لماذا لا تعترف السعودية سوى بالهجمات على منشآتها النفطية؟

لماذا لا تعترف السعودية سوى بالهجمات على منشآتها النفطية؟
الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٠ بتوقيت غرينتش

لماذا تنكر السعودية هجمات الردع اليمنية ولا تعترف سوى بالهجمات على منشآتها النفطية.

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

بعد الهجوم الصاروخي لأنصار الله اليمنية علی منشأة أرامكو النفطية في جدة ، أكدت السعودية ذلك وادعت أن هذا الهجموم لم يسفر عن أي إصابات في الأرواح والممتلکات.

الإعراب:

إذا أمعنا النظر في وسائل الإعلام في السعودية في السنوات الأخيرة ، نجد أنها وضعت سياسة خبرية مکرورة علی جدول أعمالها باستمرار ، وهي تشمل الرقابة والتقليل وأحيانا التفنيد والتکذيب ، في حين أن وسائل الإعلام والمسؤولين السعوديين لديهم إصرار غريب على تأكيد هجمات أنصار الله على منشآتهم النفطية. ويبدو أنه وبالنظر لحساسية المجتمع الدولي تجاه قضية الطاقة ، فقد ركزت وسائل الإعلام والسلطات هذه جهودها على هذه القضية وذلك کي تقدم إجراءات أنصار الله الهجومية العابرة للحدود في قلب المملكة العربية السعودية ضعيفة وفاشلة، من جهة، وأن تکسب إجماعا دوليا ضد أنصار الله. ولهذا السبب بالذات ، وصف تركي المالكي ، المتحدث باسم التحالف المزعوم ضد اليمن ، هجمات الأمس على أرامكو في جدة متماشية مع هجمات أنصار الله السابقة على مصافي بقيق وخريص.

ولم تذكر وسائل الإعلام السعودية الإفراج عن الدريهمي قرب الحديدة الشهر الماضي وبعد عدة سنوات من الحصار ، كما أنها لم تذكر فتح ثكنة ماس التي كانت مفتاح فتح مأرب في الأيام الأخيرة. بالطبع إنها في السنوات الأخيرة اعتبرت هجمات أنصار الله على البنی التحتية وكذلك على القصور الملكية مما تم التصدي لها. لکن وسائل الإعلام هذه قد ملأ صراخها الآفاق جراء الهجمات علی منشأة أرامکو.

وهذا يعني أن الإعلام السعودي يشعر بالإحباط واليأس أكثر من أي شخص آخر بسبب عجز مسؤولي بلاده عن كسب الحرب في اليمن. في مثل هذه الظروف ، تتسارع التأكيدات الموحدة للمسؤولين والإعلاميين السعوديين وحلفائهم الإقليميين مطالبين الولايات المتحدة بوضع أنصار الله على قائمة الإرهاب الأمريكية ، وذلك من أجل تحقيق فكرة "الإجماع العالمي" ضد أنصار الله من أجل تعويض الفشل الميداني من جهة، وضمان خروج بن سلمان مشرَّفا عن حرب مفروضة علی الشعب اليمني منذ ستة أعوام من جهة أخری.

-اعلان السعودية عن كشف وتثبيط 5 الغام بحرية صناعة ايرانية تم وضعها من قبل انصار الله، بعد يوم واحد فقط من الهجوم على منشأة لارامكو، وتأكيد السعودية على ان هذه الالغام تهديد اساسي لأمن النقل البحري العالمي، دليل ثاني على مساعي السعودية لجمع تأييد دولي يستهدف انصار الله.

وأظهرت عملية أنصار الله في جدة ، أمس أن قائمة 300 بنك مستهدف يمني لم تكتمل بعد ، ما يعني أن حرب اليمن ستستمر حتى طرد المحتلين بالكامل من البلاد وأن سيناريوهات مثل اقتراح إنشاء "منطقة عازلة" بين السعودية واليمن من أجل إنهاء الصراع لن يرحب بها أنصار الله إطلاقا. فقد ورد في الأمثال الفارسية: إما أن تقف مع الزنوج وإما أن تقف مع الروم.