'هاآرتس' تكشف أبشع طريقة لاعدام الاحتلال الفلسطيني عامر صنوبر

'هاآرتس' تكشف أبشع طريقة لاعدام الاحتلال الفلسطيني عامر صنوبر
السبت ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة، أمس الجمعة، تحقيقًا عن ظروف استشهاد الفتى الفلسطينيّ عامر عبد الرحيم صنوبر (17 عامًا) برصاص الاحتلال الإسرائيليّ، حيثُ أكّدت أنّ جيش الاحتلال يزعم أنّ الشهيد ارتقى نتيجة وقوعه وإصابته بجراحٍ حرجةٍ أدّت لوفاته، وذلك بعد أنْ كان أفراد الجيش يُلاحقونه، فيما أكّدت الصحيفة، نقلاً عن شهود عيان وأفراد عائلته أنّ الشهيد الفلسطينيّ تعرّض لضربٍ مُبرحٍ بأعقاب البندقيّات من قبل الجنود، حتى فقد وعيه، وشلّ بشكلٍ كاملٍ ومات.

العالم - فلسطين

وشدّدّ تحقيق الصحيفة العبريّة على أنّ تقرير العملية التي أُجريت للشهيد بعد وفاته لم يُنشِر رسميًا من قبل "إسرائيل"، لكنّ منظمّة عالمية مُحايدة تُعنى بحقوق الإنسان (DCI) أكّدت أن نتائج التشريح أظهرت بشكلٍ لا لبس فيه أنّ الشاب الفلسطينيّ توفيّ إثر خنقه. وقال الوالد (54 عامًا) للصحيفة العبريّة إنّه وصل إلى مكان استشهاد ابنه، لكنّ المنطقة كانت قد أُغلِقت من قبل الجنود، وتمّ منعه من الاقتراب.

وفي التفاصيل فإنّه قبيل انتصاف الليل، الـ24 من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي في هدوء خريفي يخيم على قرية يتما التي تبعد 20 كم إلى الجنوب من نابلس، بالضفّة الغربيّة المُحتلّة توقفت فجأة مركبة سوداء آتية من بعيد تعود للشاب صخر نجار بعد خلل حدث فيها فلا وقود والمركبة لم تعد تعمل. الشاب صخر نجار كان عائدًا إلى منزله في قرية يتما لكن خللاً ما حدث في المركبة التي تعطلت قرب مفرق ترمسعيا ليطلب المساعدة من صديقه عامر عبد الرحيم صنوبر لإصلاحها الذي قدم لمساعدته.

يُشار إلى أنّ عامر وصخر وقد أرهقتهما محاولة إصلاح المركبة التي باءت بالفشل، هبّوا إلى شحن المركبة المعطلة من خلال مركبة خاصة أوصلتهم إلى كراج لتصليح المركبات يعرفونه في بلدة ترمسعيا والتي تقع في المنتصف بين محافظة رام الله ومحافظة نابلس، غير آبهين بإجراءات الاحتلال على طول الشارع الواصل بين طريق رام الله نابلس. “ما إن وصلنا مفترق ترمسعيا حتى حاصرنا عناصر من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مركبة من نوع “جيمس” مسلحين بالعصي والهراوات، هرعوا إلينا مسرعين”، قال صخر لوكالة (وفا).

ويتابع الشاهد على جريمة الاحتلال الشاب صخر: “هناك، وبينما حاصرنا جنود الاحتلال، تخفيت بين مجموعة من الأشجار، لأنجو من موت محقق على يد جنود الاحتلال، فيما انقض الجنود على صديقي عامر بالضرب المبرح وغير المبرر بالعصي والهراوات على كافة أنحاء جسده، مُشيرًا إلى أنّ جنود الاحتلال الذين كانوا خمسة انهال بعضهم على عامر بالضرب، بينما أمسكه جندي آخر من عنقه في محاولة لخنقه حتى فارق الحياة.

وقالت الصحيفة العبريّة أيضًا إنّ الاحتلال قام بعد جريمته البشعة بإلغاء تصريح عمل والد الشهيد داخل مناطق الـ48 دون سببٍ، اللهم لأنّ ابنه قُتِل من قبل الجنود، مُضيفةً أنّ الحديث يجري عن سياسةٍ منهجيّةٍ يقوم بها جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ) بحقّ العائلات الفلسطينيّة الثكلى زاعِمًا أنّ أبناء هذه العائلات قد يدخلون إلى الدولة العبريّة ويقومون بتنفيذ عملياتٍ انتقاميّةٍ، كما أكّدت الصحيفة.

ونددت الفصائل بجريمة إعدام قوات الاحتلال، الشهيد صنوبر، مشيرة إلى أنّها تكشف جانبًا جديدًا من جوانب الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني، مشددة على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية للتصدي للاحتلال ومستوطنيه. وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية المختصة، بإدانة جريمة إعدام الشاب صنوبر وتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على تفاصيلها الوحشية ومحاسبة مرتكبيها.