النفاق الدولي وتمادي تركيا في إستخدام سلاح التعطيش في سورية 

النفاق الدولي وتمادي تركيا في إستخدام سلاح التعطيش في سورية 
الإثنين ١٨ يناير ٢٠٢١ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

يبدو ان الكيل طفح بأهالي مدينة الحسكة السورية، إثر تفنن تركيا والعصابات الارهابية التي تدعمها في شمال سورية، في استخدام اقذر سلاح يمكن ان يُستخدم في الحروب، وهو سلاح التعطيش، لتحقيق اهداف سياسية أقذر. حيث نفذ الاهالي اليوم وقفات احتجاجية، تنديدا بقطع تركيا المياه عن المدينة، وتأكيدا على تمسكهم بالبقاء في ارضهم مهما كان الثمن.

العالم –كشكول

لأسباب باتت واضحة تقوم العصابات الارهابية التابعة لتركيا، بين وقت واخر، منذ احتلال القوات التركية مدينة "رأس العين" ونهب المدينة وتهجير سكانها، بوقف العمل في محطة علوك، المغذي والمصدر الوحيد لتزويد مدينة الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب، بهدف تعطيش نحو مليون انسان، هم سكنة مدينة الحسكة، ودفعهم الى ترك مدينتهم والهجرة عنها.

تحاول تركيا تبرير سياستها غير الانسانية بحق مليون انسان، والمتمثلة بقطع مياه الشرب عنهم، في الوقت الذي هم احوج من اي وقت مضى للمياه من اجل مواجهة وباء كورونا، بذرائع واهية منها ضعف البنية التحتية للمحطة، الامر الذي كذبه، مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة، عندما كشف عن ان القوات التركية منعت عاملي محطة مياه علوك من تشغيلها وعمدت إلى إيقاف ضخ المياه.

ان سياسة تعطيش الحسكة، بدأتها تركيا في الاشهر الاخيرة من العام الماضي، بعد ان احتلت مدينة "راس العين"، كإجراء انتقامي ضد اهالي الحسكة، لرفضهم تواجد العصابات التابعة لتركيا، ورفضهم مغادرة مدينتهم، للحيلولة دون تمادي تركيا وعصاباتها المسلحة، في المضي في سياسة التغيير الديمغرافي التي يتم تنفيذها شمال سورية.

خطورة الاحتلال التركي لشمال سورية ، لا يكمن فقط بالاحتلال نفسه وما يشكله من انتهاك صارخ للسيادة السورية والقانون الدولي ومن عدوان سافر لدولة جارة، بل الخطورة الاكبر تكمن في سياسة تركيا الرامية الى التغيير الديمغرافي على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، عبر استخدام وسائل غير انسانية وفي منتهى الفظاعة. وهي سياسة نفذتها تركيا في العديد من المدن والقرى التي احتلتها داخل سورية، حيث هجرت اهلها، واسكنت بدلا منهم ، عوائل العصابات المسلحة، والجماعات الموالية لتركيا.

ما كان بامكان تركيا ان تتمادى في سياستها غير الانسانية في سورية، لولا النفاق الغربي وعلى راسه النفاق الامريكي، الذي يصفه البعض ، دبلوماسيا، بالصمت!!. فتركيا هي عضو في حلف الناتو، وحليف استراتيجي للكيان الاسرائيلي، ولا يمكنها ان تتخذ مثل هذه السياسية التي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، دون ضوء اخضر غربي،وهو ما يفسر عدم تحرك اي منظمة او محفل دولي، لادانة ما تمارسه تركيا في شمال سورية، والذي نشهده هو عكس ذلك تماما، فإما ان يتم التغطية على هذه السياسة من قبل الغرب، او يتم دعمها بشكل او بآخر، تحت شعار "المصلحة" ، او "نشر الديمقراطية" في سورية، او "الخوف" من ردة فعل الرئيس التركي اردوغان، الذي طالما هدد اوروبا من انه سيفتح حدود تركيا للاجئين السوريين للزحف على اوروبا، اذا ما عارضت اوروبا سياسته في تركيا.