شاهد بالفيديو..

صراع سياسي ينشب داخل باكستان.. ماذا جرى عام 2020؟

الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١١:٠٠ بتوقيت غرينتش

رغم فتور المشهد السياسي الذي فرضه وباء كورونا على البلاد، إلا أنه لم يمنع بروز بعض الأحداث والمتغيرات السياسية التي فرضت نفسها بقوّة على الساحة الباكستانية.

العالم - خاص بالعالم

فعلى الصعيد المحلي كانت سياسات الحكومة في مكافحة جائحة كورونا الشغل الشاغل للرأي العام، ورغم إصابة مئات الالاف، ووفاة آلاف آخرين، إلا أنه وبحسب منظمة الصحة العالمية يسجّل للحكومة الباكستانية نجاح سياستها المسماة بـ"الإغلاق الذكي" لتمكنها من ضبط تفشي الوباء.

فيما لم تستطع التخلّص من وباء آخر وهو وباء القروض التي أغرقت الإقتصاد الباكستاني، فرغم محاولات الحكومة لعدم اللجوء "لفريق العمل المالي الدولي" إلا أنها كانت مُلزمةً بذلك وفق شروط أدت لتدهور مستوى العملة المحلية وزيادة أعباء المواطن بإرتفاع هستيري لنسبة الضرائب.

وهذا ما أثار حفيظة قوى المعارضة التي تمكنت من تشكيل إئتلاف موحّد هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد، حيث إتفق أحد عشر حزبا ضمن خطة عمل مشتركة على ضرورة إسقاط حكومة حزب العدالة، من خلال الإعتصام أمام البرلمان المركزي وسحب الثقة من الحكومة.

إلا أن هذا الإئتلاف لم يتمكن من الفوز في إنتخابات الإقليم ذو الحكم الذاتي "غلغت بلتستان" والذي يشكل قلب مشروع الممر الإقتصادي الصيني الباكستاني، حيث تمكن حزب العدالة من الفوز في الإنتخابات بعد أن وعد بضمّ للبلاد بشكل دستوري، ومنحه مقاعد تمثيلية في البرلمان المركزي بإسلام آباد.

وأما إقليميا، فكانت الإنتهاكات الهندية لقرار وقف إطلاق النار عند خط السيطرة الدولي المشترك مع باكستان ملفتة للغاية، حيث راح ضحية تبادل إطلاق النار عناصر ومدنيين من كلا الجانبين.

على عكس الحدود مع أفغانستان التي بدت أكثر سيطرة هذا العام، وخصوصا جراء الدور التي لعبته باكستان في تسيير عجلة الحوار بين طالبان وأميركا، وما تلاه لاحقا من جهود لتسهيل الحوار الأفغاني-الأفغاني، الأمر الذي جعل العلاقات الباكستانية-الأميركية هذا العام أكثر توازنا.

إلا أن الملفت حقا كان التوتر مع الحليفة التقليدية لإسلام آباد، الرياض، حيث ضيّقت الأخيرة على باكستان دعمها الإقتصادي مطالبة بإيفاء كافة القروض والهبات المقدمة لباكستان، وكذلك فتور في العلاقات الدبلوماسية وذلك ردا على تصريح لوزير الخارجية الباكستانية طالب فيه بدعم سعودي وعربي لكشمير، إلا أنه سرعان ما إتضح أن ضغط الرياض وأبو ظبي هدفه الدفع بباكستان لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، أمرٌ لم يسكت عنه الشعب الباكستاني الذي حيّا موقف قيادته الثابت دعما لفلسطين ورفضا للعلاقات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وافاد مراسل قناة العالم في اسلام آباد علي حسين، بانه عامٌ منهكٌ مرّ على الباكستانيين، أما مع إشراقة العام الجديد فيبقى السؤال الأهم ما الذي ستحمله الأيام المقبلة.