويورك "هذا النوع من التصريحات قد تدفع الناس لارتكاب ممارسات سيئة"، ودعا سكان المدينة الراغبين في التظاهر لفعل ذلك بصورة سلمية.

ادعاءات التزوير "خداع للشعب"..

الحقيقة ان "خداع الشعب" مارسه ترامب بنفسه ومحاموه بزعمهم التزوير، ومارسوه بزعمهم الفوز بالانتخابات، والحقيقة الثابتة ايضا، ان ترامب مارس "خداع الشعب الاميركي وخداع شعوب العالم طيلة فترة رئاسته"، وان ترامب بسياساته هذه قد يجر الولايات المتحدة الى ما لا يحمد عقباه بافتعال ازمة دستورية ترهق بل تغرق الولايات المتحدة وتجرها للفوضى التي ستنعكس على دول العالم خصوصا الاوروبية منها.

ولا ادل على ذلك من تصريح ترامب بفوزه قبل الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية وما اثاره من مخاوف كبيرة في اوساط السياسة الغربية الاوروبية خشية ان تقود الاوضاع المتشنجة التي اوجدها ترامب الى انفجار هائل في داخل الولايات المتحدة الاميركية وما سينعكس من تداعيات ذلك على الوضع السياسي في العالم.

علينا النظر للولايات المتحدة الاميركية ولما يجري فيها اليوم على انها عبارة عن فقاعة رخوة مدججة بالسلاح والعنصرية واللاتسامح واللاانسانية.. انها خليط مشحون غير متجانس قابل للاشتعال في اي لحظة ولا ينقصه سوى صاعق صعير بحجم الجوكر "ترامب". الذي لاتنفع مع تناقضاته وأنانيته ونفسه المريضة لا دعوات الرؤساء الجمهوريين في قبورهم ولا صلوات الأحياء منهم.

السيد ابو ايمان