جريمة إنسانية.. تركيا تتعمد ومرتزقتها 'تعطيش' الحسكة

جريمة إنسانية.. تركيا تتعمد ومرتزقتها 'تعطيش' الحسكة
الثلاثاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

يقال ان النظام في تركيا وقواته المحتلة للاراضي السورية اضافة الى مرتزقته في المنطقة أقدموا مؤخرا على افتعال جريمة انسانية جديدة بقطعهم مياه الشرب عن ما يزيد على مليون مواطن في محافظة الحسكة وريف المحافظة الغربي، ما اعتبرته وزارة الخارجية السورية "جريمة حرب موصوفة تضاف إلى جريمتي الاحتلال والعدوان".

العالم - يقال ان

في الـ25 من الشهر الماضي، انقطعت المياه عن مدينة الحسكة، بعد خروج المصدر المائي الوحيد في محطّة مياه "علوك" المُغذّية للمدينة وأريافها عن الخدمة، نتيجة انخفاض "الجهد الكهربائي" المُغذّي لمضخّات المحطّة وآبارها، ما دفع مواطني هذه المنطقة الى تداول وسم "الحسكة عطشى"، على مواقع التواصل الاجتماعي.

هي ليست المرة الاولى التي تقطع القوات التركية المحتلة المياه عن اكثر من مليون انسان في الحسكة وأريافها انها المرة الخامسة عشرة على التوالي، اثر تعطيل محطة "علوك" في ريف رأس العين واخراجها عن الخدمة بصورة متعمدة بعد سلب ونهب الجهد الكهربائي من قبل الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا وايضا تصريف المياه الى جهة ارواء الاراضي المحتلة من قبل المرتزقة الموالين لتركيا في المنطقة.

الاستخدام العسكري والسياسي للمياه..

المعروف ان غالبية المكون السكاني من العرب والكرد في هذه المنطقة وتحديدا في الحسكة والقامشلي هم بصورة عامة ضد التدخل التركي في الشأن السوري واحتلال الاراضي السورية، ولا ادل على ذلك من بقاء الجيش السوري في هذه الاراضي ولم يخرج منها منذ بداية الازمة السورية، لذا تسعى تركيا للضغط ما استطاعت على اهالي هذه المنطقة الحيوية من سوريا لتهجيرهم وابعادهم عن اراضيهم من خلال سياسة تعطيش الانسان وقتل الدواب وقطع ارواء الاراضي الزراعية وتحويلها لاراض بوار جرداء غير صالحة للزراعة.

ان قطع المياه وسيلة استخدمتها تركيا للتضييق على السكان في محافظة الحسكة ومحيطها لتنفيذ سياسة التهجير الممنهج في المناطق التي تحتلها، وذلك ما اشار اليه بيان الادانة الذي أصدرته حكومة دمشق وايضا خلال رسالتين وجهتهما إلى مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، إنها تطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإلزام تركيا بإعادة تشغيل محطة مياه "علوك"، والتصدي "لممارسات تركيا اللاإنسانية التي تهدف إلى التضييق على المواطنين المدنيين وحرمانهم من سبل العيش والحياة".

قالت الخارجية السورية في بيانها إن الحكومة التركية تقوم بـ"ممارسات غير قانونية ولاإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية"، وان هذه الممارسات انما هي "تنفيذ لسياسة التهجير الممنهج في المناطق التي تحتلها بغية إحداث تغيير ديموغرافي يتناسب مع أهدافها التوسعية والاستعمارية".

الرواية الاهلية لأبناء المنطقة..

تحدثت مصادر من داخل المحطّة لوسائل اعلامية عربية قولها أن "الجيش التركي والفصائل المسلّحة التابعة له قاموا بسحب خطوط لمقرّاتهم، وأخرى لسقاية أراضٍ تابعة لبعض قادة الجماعات المسلحة، من خطّ مياه علوك الذي يتغذّى من محطّة الدرباسية، ما أدّى إلى خروجها عن الخدمة بفعل الضغط الفائض".

واوضحت ان الاستجرار الزائد للكهرباء أدّى إلى ارتفاع الحمولات على الخطّ، وضعف الجهد الكهربائي، وخروج الآبار والمضخّات بالتدريج عن الخدمة"، مشيرة إلى أن "ما يسمّى هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية قامت بتخفيض مُحوّلات الشدّة (منظّم الجهد الكهربائي) من 300 ميغا إلى 150، من دون التمكّن من ضبط التعدّيات"، لافتة إلى "قيام الإدارة الذاتية بقطع الكهرباء عن مدينتَي رأس العين وتل أبيض المحتلّتين، ردّاً على انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وأريافها"، في سيناريو تكرّر سابقاً لمرّات عديدة.

مبادرات حكومية وأهلية لتأمين مياه الشرب..

في الوقت نفسه، شرعت الجهات الحكومية جهودها لتأمين مياه الشرب للأهالي عبر الصهاريج الخاصة وتعبئة خزانات المياه المنتشرة في عموم أرجاء المدينة بشكل يومي، رافقها تعاون تشاركي من قبل الهلال الأحمر العربي السوري وإطلاق مبادرات أهلية لتأمين الكميات الكافية من المياه وتوفيرها بهدف تخفيف آثار الجريمة الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال التركي وتهديده حياة مليون نسمة عبر قطع مصدر المياه الوحيد لهم منذ ما يقارب 23 يوما.

كما سعت الجمعية السورية للتنمية في الحسكة خلال الأسبوعين الماضيين بتوزيع عدد من الخزانات بغية التخفيف عن معاناة الأهالي في ظل استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين بقطع مياه الشرب.

اليونيسيف تعبر عن قلقها.. وماذا بعد؟

في الوقت ذاته لم تقدم المنظمات الانسانية ومنها الااممية كـ"منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، غير الوعود الجوفاء مع تكرار قطع المياه للمرة الخامسة عشرة وان هذا القطع الاخير استمر قرابة الشهر حتى اليوم في انقطاع متواصل متعمد.

في هذا السياق اكد إدوارد تيد شيبان المدير الإقليمي للـ(يونيسيف)، خلال لقائه محافظ الحسكة اللواء غسان خليل أمس الاثنين، أن المنظمة تنظر بقلق شديد إلى واقع المياه في محافظة الحسكة جراء قطع مياه الشرب عن أهالي المدينة، وكالعادة اوضح أن المنظمة ستعمل لإعادة تشغيل المحطة والمساعدة في تأمين مياه الشرب للأهالي، بالتعاون مع الشركاء للتواصل مع الطرف التركي بهدف إدخال ورشات الصيانة الكهربائية إلى محطة علوك لتقييم الحاجة الكهربائية فيها والسعي الى تشغيل المحطة وفي الوقت ذاته العمل على زيادة التعاون في مجال تأمين مياه الشرب للأهالي وتوزيعها عبر الصهاريج كحل مؤقت... هكذا..

سياسة مدانة شرعا وقانونا..

سوريا أدانت من جانبها هذه الممارسات الاجرامية المتكررة التي تقوم بها القوات التركية ضد الشعب السوري، وعلى سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، بأساليب وطرق متعددة، منها تكرار قطع المياه عن أهالي محافظة الحسكة والتجمعات المحيطة بها، وأعلنت في إدانتها ان ما تقوم به تركيا يشكل جريمة حرب.

ان سياسة تقتير المياه المتعمد والمتكرر على اهالي الحسكة انما هي سياسة تعسفية وانتقام تصر عليه تركيا دون الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية الملحة لأهالي تلك المنطقة بشكل ينتهك كل المواثيق الدولية والاتفاقيات التي تضمن حق كل إنسان في الحصول على مياه صالحة للشرب وحقه في عدم التعرض لوقف تعسفي لإمدادات المياه وتلوثها.

لم يعد أهالي الحسكة يَعدّون المرّات التي قطع فيها الأتراك المياه عن مدينتهم وأريافها، إذ إن الأمر بات طقسا شبه شهري اعتادوه، بعد أن قُطعت المياه للمرّة الخامسة عشرة على التوالي، منذ احتلال الأتراك المنطقة في خريف العام الفائت.

السيد ابو ايمان