وول ستريت جورنال: روسيا منحت مساحة لاردوغان لدق اسفين مع الناتو

وول ستريت جورنال: روسيا منحت مساحة لاردوغان لدق اسفين مع الناتو
السبت ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

تواصل تركيا مراقبتها لوقف إطلاق النار في جيب ناغورنو قره باغ الجبلي، بعد التوصل إليه بوساطة روسية منفردة لإنهاء أسوأ قتال منذ عقود بين أذربيجان وأرمينيا، وهما جمهوريتان سوفيتيتان سابقتان، الأمر الذي وصفته صحيفة وول ستريت جورنال بأنه "تنازل هام من الكرملين لأنقرة".

العالم - أوروبا

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الدعم العسكري التركي القوي لأذربيجان كان حقيقة لا يمكن للكرملين تجاهلها.

وعندما سئل عن دور تركيا الأوسع في منطقة القوقاز، بعد أيام من توقف القتال، الشهر الماضي، قال بوتين على التلفزيون الروسي: "ماذا يمكنني أن أقول لك. إنها تداعيات جيوسياسية من انهيار الاتحاد السوفيتي".

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن دخول تركيا إلى منطقة كان الكرملين يعتبرها تقليديا مجال نفوذه الحصري يشير لجهود الرئيس رجب طيب إردوغان لإعادة تشكيل دولته وهي عضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) والحليفة "المطيعة سابقا" للولايات المتحدة، لكنها الآن أًصبحت لاعبة قوية على مفترق الطرق بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

ولعبت تركيا دورا حاسما في انتصار أذربيجان على القوات الأرمينية في القتال من أجل السيطرة على ناغورنو قره باغ، وهي منطقة انفصالية متحالفة مع أرمينيا، لكنها تقع داخل حدود أذربيجان المعترف بها دوليا منذ أوائل التسعينيات.

وهذا الأسبوع، كان إردوغان في عاصمة أذربيجان لحضور عرض عسكري، ظهرت فيه طائرات تركية هجومية بدون طيار، التي كانت عاملا أساسيا في الحملة الناجحة للقوات الأذربيجانية لاستعادة مساحات واسعة من ناغورنو قره باغ.

وأدت تلك العملية العسكرية إلى طرد عشرات الآلاف من الأرمن الذين عاشوا هناك لفترة طويلة.

وخلال العرض العسكري، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الخميس الماضي: "منذ الأيام الأولى للحرب، أو بالأحرى منذ الساعات الأولى، شعرنا بدعم تركيا".

كان التحالف التركي الأذري واضحا أيضا في تركيا، حيث تم وضع أعلام البلدين على قمة برج التلفزيون في إسطنبول الذي يبلغ ارتفاعه 720 قدما (220 مترا)، الشهر الماضي.

ويقول محللون أتراك إن روسيا لا تزال القوة البارزة في المنطقة، وأن التطورات الأخيرة تعزز هذه المكانة نظرا لوجود 2000 جندي روسي منتشرين على الأراضي الأذرية كجزء من اتفاقية السلام.

كما يقولون إن بوتين ربما سمح لأنقرة بأن تصبح وسيطا للسلطة في القوقاز كجزء من حساب أوسع: وهو مواصلة دق إسفين بين تركيا والأعضاء الآخرين في منظمة حلف شمال الأطلسي.

لكنهم يقولون إن فكرة أن تظل موسكو مكتوفة الأيدي بينما تتعرض القوات الأرمينية، المجهزة روسيًا، للهزيمة من قبل القوات الأذربيجانية، المدعومة تركيًا، لم تكن واردة، حتى قبل بضعة أشهر.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مرمرة بإسطنبول، بهلول أوزكان: "إنه انتصار كبير لتركيا. ربما يكون انتصار السياسة الخارجية التركي الوحيد في السنوات الخمس أو الست الماضية".

وخلال المعارك التي دارت على مدى ستة أسابيع، بسبب الجيب الذي يقطنه ويديره الأرمن في أذربيجان، ساندت أنقرة باكو، واتهمت أرمينيا باحتلال أراض في أذربيجان.

وكان إردوغان قال، الجمعة، إنه بحث مع رئيس أذربيجان في باكو، إقامة منتدى تعاون لمنطقة القوقاز، مشيرا إلى أن ذلك قد يساعد في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع أرمينيا، إذا اتخذت يريفان "خطوات إيجابية".