جدل واسع حول تأسيس أحزاب مصرية بالخارج

جدل واسع حول تأسيس أحزاب مصرية بالخارج
الخميس ٢١ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

أثار إعلان تأسيس أحزاب سياسية مصرية من الخارج حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، فيرى المؤيدون، إن هذه الخطوة جاءت بعد أن أغلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحياة السياسية بالداخل، أما الرافضون لها فيستندون إلى الجانب الإجرائي والقانوني في مرحلة التأسيس، معتبرين أنه لا يمكن تأسيس حزب سياسي بالخارج بشكل رسمي لأمور تتعلق بالشق القانوني والإجرائي.

العالم - مصر

لكن الطرفين متفقون على صعوبة العمل السياسي بالداخل في ظل استهداف أي عمل سياسي سواء أفرادا أو مؤسسات وكيانات، حتى لو كانت أحزابا شرعية، وطالبوا بضرورة التعاون بين الداخل والخارج بشكل أو بآخر، في محاولة لتخطي هذه الصعوبات وتوحيد الجهود.

وكان عدد من النشطاء والمعارضين المصريين المقيمين في الخارج، أعلنوا تدشين بعض الأحزاب السياسية بينها "حزب الأمل"، وقالوا إنهم يسعون لتكوين مشروع ثوري جامع يضم تصورا محدد الخطوات من أجل استكمال الثورة.

من جهته، أعلن الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي عن تأسيس حزب الشعب الديمقراطي بالخارج، كما أعلن زعيم حزب غد الثورة أيمن نور تجميد الحزب بالداخل ونقل نشاطه للعمل من الخارج.

وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة العليا بحزب غد الثورة عبد الرحمن عاطف، أن خطوة العمل من الخارج اضطروا إليها بعد موت الحياة السياسية بمصر، في ظل نظام السيسي الذي يقمع الجميع ويحاصر الأحزاب حتى تلك التي نشأت في عهده.

وأضاف في حديث لـ"عربي21"، أنه "كان لابد من خطوة وقرار لاستعادة الحزب وتفعيله حتى لو كان من خارج البلاد، لأنه بهذه الطريقة يمكن خلق مجال من التواصل البناء بين أعضاء الحزب والمصريين سواء بالداخل أو الخارج، وفتح مجالات أوسع للحوار وخلق كيان للمعارضة بالخارج من خلال الحزب خاصة من يتبنون الطرح الليبرالي".

وتابع: "نقل عمل الحزب خارج مصر هو أيضا رسالة للعالم أجمع بموت الحياة السياسية بمصر في عهد السيسي وكشف عورته، الذي يشيع كذبا بأن هناك حياة سياسية وممارسة ديمقراطية، والجميع يعلم أن كل ما يجري من عمل حزبي وانتخابات هو من عمل وتنظيم الأجهزة الأمنية، ولا يوجد أي معيار سياسي لما يجرى، وأن من يحاول أن يعارض حتى بالتزامه بقواعد اللعبة ومن خلال البرلمان كعضو برلماني له حق المراقبة، يتم قمعه وفصله".

وحول الأهداف من تأسيس هذه الأحزاب وعملها بالخارج قالت المتحدثة باسم حزب "أمل مصر" الذي أعلن تأسيسه بالخارج نانسي كم، إن أهداف الحزب هي وضع مصر على الطريق الصحيح، ثم بناء دولة مدنية تشاركية ديمقراطية حديثة، والخلاص من "النظام المستبد الديكتاتوري" الحالي المحتل بالوكالة والتصدي لكل نظام يأتي من بعده يسير على نفس النهج، والتواصل مع الشعب المصري مباشرة دون حواجز، وبناء دولة مدنية حديثة يكون لكل مصري فيها حق المواطنة له حقوق وعليه واجبات، حسب تعبيره.

وفي تعليقه على هذه الخطوة قال القيادي بحزب المحافظين وعضو جبهة الإنقاذ سابقا مجدي حمدان، إن هذه الخطوة ما هي إلا مجرد "شو إعلامي"، مؤكدا أن مسألة تأسيس حزب سياسي بالخارج لا يمكن تفعيلها على الأقل بشكل رسمي بطريقة أو بأخرى لأمور تتعلق بالشق القانوني والإجرائي.

وأوضح حمدان في حديثه لـ "عربي٢١" أن "هناك أمورا بعيدة عن الجانب الإجرائي والقانوني تتمثل في أعداد الأعضاء المؤسسين وعدد التوكيلات"، مؤكدا أنه من الصعب جمع مائة توكيل بالخارج، ومتسائلا عن رسالة وبرنامج هذا الحزب، الذي سيجد عقبة في التفاعل مع الداخل لأسباب عديدة، سواء عدم وجود ممثلين بين الناس أو تكلفة تفاعل من بالداخل مع هذه الأحزاب.