عندما تعترف ‘المعارضة السورية’ بارتهانها للخارج

عندما تعترف ‘المعارضة السورية’ بارتهانها للخارج
الأحد ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٥٥ بتوقيت غرينتش

عشر سنوات من القتل والدم والتدمير والخراب استغرق بعض قادة ما يسمى بالمعارضة السورية حتى استعادوا وعيهم، وعادت عقولهم الى العمل على ما يبدو، حتى اعترف البعض بأنهم كانوا ساذجين وأنهم علقوا آمالهم على الخارج، بدل التوجه للحلول الداخلية.

العالم - يقال أن

أحد أبرز أوجه "المعارضة" السورية ميشيل كيلو تحدث لصحيفة LEFIGARO الفرنسية عن بعض ما واجهته "المعارضة" السورية في الخارج؛ اللافت كان في كلام "كيلو" لم يكن كشفه المكشوف، من ارتهان "المعارضة" وقراراتها إلى الجهات والدول الخارجية والاقليمية، فأصغر مواطن في سوريا اليوم بات يعلم أن هذه "المعارضة" لا تأتمر إلا بأوامر الجهات التي تدعمها وتمولها، ولم يكن حديثه عن أن الجماعات المسلحة وتكتلات المعارضة خضعت لتشجيع الخارج ولاسيما فرنسا من اجل الاطاحة بالنظام السوري، وكذلك لم يكن اعترافه الواضح والصريح بسيطرة تركيا على "المعارضة" وعدم قدرة الاخيرة على اتخاذ أي قرار بخصوص مستقبل سوريا، دون العودة الى أنقرة، واستجداء رضاها وموافقتها.

ما كان لافتا في حديث "كيلو" كان اعترافه بأن المعارضات السورية كانت ساذجة لدرجة انها عولت على دخول الاميركي الى جانبهم، للاطاحة بالنظام السوري، والامر الثاني كان حديثه عن ضرورة الجلوس مع الحكومة السورية والبحث عن حلول مع هذه الحكومة، قبل توسع الازمة وتحولها الى صراع، بات فيه الصراع الداخلي او السياسي جزء بسيطا من رقعة الحرب على سوريا؛ ليعود ويكرر ان ما اقدمت عليه المعارضة من قرارات غير محسوبة – اذا ما اردنا حسن الظن بها-، ومرتهنة وفقا لما اكده "كيلو" في حديثه، كل هذه القرارات عقّدت الأزمة، وزادت من انقسامات ما اسماها "الثورة"، ليكرر عبارة أن الطرفان قد خسرا، دون ان يخفي آماله بإنهاء ما أسماه "الجحيم السوري".

"كيلو" أفصح عن مكنونات قلبه على ما يبدو، بحثا عن مستقبل قد يقربه من سوريا، بدل الخوض في الحرب من اجل لا شيء كما قال هو نفسه، فقد اعترف ان دخول بعض القوى الدولية على خط الازمة السورية، عقد الامر اكثر على المعارضة، وخفت بريقها الذي عملت كل الدول الغربية وبعض الدول العربية لتلميعها وزيادة بريقها، ولكن مع كل تدخل من هذه القوى، كانت المعارضة تفقد بريقها أكثر فأكثر في اعين الشعب السوري، وتتعرى أكثر فأكثر أمامه.

كل هذه الاعترافات المفاجئة لرمز من رموز "المعارضة" السورية، قد يضع نقاطا حمراء جديدة إلى جانب اسمها، وقد يزيد من انكفائها عن الساحة السياسية السورية، فهذه المعارضة التي قدمت نفسها على أنها حامي مصالح الشعب السوري، والمحافظ الاول على سلامة ووطنية القرارات السيادية السورية، تتكشف أغصانها اليابسة أكثر وأكثر مع تساقط أوراقها.