هل قام هادي بالانقلاب على المجلس الانتقالي الجنوبي؟

هل قام هادي بالانقلاب على المجلس الانتقالي الجنوبي؟
الإثنين ١٨ يناير ٢٠٢١ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

أثار تعيينات الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي في مناصب عدة لاشخاص مقربين من السعودية في اليمن غضب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعتبر هذه الخطوة محاولة لتعطيل تنفيذ ما يسمى "اتفاق الرياض".

التحلیل:

وصف بعض المحللين السياسيين تعيين أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء الأسبق لهادي والمعارض لدولة الإمارات، رئيسا لمجلس الشورى من جهة، وتعيين نائبين له، وأخيراً تعيين هادي نائب عام لحكومته، وصفوه بـ "انقلاب هادي السياسي" على الجنوبيين.

ومن وجهة نظر المجلس الانتقالي الجنوبي كان من المفترض ألا يتدخل هادي في شؤون الحكومة باستثناء ما يرتبط بالخدمات العامة.

-الحقيقة هي أن الجنوبيين يعتبرون هادي "خادمًا" وليس رئيسا للحكومة، ما دفع هادي إلى تذكير الجنوبيين بما یتوقعه منهم، بينما يعتبر المجلس الانتقالي هادي خاسرا في المجال العسكري ولايمنحه هذا الحق أساسا.

- وقبل ذلك، كانت هناك اخبار عن فشل التوافقات السعودية الاماراتية، وأعلن ان اتفاق الرياض ميت، لكن في ظل استعدادات ولي العهدين السعودي والاماراتي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، قررت الرياض وابوظبي التعامل مع هذه الازمة بشكل صوري حتى وصول بايدن إلى السلطة وتقرير مصير ما يسمى بالتحالف السعودي الإماراتي في اليمن .

- يبدو أن أحداث اليمن، وخاصة في مجال المنافسة العلنية والسرية بين بن سلمان وبن زايد، هي مسرحية يتم فيه تعريف ادوار الممثلين، وهم هادي والجنوبيون، بناء على التطورات الجارية. في مثل هذه الأجواء، ستكون النتيجة الوحيدة لهذه الصراعات هي تكبد خسائر مالية وبشرية على الشعب اليمني حتى تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة قرارها الحاسم بخصوص اليمن وليس أكثر.

يدرك هادي والجنوبيون جيدا أنهم لا شيء في اليمن دون دعم السعودية والإمارات. وفي الوقت نفسه، يعلمون جيدا أن ابن سلمان وابن زايد تجار ناجحون ويرجحون مصالحهم على مصالح الآخرين. واستنتج هادي والمجلس الانتقالي ذلك من خلال تجربة استئناف الرياض وابوظبي العلاقات مع قطر، ومحاولتهما إعادة الاتصال مع تركيا، مؤخرا.

ففي مثل هذه الحالة، يحاول الطرفان الحفاظ على مصالحهما في الصفقات المحتملة بين الرياض وابوظبي وبالطبع بايدن في المستقبل، للحصول على "حصة" جديدة في مستقبل اليمن بعد سنوات من الصراع.

وبناءً على ذلك، يبدو أن الطرفين ينفذان باستمرار انقلابا على بعضهما البعض، سواء كان هذا الانقلاب سياسيا أم عسكريا.