اليمن..الاستعمار البريطاني والسعودي وجهان لعملة واحدة

اليمن..الاستعمار البريطاني والسعودي وجهان لعملة واحدة
الإثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

احيا اليمنيون الذكرى الـ53 لدحرهم المستعمر البريطاني والذي يكون في الـ30 من نوفمبر من كل عام وذلك بوسم #ذكرا_طرد_بريطانيا_30نوفمبر وفيما تفاخروا بصلابة اسلافهم الذين سجلوا تاريخاً مملوء بالنضال طالبوا اليوم بدحر المحتل السعودي والاماراتي من اليمن.

العالم نبض السوشيال

الذكرى التي يطلقون عليها اسم "عيد الجلاء أو عيد الاستقلال"، وهو تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني عن أراضي جنوب اليمن عام 1967 تأتي واليمن يعيش حرباً دامية وعدوانا غاشما منذ 6 سنوات، بعد تدخل خارجي تمثل في تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات.

وتبرز الانتهاكات التي خلفها العدوان للإمارات، التي تبسط سيطرتها عبر مليشيا مسلحة تمولها على معظم مناطق جنوب اليمن، وهي ذات المناطق التي كان يسيطر عليها الاحتلال البريطاني قبل 53 عاماً، لما لها من أهمية استراتيجية محلية ودولية، وفي مقدمتها مدينة عدن وجزيرة سقطرى ومضيق باب المندب، أحد أهم ممرات النقل والمعابر الدولية.

ويعود اهتمام بريطانيا واستعمارها لجنوب اليمن إلى القرن السابع عشر الميلادي، قبل أن يحتل الجنوب في يناير 1839، ويركز على عدن وسقطرى وباب المندب، التي تحكم طريق الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، فضلاً عن الأهمية الجيوسياسية، المتيحة للاستعمار البريطاني التحكم في مستعمراته في شرق وجنوب أفريقيا وغرب وجنوب آسيا انطلاقاً من عدن.

وكما هو الحال مع الإمارات في الوقت الحالي، فقد حرصت السياسة الإنجليزية في المناطق اليمنية المحتلة على تمزيق الوحدة اليمنية والنسيج اليمني، وتعميق اليأس في أوساط أبناء الشعب اليمني من عودة التحام جسدهم الواحد، في وقت تجزأ فيه اليمن إلى ثلاثة أجزاء هي الإنجليز والأدارسة والإمامة.

ويرى المراقبون للشأنين الاقليمي واليمني إن هناك مشاهد كثيرة تتشابه بين ما تقوم به السعودية والإمارات وما قامت به بريطانيا، مشيرين إلى احتلال الأخيرة لجزيرة بريم في 1799 وما تلاه من الهيمنة الكاملة على عدن في 1839، مقابل ما قامت به السعودية والإمارات منتصف العام الجاري من احتلالهما لسقطرى وما سبقه من احتلال للمدن الجنوبية.

وأكدوا أن ما حدث سابقاً ويحدث حالياً في اليمن من قبل السعودية والإمارات يشير إلى أن القوى الدولية والإقليمية لا ترى في اليمن سوى مساحة لبناء إمبراطورياتها القائمة على النفوذ والهيمنة على أنقاض شعب بلا دولة حقيقية.